الإثنين , ديسمبر 23 2024
أنطوانى ولسن

الخامس والعشرون من شهر يناير 2011 يشكل فارقا في تاريخ مصر .. ولكن !.

بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
نتقدم أولا بالتعزية الى الشعب السعودي وآل سعود والعالم لرحيل الملك عبدالله بن عبد العزيزآل سعود عن عالمنا المليء بالأوجاع وندعو الله أن يتغمده في فسيح جناته .
كما نهنيء الشعب السعودي لأنتقال الحكم إلى جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود .
عزيزي القاريء .. قبل أن نتحدث عن ثورة 25 يناير 2011 يجب علينا أن نعود إلى أيام قليلة لنلقي الضوء على أحداث دامية مرت لكن أثارها لم يلتفت إليها أحد .
أحداث تفجير كنيسة القديسًين مار مرقص الرسول والبابا بطرس خاتم الشهداء بمنطقة سيدي جابر بالأسكندرية ، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 23 قتيلا ومايزيد عن 79 مصابا صباح يوم السبت 1 يناير 2011 عشية احتفالات رأس السنة الميلادية .
أيام مبارك ومن حكم قبله لا أحد ينكر تهميش المسيحيون ” الأقباط ” في مصر . بل والأعتداء عليهم سواء في الطريق العام أو في بيوتهم ومحلاتهم التجارية وبين زملاء عمل .
هذا التهميش والأضطهاد وسفك الدماء لم تتحرك لا الرئاسة ولا المسؤولين من رجال الدولة المصرية شرطة كانوا أو جيش للتصدي لكل من تسول له نفسه الأعتداء على المصريين المسيحيين .
في ظاهرة مفاجئة خرج شباب الكنيسة الى شوارع الأسكندرية مطالبين بحقهم في الحياة ومعاقبة الجناة مهما كانت إنتماءاتهم الدينية المناهضة للمسيحيين وسقوط مبارك وحكومته .
إستمر الغليان المسيحي في الشارع المصري إلى أن وصلنا إلى الخامس والعشرين من نفس الشهر ” يناير ” 2011 وخروج تلك الأعداد الهائلة من أبناء مصر رجالا ونساء وشبابا ، مسلمون ومسيحيون هتف الجميع بسقوط مبارك مطالبين بالقصاص لجميع الشهداء ومعاقبة وزير الداخلية في ذلك الوقت ” حبيب العادلي ” مطالبين بأستقالته ومحاكمته للشبهات التي كانت تحوم حوله في تفجير الكنيسة .. ” كنيسة القديسيَن بمنطقة سيدي بشر بالأسكندرية ” .
هذا الجزء من تاريخ الأحداث التي توالت بعد ذلك له أهمية خاصة . لأنه على الرغم من مرور 4 سنوات علي تلك الأحداث ’ لكننا مازلنا ” محلك سر ” ولا بصيص أمل في غد أفضل لكل المصريين . والسؤال هنا لماذا بدأنا نفقد هذا الأمل الذي حلمنا به طوال عقود كثيرة لم يشعر لا المواطن المسيحي ولا المسلم بأنه قاب قوسين أو أدنى لنوال حقوقه وتفعيل حق المواطنة للجميع .
لذلك نرى أن الخامس والعشرين من شهر يناير 2011 يشكل فارقا في تاريخ مصر. هذا الفارق في تاريخ مصر هو أول خروج لأبناء مصر والتوجه ألى ميدان التحرير بهذا العدد الهائل من المصريين . لأول مرة يرى العالم هذا التلاحم بين المصريين من الشباب والشابات والرجال والسيدات الذي شكْلَ ملحمة نادرة الوجود خاصة في العالم العربي .
تلك الملحمة إشترك فيها بعض من شباب الأخوان غير عابئين بعدم السماح لهم بالمشاركة . لكنه الأحساس الوطني لأبناء مصر الشرفاء .
نجحت جموع المحتشدين بميدان التحرير من زعزعة عرش مبارك مما دفعه الى التخلي عن منصبه في 11 فبراير 2011 كما نعرف وتسليم السلطة الى القوات المسلحة التي كان يترأسها المشير طنطاوي . بعدها بدأت جموع المحتشدين في الأنسحاب مقتنعين بتحقيق هدفهم وإبعاد مبارك عن الرئاسة … ولكن !.
ولكن حدثت خيانات ممن تولون إدارة البلاد . أهم تلك الخيانات التجمع الأخواني الكبير ومعهم السلفيون وأعداد غفيرة من الجماعات الإسلامية الأخرى . بل بسماح من المشير طنطاوي بعودة ثلاثة ألاف من الهاربين الأسلاميين الخارجين على القانون والمحكوم عليهم بأحكام يصل بعضها الى الأعدام . الأعتداءات التي بدأت تشكل خطرا على كنائس المسيحيين بجميع طوائفهم . خروج الأخوان الى الشوارع والميادين بهذه الصورة التي تعلن سلطتهم قبل أن تكون لهم سلطة أو سلطان . ذلك التجمع الغير مسبوق في مدينة قنا رافضين قبول محافظ مسيحي لهم . استمر التظاهر لفترة طويلة كانت الخسارة المالية كبيرة . تدخل بعض من رجالات الأخوان لفض الأضرابات لتعود عجلة الحياة الى دورانها الطبيعي .كل هذا وأكثر حدث دون إتخاذ قرار حاسم ضد المتسببين في كل ذلك التحدي للسلطة الحاكمة في ذلك الوقت ” المجلس الأعلى للقوات المسلحة ” . في وسط تلك الفوضى غير الخلاقة تم نسيان الأحتفال بعيد الشرطة في الخامس والعشرين من شهر يناير عام1952 وشهادة أكثر من 50 جندي وضابط غير العدد الهائل من المصابين والجرحي في مدينة الأسماعلية .
وهنا الفارق الذي أتحدث عنه . الشرطة هي أحد أضلاع مثلث حماية الوطن ، ولها أهمية خاصة لأن الشرطة جهازها جهاز توفير الأمن والأمان للشعب المصري سواء في الشارع العام أو في المحلات والأماكن السكنية . مع شديد الأسف تم نسيان ذلك التاريخ الذي تمت كتابته بدماء رجال الشرطة ، وحل محل ” 25 يناير1952 ” يوم ” 25 يناير 2011 “. وبهذا نكون قد تعدينا الأصول وتهميش رجال الشرطة الذين أستشهد عدد كبيرمنهم مضحين بحياتهم دفاعا عن الوطن مصر والذين واجهو الأعداء بكل شجاعة وإقدام في مواجهة الإنجليز بمدينة الأسماعلية.. و لم تنسى الدولة ذلك التاريخ فبدأت تحتفل به حتى احتل التاريخ الجديد ” 25 يناير 2011 ” محله وأطلقنا عليه ” الأحتفال بالثورة .. ثورة الشعب المصري في ” 25 يناير 2011 ” .
أنا هنا لا أقلل من قيمة ثورة المصريين بدءا من خروج المسيحيون ” الأقباط ” بعد تفجير كنيسة القديسيّن بمنطقة سيدي بشر بالأسكندرية مطالبين بالقصاص وإسقاط النظام إلى أن إمتد التلاحم بين أبناء المصريين الذي تم في ” 25 يناير 2011 ” وصمودهم حتى رضخ مبارك لمطلبهم العادل بتخليه عن منصب رئيس الجمهورية وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة لأدارة شئون البلاد . وكل من عاش تلك الحقبة الزمنية يعرف ما وصل إليه حال مصر خاصة بعد تولي الأخوان أولا البرلمان ” برلمان العار في جبين مصر بين الدول ” ، ثم توليهم لسدة حكم مصر برئيس ” أترك للتاريخ وصفه ” .
سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي .. صدقني نحن نعيش معكم ونشعر بالحمل الثقيل الذي تحملونه لأخذ مصر إلى الطريق الصحيح الذي تستحقه ويستحقه أبناء مصر .
لكن مصر محاصرة بين فكي ثلاثة دول ” أميركا وتركيا وقطر ” ويمكنني أن أطلق على حكامهم ” وليس شعوبهم ” القتلة وسفاحي دماء . انهم يستغلون الباقون من الأخوان والجماعات الأرهابية الذين مازالوا يعيشون خارج السجون ويعيثون في الأرض فسادا مستغلين فقراء الشعب المصري للقيام بأعمال عنف وتفجير وقتل وتخويف الشعب المصري على مستوى الجمهورية .
قوات الشرطة سيادة الرئيس يقومون بكل ما يملكون من قوة ويسقط منهم شهداء الواجب الوطني مع استمرار هذا النزيف الدامي في الأستمرار .
القوات المسلحة أيضا تواجه إرهابا مدفوع له وممول بأحدث الأسلحة في سيناء .
الشارع المصري في جميع أنحاء الجمهورية يبذلون جهودا جبارة لتخويفه وبث روح الخوف في نفوسهم حتى يمكنهم القضاء على كل ما وصلت إليه مصر في خلال فترة وجيزة من توليكم سُدة الحكم .
مصر في أشد الحاجة الى أستخدام القوة في مواجهة قوات الشر في مصر .
سيادة الرئيس سامحني أنا لست رجل سلطة ولكن مصر تعيش داخلي وصلتي بأبناء مصر أحمدالله على المحبة التي في قلوبنا سواء في مصر أو أستراليا ، مسلمون أو مسيحيون ، لذا تجدني أخاف على مصر وعلى كل المصريين . ولا أستطيع أن أدلي برأي في أي شيء .
لكن أستحلفك بالله بأن تعلن الحرب على الطغاة ، وأن تعلن حالة الطواريء على مستوى الجمهورية لأصطياد كل من تسول له نفسه في محاولة إيذاء أبناء مصر وبناتها .
سيادة الرئيس كم أتمنى عليكم تشكيل حكومة جديدة يتولي إدارتها سيادتكم كرئيس للجمهورية ورئيس الوزاراء مع تعين أكبر عدد من رجالات الجيش المخلصين للوطن مصر مع بعض وزراء مدنيين يستمتعون بنفس الحب والعمل الدئوب لصالح مصر والشعب المصري .
مساندة قوات الشرطة بقوات أمن مركزي وقوات من القوات المسلحة ، لمواجهة أعداء مصر في الداخل .
أعود سيادة الرئيس الى يوم 25 يناير 2011 الذي أصبح عيد الثورة المصرية إعادته الى وضعه الأصلي ” يوم الشرطة المصرية ، وجعل يوم 11 فبراير 2011 يوم تخلي مبارك عن الحكم هو يوم الثورة المصرية .
سيادة الرئيس نعرف أن الحمل عليكم ثقيل . لكنكم إختيار الله قبل الشعب لمعرفة الله أنكم قدر المسئولية ، فليكن الرب معكم ويساندكم ويؤازركم بقوة من عنده لتحرير مصر من الأرهاب للأستمرار في بناء مصر الجديدة .
في بداية مقالي تحدثت عن ما حدث لمسيحي كنيسة القديسَّين بمنطقة سيدي بشر بالأسكندرية وما حدث لهم دون أخذ القصاص من القتلة الذين فجرو الكنيسة صباح السبت الأول من يناير 2011 في الساعة 12.20 عشية احتفالات رأس السنة الميلادية ، نرجوكم سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي إعطاء مثل هذه الأحداث أهمية خاصة . لكنني أهتم أكثر بأمن وأمان جميع أبناء مصر في هذا الوقت العصيب وتحديات دول إرهابية تحاول إخضاع مصر وكسر أنفها أمام أولئك القتلة والسفاحين .
ندعو الله أن يسدد خطاكم وينصركم على من يعاديكم ويعادي مصرنا الحبيبة .
تـحـيـا مـصــر

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …