الإثنين , ديسمبر 23 2024

عفواً التهنئة واجبة من باب المحبة وليست جائزة من باب البر والإحسان

11

 

 

أشرف حلمى

خرجت علينا كما هو معتاد قبل كل عيد خاص بالمسيحيين الفتاوى الإرهابية المثيرة للفتن الطائفية بعدم تهنئتهم من خلال شيوخ السلفيين والإخوان وهذا ليس غريباً على المصريين ولكن الأغرب ان تصدر الفتوى من مؤسسة دينية تابعة للدولة والتى من المفترض ان تكون وسطية ولكن نظراََ لانها مخترقة وهابياً فجاءت طبقاً للتعاليم السعودية التى ترفض الأخر كما جاءت عبر أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية بجواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم وذلك بألفاظ إسلامية من باب البر والإحسان وكأنهم عبيد لديهم .
ومن الغريب ان الدولة المصرية هى التى شجعت هؤلاء الأوباش محرضى الفتن فتركت لهم وسائل الصحافة والإعلام منذ عهد الرئيس المؤمن انور السادات المتوهب دينياً كى يعبثوا من خلالها لغرس الافكار الإرهابية مستغلين جهل وفقر معظم المصريين مما ادى الى نشر الإرهاب الفكرى والجسدى الذى طال الشعب وخاصة الأقباط حتى وقتنا هذا .
وعندما قامت ثورة يونيو على الأخوان المتاسلمين لرفض الحكم الدينى جاءت الحكومة الجديدة برئاسة عبد الفتاح السيسى كى تحارب الإرهاب ولكن مازال الإرهاب مستمر مادام الفكر الداعشى الذى ضرب مصر مستمر .
فمعظم الوزارات الموجودة حالياً لها نفس الفكر والتى ستكون الضربة القاضية للسيسى إذ لن يبدأ فعلياً بإتخاذ قرارات سريعة بتطيرها مثال لذلك
١- وزارة الداخلية التى فشلت حتى الأن فى إيقاف المظاهرات التى تقوم بها القله من الإخوان وعجزها عن حماية المواطنين المصريين بل وتعاونها مع المتاسلمين فى إثارة المسيحيين لتلقيق التهم اليهم ومعاقبتهم بازدراء الأديان بالإضافة الى مشاركتهم بالإعتداء على كنائسهم كما حدث فى الكاتدائية المرقسية الكبرى بالعباسية .
٢- وزارة العدل التى تعمدت تأخير القضايا المتعلقة بالإرهابية وتنفيذ الاحكام القضائية , إضافة لهذا تقاعسها فى محاكمة من يزدى الدين المسيحى على اساس قانون إزداء الاديان يطبق فقط على دين الدولة وإستخدامها سياسة الكيل بمكيالين فى القضايا التى يكون الاقباط طرف فيها .
٣- وزارة التربية والتعليم التى تحتوى مناهجها مقرارات تحث على تكفير الاخر والتاريخ الدموى للغزوات والفتوحات اضافة الى هيئات التدرس ذو الافكار الداعية .
٤- وزارة الخارجية الممثلة فى السفراء والقناصلة الذين يدفنون رؤسهم فى الرمال يتركون المصريين فريسة سهلة للإرهابيين فى الدول العربية دون التحرك لحمايتهم عندما يتعرضون لمكروه وخاصة المسيحيين, يرفعون غضبهم فقط عندما يتعرض المسلمون فى الدول الغربية الكافرة للقتل او الإهانة او الاعتداء على مساجدهم .
تصرفات هذه الوزارة تؤكد ان مصر مازالت دولة عنصرية فما إتخذتة مؤخراً مع احداث استشهاد الاسرة المسيحية بليبيا من إجراءات نتيجة رفض طفله إرتدء الحجاب عكس ما إتخذتة نفس الوزارة إبان إغتيال مروة الشربيى فى المانيا حيث اتخذت إجراءات قانوية , كذلك موقفها من حادث إضرام النار فى أحد مساجد السويد هذا الاسبوع عندما صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن مصر تتابع عن كسب وبقلق تطورات الموقف مشددا على أهمية التعاون المشترك وتضافر الجهود لإعلاء قيم التسامح والتعددية وقبول الآخر والتعايش ونبذ التطرف وكان مصر نموذج للتسامح المشرف ولم يحترق بها اكثر من ستون كنيسة فى اسبوع وتم إعادة ترميمها فى شهر ولن يحرق بها الإنجيل .
وبالرغم من وجود هؤلاء المأجورين والعملاء الذين يعملون لصالح الوهابية لشق قطبى الامة والرافضين لتكفير الدواعش المؤمنين إلا ان هناك ملايين المسلمين يقدرون ويحترمون مشاعر إخواتهم المسيحيون ولولا هؤلاء المعتدلون ما قامت ثورة يونيو وأصبحت مصر فى خبر كان .
فهل ستقوم ثورة على الفكر الإرهابى الذى يقوم به صناع الفتن من رجال الدين ؟ ام ستظل مصر كما هى عليها وتعود الى عصور الظلام .
 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …