الأربعاء , ديسمبر 25 2024
الأقصر

الأقصر بلد السياحة ظروفها مش مرتاحة!!

 

بقلم .. ياسر العطيفي
بعد قيام ثورتين عظيمتين لم تغير فقط مجريات الأحداث بمصر فقط بل المنطقة العربية كلها،ولا أكون مبالغاً حينما أقول وأعادت ترتيب الأولويات للعالم أجمع،لم تجد محافظة الأقصر وهي غرة التاج السياحي لمصر- نفسها إلا وهي تأن من الألم لتوقف أطرافها عن الحركة تماما بإصابة عمودها الفقرى(السياحة)!!مما أدي إلى حالة ركود إقتصادى وتوقف تام لقطاعات عريضة بها مرتبطه بالسياحة وتسريح الألف من العمال بالشركات السياحية والمطاعم والفنادق،بل وأنعكس ذلك أيضا على السوق الأقصرى بشكل تام في حركة البيع والشراء،وإلي الأن لا تزال الأقصر غير سابق عهدها رغما عن المحاولات المضنية لإنعاشها وإفاقتها من مرحلة الجلطة اللتى دخلت فيها !!
إذن فالسؤال الذي يطرح نفسة ما الخطأ الموجود؟ رغم تلك المحاولات المضنية!!
وسأطرح بعض النقاط ربما نجد في تأملها بعض زوايا الحل
1- لو تأملنا أننا في التسويق لمنتجنا السياحي نخاطب كل الجنسيات المختلفة والشرائح العمرية المتفاوتة بنفس الأسلوب والطريقة بالرغم التباين الشديد في كلا المتغيرين وهذا خطأ جسيم


2- كل ما نقوم بفعلة هو معارض ومؤتمرات وحفلات كبيرة تكلفنا أموال باهظة نحن في أشد الحاجه إليها ربما يكون لها تأثير وقتى ولحظي ينتهى بإنتهاء الحدث تماماً كفقاعات الصابون الكبيرة تأخذ العين لفترة وربما تحرقها ولكن ما يلبث أن يزول تأثيرها بقليل من الماء.


3- ليس لدينا سياسة النفس الطويل في متابعة ما قمنا به من أحداث ومتابعة مردودها على سوق السياحة العالمي.
4- ليس لدى وزارة السياحة المصرية رغم تاريخها العميق جهاز إعلامي قوي ولا حتى قناة تلفزيونية مستقلة ومحترفة تكون منبراً لمخاطبة والتواصل مع العالم أجمع ونقل الصورة الصحيحة للعالم وعرضها لهم بعين السائح اللتى يريد!!نحن فقط نجيد التحدث مع أنفسنا.


5- تحاول وزارة السياحة التركيز على رحلات الشارتر،ورغم أهميتها وعدم التقليل من شأنها،تخدم قطاع محدد في الحقل السياحي ألا وهي الشركات الكبيرة والبازارات الكبيرة فكما نقول بالبلدى (بينزل السائح متباع)المكسب الحقيقي والخير الحقيقي المرجو من السياحة هي أن تستفيد البلد كل البلد من السائح وذلك لا يتأتي إلا بزيادة الليالي السياحية كي يستطيع السائح أن يتجول فيها يشترى ويتنقل وكل هذا له عائد كبير على الجميع ولا يهدد قطاع كبير من الشركات الصغرى واصحاب البازارت الصغيرة بالبوار كما في النظام الحالى.


6- في أحدث تقرير صادر من منظمة السياحة العالمية أن 65%من السياحة العالمية الحالية هي سياحة ترفيهية!!هذا التقرير في حد ذاته يمثل صدمة كبيرة لنا كاقصريين بالتحديد،فالسياحة بالأقصر هي سياحة ثقافية بإمتياز،أما السياحة الترفيهية فلا أكون مبالغاً حينما أقول انها في الأقصر بالتحديد(0) فلا مراكز تسوق كبيرة!!لاسينيمات!!لا مسارح!!لا دار أوبرا!!لاحدائق نستطيع أن نطلق عليها كلمة حديقة بالمفهوم الدولى!!! كل تلك الأشياء وفرتها دبي فترجم ذلك إلي الأرقام التالية عدد السائحين الوافدين إلي دبي نحو 12 مليون سائح مع نهاية العام الماضي، بزيادة تصل إلي نحو 9٪ مقارنة بعام 2013


في مصر كلها بقى لغ إجمالي عدد السائحين الوافدين إلي مصر نحو 8.197 مليون سائح خلال العشرة أشهر الأولي من العام الماضي، مقابل 8.113 مليون سائح خلال الفترة نفسها من عام 2013، وفقا لإحصائيات وزارة السياحة المصرية.


طبعا لو حبينا نقارن بين (دبي) و(جمهورية مصر العربية كلها) !!! لن تكون المقارنه في صالحنا أبداً
7- نعتمد فقط على شريحة معينة من السائحين وهم الفئات العمرية الأكبر سنا والباحثين والدارسين وطبقة من المثقفين!!وهذا جيد ولكننا نهمل تماماً فئة الشباب وهي الفئة العمرية الأعرض مساحة الأن والأكثر إنفاقاً و الأكثر تجوالآ وسياحة وذلك بإهمالنا للسياحة الترفيهية


8- إذا مزجنا بين السياحة الثقافية والسياحة الترفيهية سنخرج أروع منتج سياحي في العالم،فبمقدرونا ذلك،بعض الدول تفتقد تماماً المنتج السياحي الثقافي اللذي لدينا ولكنها عوضت ذلك بالمنتج السياحي الترفيهي (دبي)على سبيل المثال،فما بالكم لو مزجنا الأثنين معا!!


هذه بعض الاطروحات ولا اكون مبالغا اذا قولت أننا إن لم نطور أنفسنا وننوع منتجنا السياحي ونغير طريقة تعاملنا ومخاطبتنا للأخر سنضمحل!!ما أجمل المقابر والمعابد والمتاحف بالأقصر ولكننا نريد أن يأتي السائح لا لجوله واحده ليوم او ثلاثة على الأكثر ولكن نريدة أن يزيد عدد الليالي السياحة واللتى ستنعكس بدورها على حجم إنفاق السائح فى شتى المرافق مما يعود بالخير على الجميع

 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …