الإثنين , ديسمبر 23 2024

عيد ختان السيد المسيح .

نانا جاورجيوس
نانا جاورجيوس

بقلم .. نانا جاورجيوس

{وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ،كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ} – لوقا 2: 21
تحتفل الكنيسة بعيد الختان المجيد6 طوبة 14 يناير وهو عيد من الأعياد السيدية الصغرى، تبعاً لعهد الخلاص القديم الذي قطعه الله مع سيدنا إبراهيم في ” تك17: 9″

ورغم أن السيد المسيح الإبن الكلمة لم يكن في حاجة إلى الختان وهو الكلمة الأزلي الذي من طبيعة الآب ومولود قبل كل الدهور كما اعلن الإبن عن طبيعته الواحدة في الآب.
ولكن لماذا خُتن طفل الميلاد الإعجازي

1- الختان يمنحنا البنوة لله وحلت محله معمودية الروح القدس، والسيد المسيح هو الابن الحقيقي الوحيد من الآب – يو1: 14، 18.
2- الختان هو العهد الأبدي الذي قطعه الله مع الإنسان منذ القدي، فالعهد الإلهي ثابت لا يتغير .

3- الختان فيه يسفك دم إشارة لذبيحة العهد جديد والسيد المسيح سفك دمه لعهد النعمة الجديد.
4- الختان إذاً كان لأجل البشر، وبما أن السيد المسيح أتى حملاً مذبوح ونائباً عن الإنسان وتحت هذا الناموس “غل4:4″ فكان لابد له أن يتمم كل بر كما قال في معموديته من يوحنا المعمدان”مت3: 15”.

5- ختان السيد المسيح كان اعتماداً لبنوة كل من اختتن في العهد القديم، فالهبة الإلهية في عهد الناموس مستمدة مما سيتم من حدث خلاصي في هذا الإبن الكلمة المتجسد لأن البنوة عطية إلهية متجددة من جيل فجيل بما يناسب كل عهد من طقس، سواء الختان في عهد الناموس أو المعمودية في عهد النعمة الجديد.

6- الختان هو خضوع للشريعة مثلما أطاع إبراهيم الله وسلم إبنه إسحق للذبح بعد أن قطع الله معه ومع نسله العهد الأبدي. والسيد المسيح هو ذبيحة الطاعة الذي أطاع حتى الموت موت الصليب” “فيلبي2: 8″، لهذا إلتقى إبراهيم مع المسيح من خلال الذبيحة، حيث أشار السيد المسيح لهذا بقوله: ” أَبُوكُمْإِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ “- يوحنا8: 56

7- الختان الجسدي إشارة لختان الروح،و ختان القلب (تث 30: 6) ” وَيَخْتِنُ الرَّبُّ إِلهُكَ قَلْبَكَ وَقَلْبَ نَسْلِكَ، لِكَيْ تُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ لِتَحْيَا “(روميا 2: 9-20) ” وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ، الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ

– لهذا لام القديس إسطفانوس اليهود وقال لهم “يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان أنتم دائمًا تقاومون الروح القدس كما كان أبائكم كذلك أنتم””أع7: 51”.و مقاومة عمل الروح القدس هو عدم ختان القلب وفي رومية عن ختان الروح ويتكلم عن قساوة القلب برفض الختان.

– اما لماذا ختن السيد المسيح في اليوم الثامن كما عند اليهود؟
لأن الرقم(8) يشير للحياة الجديدة فالإسبوع ينتهي في اليوم السابع، وفي اليوم الثامن حياة التجديد التي تشير للحياة الأبدية والميلاد الجديد .
لأن الزمن يقف ليتجدد بعد رقم الكمال 7 فالأسبوع 7 أيام ولكن رقم 8 يشير للأبدية والحياة الجديدة وللولادة الجديدة ويرمز لها.

– وموت جزء من الجسد في الختان يشير إلى موت الكل في المعمودية، وكما أن الختان كان بسفك الدم إشارة للتطهير من الخطية والنجاسات، فـ { وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ }-عب9: 22، كذلك معمودية عهد النعمة الجديد تمنح ميلاداً جديداً للخلاص الأبدي:
{ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟ لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ} (رومية6 : 3-5).

– فالختان القديم كان عهداً أبدياً للخلاص لإستحقاق الميلاد الجديد في مخلصنا يسوع المسيح:{ بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ ¬ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا} – تيطس3

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …