الإثنين , ديسمبر 23 2024
نوري إيشوع

قِصةُ الخليقة

بقلم المحامي نوري إيشوع

ربٌ إلهٌ, محبٌ على عرشِ العدالةِ تربعَ و سما

في البدءِ, خلقَ الملائكةَ ليسبحوا و يرنموا للباري بالروحِ و الفم

فاضت السماء ألحانأً و ترانيم َ و أحلى النغمَ

رئيس الملائكةِ، شابه غروراً، أرادَ أن يصبحَ إلهاً فحصدَ الذلَ و الندم

طُردَ ذليلٌاً من حضرةِ العلي الى الأرض، ذاق بفعله الهوانَ و السقم

شيطاناً! أضحى و الأنسان صار له مرمى وتابعاً أبكم

بالخطيئةِ لوثهُ, أضاعهُ بين الخطايا و الآثام و الشرذم

ربٌ محبٌ, خلقَ على صورته أنساً من العدمِ، أسماه آدمَ

أخذ من أضلاعه ضلعٌاً، رفيقةً حواءَ ليسبحا معاً الله و ينعما

إبليس بصورةٍ حيةٍ أغرى الأنيسةَ، ولبصيرتها عمى

أغرت بضعفها بعلها، فأصبحا عريانين، للوجه لطما

غطيا بأوراقِ التينِ عارهما و الربُ بجلدٍ سترى عورتهما

الربُ عادلٌ, فأنزلهما الى أرض المشقةِ

بعد أن أغراهما إبليس و من شجرة الخيرِ

أطعما

آدمٌ شقاً، أضحى في الأرضِ عبداً ذليلاً للخطيئةِ، عاش الضياعَ والألم

الرب رحيمٌ وعادلٌ أحب خلقه و فديةٍ للبشريةِ قدمَ

كلمة الله و روحهُ، أستقرا في أحشاءِ الطاهرةِ مريمَ

فولدَ المسيح الفادي أعجوبةً للروح والنفس أصبح بلسمَ

طفلُ المغارة يسوعَ, جاءَ مخلصاً فاضَ بنورهِ العالمَ

ملوكِ المجوسِ الى المغارةِ اهتدوا بأنوار الأنجما

سجدوا للطفلِ، قدموا له الذهبَ و الهدايا و أضحوا شهوداً عندما في المهدِ نطقَ و تكلمَ

هيرودسِ السفاِحِ، لقتل الطفلِ أرسلَ

قتلَ أطفال أورشليم دون السنتين، حصدَ رؤوسَ البراعمَ

خطة الإله, لا بد أن تسيرَ الى النهايةِ

خبىء بقدرته الطفلَ و مريم و يوسف حمى

طفلٌ, إلهٌ نزلَ عن عرشهِ ليشتري بدمهِ الطاهرِ العبدِ الذليلِ إبن آدمَ

فاضت الأرضً و السماءَ ببهائهِ

له شواهدٍ بيناتٍ، أهتزت له الشامخاتِ و حتى القممَ

أنبياءِ العهدِ القديمِ, أبراهيم و أشعياء و دانيال و داوود

لمجيئه شهدوا و الكتاب لفدائه بشّرَ و أعلمَ

جاء المسيحُ متواضعاً, فذاق الذلَ و الهوانَ

قدمَ نفسهُ على صليبِ العار خروفاً لفدية

البشريةِ و لكلِ التائبين و خطاةِ العالمَ

أقامَ الموتَ، أشفى البرصَ و كان شفيعاً للكسيحِ و دواءً للعمى

للسخريةٍ!

توجوا رأسه بتاجٍ من الشوكِ وضربوه سادة و جند و خدما

ساقوه للصلب كنعجةٍ وهم يستهزؤن

بشخصه الطاهر البريء دون أن يتكلمَ

ضربوه بالرماحِ في جنبه فهرق للوقتِ ماءً و دمَ

ماءٌ للشربِ رنا فأجبروه على شربِ ماءِ مرٍ علقما

يسوعُ المسيحِ, نشلَ الأنسانَ من براثن إبليسِ

غسلهُ بدمهِ الطاهرِ و أعدّ له مكاناً في الفردوس و السما

حررَ من ظلمِ العبوديةِ عبدهُ

جعله ابناً باراً والملكوتِ له وهبَ و قدمَ

من يقبل المسيح مخلصاً و رباً سعيشَ بالروح سعيدأ محلقاً

كملائكةِ الربِ ترفرف روحه حرةً فوقَ الكواكب و الأنجمَ

دعوةٌ قدمها الفادي، هبةٌ أعطاها لكم وأعادكم من العدمَ

ها هو يقرعُ البابَ فمن فتحَ له عسلٌ و شهدٌ روحيٌ سيلقى

و لن يعرف الندمَ

أركَعُ للواحد الأحد

أن تستجيبوا لقرعِ البابِ لتنعموأ بالعيشِ معه

كأرواحٍ طاهرةٍ يفوح منها أريجاً و بلسما

لا يغرينكم المال و الجاه ستنتهي يوماً و تصبحُ عدمَ

عشْ مع المسيحِ و لا تلتفت إلى الوراءِ

و أقبل بشوقٍ النِعم

أليسَ هو القائل: أنا الحقُ و الطريق و الحياة

ولا طريق سواي الى السما

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …