بقلم .. أحمد الشيمى
زمان – فى احدى قرى الصعيد- ضبطت زوجة فى وضع زنا وكان زوجها مسافرا للعمل فى القناة ، فقام اهله بطردها و مع الفضيحة المجلجلة ،انحصر لدى عائلتها حل من اثنين – بحسب تقاليد مجتمعهم الصارمة – اما ان يقتلوها واما ان يرحلوا جميعا الى ابعد مكان لاتصل اليه اصداء الفضيحة ، خياران احلاهما مر ، لذلك فقد استحدث والدها خيار ثالث لم يكن فى الحسبان ….
انتخب عدد من وجهاء القرية وارسل في طلبهم ثم احضر ابنته متدثرة فى ثيابها السوداء وقال لها اكشفى عن وجهك لاعمامك حتى يعرفوا انك انت ، ثم اصطحبهم جميعا الى حكيم البندر (بشارة بيك لوندى ) وكان رجل مثقف نصف انجليزى عن والدته ، ولما دخل علية الموكب الشعبى سالهم فى تعجب عن ما خطبهم فرد عليه ابوها …ان هذه ابنتى وقد شاع انها تهاونت فى عرضها ومن ثم شرفى ، وقد علمنا ان العلم لا شي يحده ، فاكشف عليها يا سيدى واخبرنا الحق المبين
طلب الطبيب من مساعدته ان تجهز السيدة للكشف فبان على وجهها علامات الاستغراب فاعاد اليها الامر بصيغة حادة، فسارعت باصطحابها الى غرفة الكشف ثم مضى فى اثرهن ، وماهى الا دقائق حتى خرج اليهم وبيده ورقة وقال لهم يا سادة انه بالكشف على الحرمة فلانه بنت فلان تبين انها ثيب وان احدا لم يمسسها جنا كان او انسا سوى فلان ابن فلان ، اليس هذا ببعلها ؟ قالوا بل ، قال فهى حره ، فتهللت اسارير زويها وانطلقت صيحاتهم بالتكبير ودوت اصوات طلاقات اسلحتهم الفرحة ، ثم غادروا الى ناحيتهم مبتهجين
نظرت الممرضة الى (بشارة بيك ) وقالت متهكمة بلغة انجليزية محبكة ، لم اكن اعلم ان الجلوس على كرسي المكتب واشعال الغليون والنظر الى سقف الغرفة وسؤال أمراة عن اسم زوجها هى الخطوات العلمية للفحص الذى يودى الى النتائج التى اخبرت بها اولئك الريفيين ؟
فقال لها وجمود عينية الزرق ينم عن الثقة حد التعالى ان العلم ما كان الا لرفاهية البشر واعانتهم على مناكب الحياة ، ارايتى اولئك السذج الذين يعقدون شرفهم باعضائهم التناسليه لقد كانوا على وشك ارتكاب جريمة قتل شنيعة فى حق انسانة بريئة قد تكون لديها اسبابها المقنعه فيما فعلت ولقد انقذتها وانقذتهم .. هل اقنعتك ؟قالت ابدا ، الحق اقول انك تدخلت فيما لايعنيك واخضعت ديدنهم الضارب فى عروق التاريخ لمنطقك الحديث وهذا خلط مفاجئ متسرع وادعوا الله ان يمر اثره دون كارثة
باتت ناحية عائلة المراة (المبرئة ) من القرية متقده صاخبة حتى اقتراب الصباح وحين انتصف النهار حضر نفر من اهل زوجها وباركوا وقدموا الاعتذار وطلبوا من ابيها ان يردها اليهم حتى لا ينقم زوجها من اهلة واخته التى زعمت عليها بالقول الباطل ، فرفض الرجل بشده واقسم انه لولا انهم بضيافته لفتك بهم فغادروا اسفين ، ايام مضت والاحتقان بين العائلتين يزداد التهابا وتورما ما كان ينقصة على الانفجار سوى عودة الزوج ليدلو بدلوه فيما انصرم من عجيب الاحداث ، وفى يوم ليس ببعيد شاع فى الطرقات ان الزوج قد عاد فتركت القرية شؤنها وتفرغت لمتابعة المترقب من جديد الامر ، وفى المساء تعالت الصيحات من منزل الزوج الذى سمع الخبر واتهم اخته البكر بتدبيره لغيرتها من زوجته بل زاد وطعنها فى شرفها وقال من ادرانى ربما كان المتسلل يواعدك انت ، ودارت الليلة السوداء هو يضرب ويعنف اخته وابيه يضرب امه وما اصبح الصبح الا وقد ازهق روح اخته ، غسلا لعاره ، وفيما يلى من ايام لم تتوقف مساعى اهل الخير لراب الصدع بين العائلتين وكان لخبر موت الاخت وقعه الملين لدى اهل الزوجه ، فاتفقوا اخيرا واعيدت الى بيتها ، وحين رجعت كان الحزن يخيم على جنابات المنزل فلم تلتفت الى احد ودخلت رواقها واغلقت خلفها الباب،، لحظات وتتبعها الزواج وبعد حوار قصير بين الاسف والتاسى ارادها الزوج فتمنعت فقال لها الا يكفيك انى قتلت فيك شقيقتى ؟ سالت دموعها وارتعشت شفاها وقالت لم اريد ذلك وانت فعلت لشرفك دون تحقق !! لماذ لم تذهب بها للحكيم كما فعل ابى ؟ قال كم انت رائعة ونبيلة اتردين طعنها لعرضك بالدفاع عنها ؟ قالت حسبك فانى لا احتمل سماع اى شى ولا العيش فى هذا المنزل بعد ما وقع فيه من خطوب
تركها ونام وتكرر الامر يوما بعد يوم حتى لم يعد فى مقدرته الصبر على الام الحرمان وهذه الكأبة التى تفرضها على اجواء المكان كلما هم بها …. وبدات تثاوره الظنون الى ان قرر انه متم الامر فى ليلته هذه ولو بجثتها ، وحين ازفت المواقعة بعد ان فهمت انه فاعلا بها لامحالة استلسمت له وما كادت ان تفعل حتى نزع عنها ثيابها بجد المتلهف العطش ……. وفجاءة تسمرت يداه وجحظت عيناه حتى كادتا ان تقفزان من وجهه وشهق فيها بصوت حاد خفيض كفحيح الافعى المتوقد ، ما هذه البطن يا عاهرة اانت حبلى ؟ فمن من وانا لم امسسك منذ عام ونصف ؟؟
انهارت باكية على قدمية تتوسل اليه ان يقتلها ولا يفضحها ثانية وليقل للقوم انها حادثة …. فدفعها بقوة صارخا وتموتين شريفة عفيفة وتلعن الغانيات اختى الطاهرة فى قبرها ؟؟؟ والله لا عشت ولا كنت ان لم تتحاكى عن فعلتك القرى الى ان تبيد
خرج مندفعا ونبه على اخوية الا يسمحا لزوجته ان تغادر غرفتها حتى يعود ، فقامت ومدت يدها خلف خزانة ملابسها واخرجت قماشة ملفوفة على شي ، وما هى لحظات حتى عاد الى المنزل وبصحبته حماه وبعض اصهارة وشيخ القريه فوجد اخويه لازالا لم يبرحان الباب فنحاهما جانبا ودلف الى الداخل وخلفة الرجال ، وهنا الجمهم المشهد صمت قصير فاتك قاتل فالدماء كانت تلطخ كل ركن وارض بالرواق وفى المنتصف تكومت جثة الزوجة على منجل الحقل وقد نفذ نصله الى داخل بطنها ، صرخ فيه ابيها لقد دبرت قتلها باختك يا ابن الكلب لاعشت ان عشت انت واهلك وانطلقت الرصاصات من كل صوب وحدب
– سال الطبيب (بشارة بيك ) المسعفين كم جثة جلبتم الى الان ؟ فقال له احدهم تسعة جثث اما المصابين فبالعشرات ولا زالت المعركة محتدمة والنار مشتعله
هنا انفعلت الممرضة وعلا صوتها وهى محتدة ما قولك الان يا سيد فليسوف لقد ابدلت جثة امراة بجثة قرية فهل بان لك انك كنت محق ؟؟
نظر اليها شزرا وجلس الى كرسي مكتبه ثم انهمك فى اشعال غليونه البنى الانيق ذو العلامة الانجليزية الشهيرة
تمت