الثلاثاء , يوليو 16 2024
أحمد الشيمى

حدث فى ليلة .

أحمد الشيمى
أحمد الشيمى

بقلم .. أحمد الشيمى
هبت العائلة من نومها فزعة من جراء الطرق العنيف والمستمر على باب المنزل ، سارع أحد الأبناء نحو الباب وهو يسال
– من من ؟
اجيب من خلف الباب بغلظه
= افتح نحن الشرطة
دب الرعب فى اواصر الأسره وكست علامات الدهشه وجوههم التى تخلصت تماما من آثر النعاس
كان الطرق الوحشى لازال مستمره ..
لم تخلو نبرة الفتى من الرجفه حينما تمتم بالتلبيه
– حاضر سوف افتح صبرا …يداه لم تستجب له بيسر كما اعتاد ومابين المقبض والمزلاج تعسر لبرهه حتى هدى لفتح الباب …وما كاد يفعل حتى ازاحه احدهم بعنف وفى اثره دلف الى بهو المنزل عدد من الرجال المدججين بالسلاح وما كادوا حتى صرخ احدهم
= كل فى مكانه لا يتحرك ولا تجبرونا على استعمال القوة
سئل رب المنزل وهو يصطنع الثبات …..
– ماذا هنالك سيدى الشرطى ثق تماما ان ليس لدينا ما نخفيه و لاداعى لاستخدام القوة
صاح الشرطى بلهجه امره وبغطرسه
=انت لا تتحدث حتى اسالك
= حسنا حسنا…………
= الم اقل لك اصمت الا تفهم ؟
امتقع وجه الرجل بشده فلم يسبق ان عامله احدا من قبل بهذه الغلظه غير انه اهين امام زوجته واطفاله ، الا ان ذلك لم يكن بشاغله فى اللحظه الراهنه .
انتشر الرجال فى المنزل كالجراد كل فى صوب ، وبكل همه ونشاط اخذوا يفتشوا فى كل اركانه لم يدعوا حرزا الا وفضوه وبعثروا محتوياته هتكوا اشيائهم المكينه بلا اكتراث
وبين الصمت المفروض عنوة والترقب مضت اللحظات وكانها الدهر ، اما الجده العجوز فاتخذت تتمتم بايه الكرسى والمعوذات بشفاة مرتجفه وهى تتساند على عكازيها ……..واثناء هذا الفاصل المزعج يابى الهاتف الرضوخ للاوامر ويطلق اجراسه بلا انقطاع ، نظر الرجل نحو الضابط الذى نهره منذ برهه فاوما اليه باشارة تعنى اجب فرفع السماعه
-الو
=الو مسا الخير
-مسا الخير
=استاذ فلان
-نعم
= انا جارك فلان
– اهلا
= هل انتم بخير…….سمعنا جلبه وصخب من ناحيه منزلكم
– ابدا لاشى نحن بخير ولله الحمد وشكرا لاهتمامك
= العفو
– مع السلامه
اشار اليه الضابط بان يرجع الى حيث مكانه ثم تتبع ببصره مسار سلك الهاتف ومد يده نحو المصدر وبحركه سريعه وعصبيه جذبه من القابص والقى به بعيدا..
سيدى فتشنا المنزل عن اخره ولم نعثر على شى -بهذه العبارة خرج احدهم من الى البهو محدثا سيده
= حسنا………من منكم فلان ؟
-فلان ….لا حد يقطن هنا بهذا الاسم ، ولا نعرف من يكون
هكذا اجاب الأب فرد عليه احدهم بتبرم وهو يضغط على الحروف وكانه يقاوم نفاذ الصبر
= اليس هذا منزل فلان ؟
هنا دبت الحياة فى جبين رب المنزل واجاب بحماس
– لا بل انه يقطن فى الجهه المقابله
امتقع وجه الضابط واصدر زفيرا حارا ، وانتفخت اوداجه حينما صرخ فى فريقه
= الغبى الذى اجرى التحريات سيلقى منى وعده ثم تساءل عن ابن الزانيه الذى ارشد عن المنزل …
– لطفا سيدى اتعنى انك اخطات باقتحام منزلى بعد منتصف الليل
= وماذا فى ذلك الدى سيادتك مانع ، هيا الى نومكم وكان شى لم يحدث هل تفهمون ؟
غادروا واحد فى اثر الاخر والام تتمتم بعبارات الحمد والامتننان لله
قال الرجل وهو يقلب كفا بكف
– اى امر هذا الذى نعده كان لم يقع ، الاهانه ام هتك استارنا ام بعثره اشتاتنا
التفت اليه احدهم وهو مغادر قائلا باستخفاف وتشفى
= فعلناها اذا وافعل انت ما شئت والافضل لك ان تتوخى الحذر لا احد يعبث معنا ولا تنسى اننا نتعامل بقانون الطوارى سيما وانك محامى قديم وتعرف جيدا معنى ما اقول ثم اشاح بوجهه وانطلق خلف عصبته
القى الرجل بنفسه الى اقرب مقعد
وهو يردد محدثا نفسه
– قانونا للطوارى لم ارهق نفسى قبل ذلك فى محاولة فهم ابعاد هذا الامر معتقدا انه شانا سياسيا لا دخل لى فيه واليوم نال منى فى ليلة غبراء ……. بالمناسبه يا ام فلان اتعلمين من المتصل الذى اراد ان يطمئن علينا ؟ هو فلان الذى تسعى اليه شرطه امن الدوله
ردت المراءه فى انفعال
= ياالهى الهذا الرجل الخلوق واسرته الفاضله شانا مع هولاء؟ وااسفاه زوجته كم تبرنا وتحسن جيرتنا
اخذ الرجل نفسا عميقا ومال الى الخلف قائلا
– من الان فصاعدا اقطعى اى علاقه تربطنا بهم ووجه حديثه نحو ابناءه الوقوف اتسمعوننى من الان لا تتعاملوا مع احدا منهم حتى بالسلام عودوا الى مضاجعكم لم يتبقى شيئا على الصباح وكان شيئا لم يحدث

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

انتبهوا لمن يستهدفون سلام ووحدة مصرنا

كمال زاخرالاثنين ١٥ يوليو ٢٠٢٤ هناك فرق شاسع بين المعارضة وبين الإساءة لرئيس الدولة، وهناك …