بقلم .. محمد الشيمى
كان هذا عنوانا لمقالة لعباس محمود العقاد في صحيفة البلاغ اليومية بتاريخ 5 من يوليو 1928 اعتراضا وسخرية من تصريح محمد محمود رئيس وزراء مصر آنذاك : ( إنه سيضرب بيد من حديد ) قاصدا المعارضة وحركات النشاط الثورى وقتها
هكذا سخر العقاد من حكومة الاقلية الغير وطنية (من وجه نظره) ومن عجرفة رئيسها الذى -ولعجيب الصدفه – يحمل اسمه الشارع الشهير ( محمد محمود سابقاً-عيون ا…لحرية سابقاً -محمد محمود حالياً ) ولم يدر في خلد العقاد ولا في اتعس كوابيسه انه سياتي يوما سيُحسد فيه علي مجرد قدرته على كتابة مثل هذا العنوان ، ففي زمن الحاكم ذو الخلفية العسكرية الوطني من ( وجه نظرهم ) قد تقطع يدا الكاتب ورجليه من خلاف او ينفي من الارض ان اتي بمثلها ….
وفى ذات السياق قص لنا صلاح جاهين قول القاضي له بعد ان قضي بتبرئته من تهمه السخرية من جلالة الملك ( رسمه يُركل علي مؤخرته من ضابط انجليزي) انه لو عاد الي الى هذا الفعل فسوف يامر بحبسه ، ونقل الينا في بقية شهادته علي العصر انه لو فعلها بعد ذلك في الستينيات لاكل الطير من رأسة لان ( الثورة) لم تكن تسمح …
حين استوى عرش مصر للضباط باعانة من الاخوان المسلمين (الطماعين )استبشر المصريين خيرا بانه هذا المزيج الوطنى المتدين سيضع حدا لماساتهم الازلية مع اللصوص وان مصر ستزاحم عما قريب القوى العظمى حضارة وتطور وتسلسلت الاحداث كما هو معلوم لدى الكافه وتنازل المصريين عن حريتهم تارة من اجل التخلص من جماعة الاخوان المسلمين الارهابية وطورا من اجل الانتصار فى المعارك الكثيره ولان لا شي من ذلك تحقق
لذا فان حريتهم ذهبت سدى
ربما تشبه الليله البارحة، لكن الفارق انه اصبح لدينا بارحه نقرا من خلالها مصير الليلة فلماذا يتفاجئ البعض ؟
ما الذى يدفع بعض شركائنا فى معسكر الثورة الى الرقص مع الراقصين والسجون لازالت متكدسة بسجناء الراى ؟ هل يا ترى يتقوقعون نتيجة مغايرة رغم ثقافتهم ؟
بث الينا التلفزيون الرسمي مراسم حلف اليمين واحتفالات ( التنصيب) علي مدار الثلاثة ايام المنصرمه. يالا روعة الالوان وزهائها ، منذ الوهلة الاولي شعر الجمهور بالفارق الجوهري ؛ اخيرا عادت السلطة الى رئيس تتعاون معه اروقة الدولة (بالامر) وتخرج من اجله اعز مكنوناتها (بالامر) وتفتح في وجهه قصورها الملكية المدهبة التى لم تشيد فيها طوبة واحدة خلال ستون عاما من تاريخ تأميمها
بشرة خير لمستقبل واعد ينبئ بعودة المنظومة الوطنية( من وجهه نظرهم) المستقرة التى سوف تقضى على جماعه الاخوان المسلمين الارهابيه والقادرة على الانتصار فى معاركنا الكثيرة… الا يستحق ذلك التنازل عن الاستمتاع ببرنامج باسم يوسف الهزلى ؟؟