الأهرام الجديد الكندى
علم «التحرير» من مصادر مطلعة بأن العقيد أحمد محمد علي -سكرتير الرئيس للمعلومات والمتحدث العسكري السابق- على وشك الرحيل عن مؤسسة الرئاسة ليتم تعينه ملحقًا عسكريًا بإحدى الدول الإفريقية.
وكشفت المصادر عن أن استبعاد أحمد علي من مؤسسة الرئاسة هو بمثابة عقاب من الرئيس عبد الفتاح السيسي لغضبه على رجله المقرب، ممّا أدى إلى إبعاده وتجريده من مسؤلياته المكلف بها؛ لتطيح به من أعلى درجات السلطة بالقرب من الرئيس إلى مجاهل إفريقيا.
وأوضحت المصادر استحالة استعادة أحمد على لحظوته ومكانته لدى السيسي، وأن قرار الرئيس بإبعاده هو قرار لا رجعة فيه.
الأنباء التي ترددت في أرجاء القصر الرئاسي كانت بمثابة صدمة للعديد ممن يعرفون طبيعة العلاقة بين السيسي وأحمد علي، ومدى قربه منه، إلا أنه من الواضح أن خطأ كبير كان شديد الفداحة، لدرجة لم تسمح للسيسي بغفرانه.
وقد ظهر أحمد علي للمرة الأولى للرأي العام كمتحدث عسكري باسم المؤسسة العسكرية في 8 سبتمبر 2012 من خلال مؤتمر صحفي عالمي ضم عدد غفير من القنوات الفضائية والصحف المحلية والأجنبية إبان مذبحة رفح الأولى.
أحمد علي كان حلقة الوصل بين المؤسسة العسكرية ووسائل الإعلام المحلية والدولية
ونجح العقيد الشاب منذ الظهور الأول في لفت الأنظار بوسامته ولغته الإنجليزية وبساطته في الحديث.
اختيار علي كمتحدث باسم المؤسسة العسكرية لم يكن تصرفًا عشوائيًا، ولكن جاء بدقة شديدة على أساس عدة معايير، على رأسها تأهيله العسكري الرفيع، والإعداد الإعلامي الذي حصل عليه قبيل تولّيه منصبه، وتلتها وسامته الشديدة، وصغر سنه النسبي، مما يجعله قريبًا من التأثير في فئة الشباب، والتي كانت تمثل مستهدفًا حقيقيًا من قبل المؤسسة العسكرية، كونها المحرك الرئيسي لثورة 25 يناير.
نجاحه في مهمته جعلت منه أحد المقربين إلى السيسي وقتما شغل منصب وزير الدفاع، وأصبح يلازمه في كل تحركاته.
ولعب علي دورًا شديد الأهمية قبل وبعد 30 يونيو من خلال التواصل مع وسائل الإعلام المصرية والأجنبية، فكان حلقة الوصل التي تنقل وجهة نظر المؤسسة العسكرية في الأوضاع الداخلية بشكل غير رسمي وغير معلن.
كما كان له دورًا كبيرًا في تفسير ما حدث بمصر في 30 يونيو، كونه ثورة شعبية وليس انقلابًا، ومواجهة أكاذيب الإخوان المسلمين وتفنيدها، وهي المرحلة الوحيدة في عمر المؤسسة العسكرية التي شهدت سيولة وانسيابية في التواصل مع وسائل الإعلام مع اختلاف أنواعها ودرجاتها.
وظهر العقيد الشاب بدور بارز في الحملة الانتخابية الرئاسية للسيسي، حيث كان المسئول عن ترتيب كافة لقاءات السيسي بالفئات المختلفة والتواصل مع السياسين والإعلاميين.
نظرة سريعة على السيرة الذاتية لأحمد علي، تؤكد فداحة الخطأ الذي أطاح بمستقبله السياسي بجوار الرئيس، فهو عقيد أركان حرب، ضابط بسلاح المشاة، تخرج في الكلية الحربية عام1991، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية ساند هيرست ، والتحق بكلية القادة والأركان ليحصل على ماجستير في العلوم العسكرية، ورشّح للدراسة في كلية القادة والأركان البرّية بالولايات المتحدة الأمريكية، وحصل كذلك على دورة كلية الدراسات العسكرية المتقدمة SAMS .
نقلا عن موقع التحرير