الجمعة , نوفمبر 8 2024

كم أتمنى .

مصطفى عيد
مصطفى عيد

بقلم .. مصطفى عيد
كم أتمنى لو نعود 4 سنوات كاملة إلى الوراء، في هذه اللحظة تماماً، ليلة السادس والعشرين من يناير، حين بدأت قلوب الجميع تدرك الثورة التي اشتعلت في التحرير بعد أول أيامها، وصارت تلك الصورة متداولة في كل مكان كم أتمنى لو أن مبارك لم يتنحى، وأن الأيام الثمانية عشر التي قضيناها في التحرير، ومع التحرير، وبالتحرير، وإلى التحرير، ومن التحرير، وعن التحرير، وللتحرير، دامت للأبد
كم أتمنى لو كان بإمكاننا أن نوقف التاريخ عند الساعة السادسة مساء الجمعة الحادي عشر من فبراير، لتظل تلك الفرحة للأبد كم أتمنى لو أننا قتلنا كل منافق وسياسي قذر قبل أن نخرج للميادين

كم أتمنى لو أن شباب الإخوان قد ذبحوا قياداتهم، وشباب السلفيين قد دفنوا شيوخَهم، وشباب اليسار والليبراليين قد حرقوا أحزابهم ونخبهم، قبل أن ينزلوا إلى الميدان

كم أتمنى لو أننا وقفنا ضد استفتاء لم يفعل سوى خلخلة اللُحمة الثورية التي ولدت في الميادين بدلاً من أن نصوت بنعم أو لا

كم أتمنى لو ظلت الصورة كما كانت … مليئة بالشباب النقي بطموحاته والغني بخلافاته … وخالية من العواجيز الملوثين بالنفاق وحب الشقاق

كم أتمنى لو أننا لم نترك التحرير كعكة لتلك الحفنة من الكُهَّل نتهش فيه بعد أن زيّناه بدمائنا وعرقنا ودموعنا

كم أتمنى لو نعود إلى الميدان، لنسعتيد ثورتنا التي تُسحب منا وتنقشع روحها لحظة بلحظة، فإما أن يكتمل النصر، أو ننال الشهادة فنرتاح من وجع العيش بقلب يعتصر لثورة صارت كعكة

كم أتمنى لو نستطيع أن نلتف مجدداً، بدون إذن المرشد وإعلان الأحزاب مشاركتها ومباركة الشيخ وتأييد فلان وعلان، كما فعلنا يوم الخامس والعشرين، حين كان النداء الوحيد المسموع والملبَّى هو نداء الحق، والبطل الوحيد هو الإنسان

كم أتمنى حقاً لو نستطيع فعلها مجدداً … حينها فقط سيعود التحرير كما كان … ميدان وثورة … لا كعكة

كم أتمنى

 

 

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

صناعة الانحدار !!!

كمال زاخر الخميس ٧ نوفمبر ٢٠٢٤ من يحاربون البابا الحالى هم تلاميذ من حاربوا البابا …