الإثنين , ديسمبر 23 2024

الفصل الثانى من رواية (الباش تمرجى)

10523148_746615842094632_4106231579270019109_n
طريق الشر مفروش بالورود !!!

تأليف الكاتب والسيناريست : جرجس ثروت
=========================

2ــ (طريق الشر مفروش بالورود !!!)

o صلاح ملك الجدول
o بيزنس المقاهي الشعبية
o دراكولا يعيش على دماء الفقراء
o راضى وصابرين وحياة عدم الرضي
o نحمده وشاكر وحياة الرضي

صلاح استطاع من خلال علاقاته أن يتاجر في هذه الأصناف ويحقق من وراء ذلك مكاسب طائلة، وبحكم عمله كان يتنقل بها بحرية ويقوم بتوزيعها على بعض الصيدليات التي تتعامل معه وتطلب كميات كبيرة منها، وكانت المقهى الشعبي بمنطقته احد منافذ البيع التي يتعامل فيها مع زبائنه ويتمم فيها بعض الصفقات المشبوهة يجلس بها في وقت متأخر من الليل قبل إن يذهب إلى شقته، وقد كان يساعده صاحب المقهى المعلم سعد :
– أحلى فنجان قهوة بن محوج للباش تمرجى
– أهلا يا معلم .. من يد ما نعدمها .. أخبارك إيه
– ماشية .. أتأخرت علينا يعنى النهاردة عشرة منه ولسه ما اخدناش الحصة !!!
– معلش يا معلم كنت في مشوار برا القاهرة .. أنا ماقدرش أتأخر عنك
– حمدالله بالسلامة .. أنا كمان قلت الدكتور بتاعنا مش عوايده
– الصبح هتكون عندك يا معلم
– مالك يا أبو صلاح ولا مؤاخذة .. مش مروق كدا زى عوايدك
– أبداً يا معلم ما فيش مصدع شوية
– نكتة دي .. ملك الدماغ يجى له صداع
– ليه مش بنى آدم يا معلم
– لأ
– إيه ؟؟؟
– قصدي يعنى ولا مؤاخذة انك تقدر تخليها أحلى دماغ وطايرة فوق .. خد دي
– الله يخرب عقلك يا معلم .. أنت اللي هتدينى
– المعلمين لبعضيها
– متشكر يا معلم سعد .. مش عاوز
– خد بس ما تكسفش إيدى اومال .. والله ماهى راجعة .. ويبقى نخصمها من شغل بكرا
– أنا ما بغيرش .. معاى
– يا راجل دا طباخ السم بيدوق
– بس دا دواء يا معلم
– دواء .. أضحكتني يا رجل
ويحضر رجل فقيراسمه بركات في الأربعينيات من العمر يساومه سرنجة في التبرع بكليته لرجل غنى مقابل عمولة يأخذها من المتبرع والمشترى :
– ازيك يا سي صلاح
– أهلا بركات .. ما ردتش عليا يعنى
– أصلى .. أصلى ..
– اصل إيه وفصل إيه ؟؟؟ بقولك إيه أنت تحل عن سمايا .. وتعتبر ما قلتلكش حاجة من أساسه
– الكلام أخد وعطاء يا سي صلاح .. ربنا ما يوقعك في ضيقة
– اهوأنت كدا بتضايقنى .. قلت إيه خلص أنا مش فاضي لك
– بس يعنى أنا كنت محتاج للفلوس قوى
– وأنا وحياتك محتاج لها اكتر منك
– هو أنت زى حالاتي .. أنت بسم الله ماشاء الله
– يوه أنت جاى تقر عليا ولا إيه ؟؟؟ البحر يحب الزيادة
– استغفرالله .. ربنا يزيدك
– شوف 10% ودا أخر كلام عندي .. وخلص الناس بدأت تاخد بالها
– ما أنت لسه هتاخد من الباشا اللي هديله كليتي
– بقولك إيه أنت راجل لتات وعجان وهتسيح لنا في المنطقة كلها .. قوم من هنا
– طيب خلاص .. موافق
– على البركة .. بكرا تجينى في المستشفى
– طيب
صلاح يتصل بالموبايل ويطلب المريض ليخبره أن المتبرع وافق حتى تجرى العملية في موعدها :
– الو .. أيوا يا سعادة الباشا .. كله تمام سعادتك وألف مبروك مقدماُ .. جهز لنا الحلاوة بقى .. لا سعادتك أنا باخد 40% دا أخر كلام عندي ومش بحب الفصال .. لا مش كتير .. لو سيادتك مش عاوز بلاش .. خلاص يبقى على البركة .
صلاح يغلق الخط، وهو يتنهد ويقول بصوت مسموع :
– ماحدش بياكلها بالساهل
راضى زوج صابرين أخت صلاح لا يعرف من الرضي سوى اسمه وهو رجل في الخمسينات من عمره يعتمد على النقود التي يرسلها صلاح لأخته أول كل شهر، ولا يراعى أولاده ولا بيته فهو مشغول بالبحث عن الثروة مع أصدقاء السوء بالقرية ينقب معهم عن الآثار ليلاً والباقي من يومه معهم على المقهى، لديه ثلاثة أولاد مساعد ونزيه وصابر تترواح أعمارهم بين التاسعة والسابعة عشر عاماً تعليمهم متوسط ولا يعملون، والصغيرة عديلة على اسم والدة صابرين زوجته عمرها ست سنوات، هذه الأسرة الكبيرة العدد لا تجد ما يسد احتياجاتها بسبب تهاون الأب وعدم تحمله المسئولية، وكان كثير الخصام والشجار مع زوجته حتى تطلب من صلاح أكثر ليصرفه هو على أوهامه والكيف حتى صارت حياة صابرين جحيم، وكثيراً ما طلبت منه الطلاق حتى بدون حقوقها الشرعية من نفقة، ولكنه لم يقبل أن يخسر عائله الوحيد الذي كان يجعلها تطلب منه كثيراً :
– ما تكلمي اخوكى بسلامته عشان يبعت لنا فلوس
– أكلمه ليه ماهو أول كل شهر بيبعت لنا اللي فيه النصيب .. ما تراعى ربنا فينا وتشوف شغلك
– رجعنا تانى للكلام الفارغ ووجع الدماغ .. أنت مش هتبطلى السيرة دي ؟؟؟
– أنا أبطل ولا أنت اللي بتحب تقعد بطال
– هتسكتى ولا اكسر لك صف سنانك عشان تحرمي
– أهو دا اللي ناقص .. بدل ما تعمل راجل عليا .. استرجل واصرف على بيتك
– أنا راجل عليك وعلى عيلتك
– اخرس قطع لسانك .. أقل واحد في عيلتى اشرف منك
– أنا هقطع لك لسانك دا يا قليلة الحيا
– أنا قليلة الحيا يا عديم المروءة .. طلقني لو عندك كرامة
– مش هطلقك ولما تشوفي حلمة ودنك
– خلاص أنا اللي أخلعك وارتاح من وشك
– طيب اعمليها كدا .. عشان يكون أخر يوم في حياتك
– والله لولا الفضيحة والعيال لكنت أخليك فرجة قدام أهل البلد
– خلاص ربى عيالك يا شاطرة .. وبلاش تزني على خراب عشك .. فين المية جنيه اللي كانت هنا في الدولاب
– ما فيش فلوس عندك .. ما تتعبش نفسك
– وديتي الفلوس فين .. يا بنت عديلة العمشة !!!
– أوع تقل أدبك
– اقل أدبي يا قليلة الرباية !!!
– أنا برضوا اللي قليلة الرباية !!! جيت أقولك قولت لي يا عرة الرجالة
راضى يزداد غضباً وينهال عليها ضرباً حتى يدخل أولاده والجيران على صوتها وهى تصرخ ثم يخرج وهو يدفع البنت الصغيرة عديلة بشدة فتصطدم رأسها من الخلف بالحائط، وتسقط على الأرض وتفقد الوعي وتجرى صابرين وأولادها نحوها وهى تصرخ :
– عديلة .. عديلة ردى عليا يا حبيبتي

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …