بقلم المحامي نوري إيشوع
الإرهاب يضرب شارلي إيبدو، فأنتفضت فرنسا و أنتفض معها العالم بأسره، وهرول أكثرية قادة الدول بصفة
شخصية او بأرسال مبعوث خاص للمشاركة في التظاهرة المناصرة للشهداء و المواسية للشعب الفرنسي و الرافضة للإرهاب.
الذي أستوقفني و آلمني هو أن أكثر الوجوه المشاركة في مظاهرة التنديد، هم قادة لا زالت أصابعهم
مغموسة بدماء مئات الآلاف من السوريين و المصريين و العراقيين، قادة هم الرعاة الحقيقيون و بوقاحة علنية للأرهاب
والأرهابيين، و الداعمون لهم، إعلاميا، عسكريا، ماديا، لوجستياً و في المنابر الأممية و خلف جدرانها.
هولاند رئيس فرنسا و نتيناهو الداعمين الرئيسين للأرهاب، الملك عبداالله ملك الأردن
الذي جعل الأردن معسكراً للمخابرات الأجنبية و العربية العميلة لتدريب آلة الإرهاب
على فنون القتل و الإرهاب، رئيس السلطة الفاسطينية الذي خرج جنبا إلى جنب مع قاتل أبنائه للتظاهر
دون خجل، السفاح حفيد السفاحيين ، داوود أحمد أوغلو رئيس وزراء خلية الإرهاب
الذي فتح حدود بلاده للأرهابيين للدخول إلى سوريا ومن جميع أصقاع الأرض ليقتلوا و يغتصبوا و ينهبوا.
هؤلاء المجرمون، ذرفوا دموع التماسيح على قتلى شارلي إيبدو و لكن لم يحرك لهم ساكن على عشرات
و مئات الآلاف من الشهداء من الأطفال و النساء و الشيوخ! لم تتحرك ضمائرهم على تدمير دول بأكملها
و تدمير بناها التحتية و تحويل مشافيها و مدارسها الى معسكرات للتدريب و سجون للإغتصاب و التعذيبّ!
لم تُذرف لهم دمعة واحدة على طفلة باعوها تحت إسم عقد الزاواج لذئبٍ عجوز تفوح منه رائحة النفط و الغاز
وهو الوحش المتوحش الذي لا يتوانى عن هتك عرضها و اغتصاب طفولتها!
لكن الذي يحز في النفس أكثر هو إمتناع بعض الدول عن المشاركة في التظاهرة بحجة
رفع المتظاهرين لرسوم كاريكاتيرية للرسول كالمغرب، لكن سؤالي للملك محمد السادس
هو أين كنتم و إين أنتم من رفع الأرهابيين
لرفع عشرات الرؤوس المقطوعة لأناس أبرياء؟ إين كنتم عندما فجرت داعش عشرات الجوامع؟
أين قيمكم و أخلاقكم عندما إستضفتم مؤتمر أعداء سوريا على أرضكم و أطفال تُذبح
و نساء تُغتصب وعذارى تُهتك أعراضها؟ دولاً، روؤسائها و شيوخها و ملكوها باعوا أنفسهم للكراسي
بعد أن باعوا شعوبهم دون مقابل و جعلوهم وقوداً و حطباً لإستمراريتهم، لتسمر معهم العمالة
والخيانة و يضخوا الدماء البريئة لدفع عجلة آلة القتل.
يا قادة يا عميان، لا عشتم و لا عاشت قيمكم ولا أخلاقكم، رحم الله شهدائنا
ورحم كل الشهداء الذين كانواضحايا الأرهاب و لا رحمكم الله يا قادة هذا العالم لانكم لا تملكون
ذرة واحدة من الحياء و لا تعرفون معنى الخجل و لا كرامةً لكم.
وخيرُ مثل ينطبق عليكم هو ((فإن لم تخجل فافعل ما شئت))! يا لسخرية القرن الحادي و العشرين!