الاهرام الجديد الكندى
كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى عن مفاجأة مذهلة، فى واقعة تفجير مديرية أمن الدقهلية، التى أسفرت عن استشهاد 14 من رجال الشرطة، وإصابة 130 آخرين، يوم 24 ديسمبر 2013، عن طريق سيارة مفخخة.
وقالت المصادر- طلبت عدم نشر أسمائها- فى تصريحات خاصة، لـ«المصرى اليوم»: «الانتحارى الذى ارتكب حادث التفجير مرشد يتعاون مع قطاع الأمن الوطنى (أمن الدولة المنحل)، وسبق ضبطه عن طريق ضباط مديرية أمن القاهرة مرتين وأنه تم تجنيده عن طريق ضباط الأمن الوطنى فى قطاع شرق القاهرة».
وأضافت المصادر، المسؤولة فى جهات سيادية، أن الانتحارى الذى نفذ الحادث يدعى إمام مرعى إمام محفوظ، من مواليد عام 1973 بالقاهرة، وكان يُقيم فى 8 شارع يوسف عوض من شارع عرب الطوايلة بمنطقة المطرية، وهذا الانتحارى شهير باسم (أبو مريم)، وكان تم القبض عليه فى المرتين السابقتين، عن طريق رجال مباحث مديرية أمن القاهرة، فى واقعتين منفصلتين.
وتابعت المصادر أن «تعليمات من قيادات عليا فى قطاع الأمن الوطنى، صدرت إلى ضباط قطاع شرق فى 2013 بضرورة إخلاء سبيل المتهم عقب لقاء تم مع (لواء شرطة)، ومكالمة طويلة مع رئيس قطاع الأمن الوطنى، انتهت بتمزيق محضر الضبط، وكانت الحجة أنه تم تجنيد المتهم من جانب ضباط القطاع، ليكون بمثابة (مرشد أمن وطنى)، يدلى بمعلومات مهمة عن باقى العناصر الإرهابية».
كان محمد إبراهيم، وزير الداخلية، أعلن خلال مؤتمر صحفى، عن تورط تنظيم الإخوان فى التفجير، بالتنسيق مع تنظيم «أنصار بيت المقدس»، بدعم لوجستى كامل من حركة المقاومة الإسلامية «حماس» فى قطاع غزة، التى تولت تدريب عناصر الإخوان على أسلحة متطورة وأنظمة تشويش وكيفية استخدام الصواريخ لاستهداف الطائرات.
وقالت المصادر إن «قيادات مباحث القاهرة أخطرت قيادات فى قطاع الأمن العام، بواقعة تمزيق المحضر والتى أبدت اعتراضها على هذا الأسلوب، واعتبرته غير قانونى، وطلبت ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات القانونية المطلوبة تجاه المتهم».
وأوضحت المصادر السيادية أن اللواء أسامة الصغير، مدير أمن القاهرة، فى ذلك الوقت، تلقى اتصالات من بعض القيادات المهمة فى قطاع الأمن الوطنى، التى تولت العمل عقب محاولة استهداف اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، تطالبه بضرورة صرف المتهم من قطاع شرق وإخفاء محضر الضبط أو تمزيقه، وهو ما حدث بالفعل، وتم إطلاق سراح المتهم.
وأضافت أن «المتهم تم ضبطه مرة أخرى أثناء مشاركته فى مسيرة فى منطقة المطرية، وأصيب خلالها أثناء تعديه على قوات الأمن، إلا أن قيادات عليا فى قطاع الأمن الوطنى، حضرت إلى قطاع مباحث شرق، وتسلمت المتهم بحجة استكمال التحقيقات معه، وأطلقت سراح المتهم لنفس السبب وهو أنه تم تجنيده للإرشاد عن الإرهابيين، وكان ذلك فى شهر نوفمبر 2013 عقب شهرين من تعرض وزير الداخلية لمحاولة الاغتيال فى سبتمبر 2013».
وتابعت المصادر أن «قيادات قطاع الأمن الوطنى يتحملون المسؤولية كاملة عن سقوط ضحايا فى حادث تفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية، والمصابين، ومنهم اللواء سامى الميهى، مساعد وزير الداخلية، لقطاع شرطة الكهرباء، الذى أصيب فى الحادث ومازال يتلقى العلاج حتى الآن، وآخرون فقدوا حياتهم.
يذكر أن اللواء محمد إبراهيم، قال فى حوار صحفى مسجل مع (المصرى اليوم) إن «اللواء خالد ثروت، رئيس قطاع الأمن الوطنى، سلمه جميع أسماء المتهمين فى محاولة اغتياله عقب 24 ساعة فقط من الحادث، وهو ما يثير الشكوك حول هوية المتهمين».
كانت وزارة الداخلية فى بداية 2014، أعلنت عن طريق الوزير فى مؤتمر صحفى تفاصيل القبض على بعض المتهمين فى حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية، وتحديد هوية الانتحارى، وأنه تم ضبط 7 متهمين آخرين أبرزهم يحيى المنجى سعد حسين، وعادل محمود البيلى سالم، وأحمد محمد عبدالحليم السيد بدوى، وعُثر بحوزتهم على العديد من المضبوطات، وأرشدوا عن معمل مُجهز لتصنيع المُتفجرات بمسكن أحمد محمد عبدالحليم، ومجموعة إصدارات جهادية متوافقة مع توجهات تنظيم القاعدة، وسلاح آلى ثبت من الفحص الفنى سابقة استخدامه فى إطلاق النار على كمين كوبرى جامعة المنصورة، وحادث سرقة محل «مجوهرات إسكندر» بكفر الشيخ الذى أسفر عن مقتل مالكه، وبيان صادر عن تنظيم أنصار بيت المقدس تعلن فيه الجماعة مسؤوليتها عن حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية، ومذكرات تتضمن كيفية تصنيع المتفجرات والدوائر الكهربائية وزرع الألغام والتفجير عن بُعد وتصنيع أحزمة ناسفة وبعض الأوانى المستخدمة فى عملية تصنيع المواد المتفجرة، وقاذف «R.P.G» مصنع محلياً، وعرض فى المؤتمر اعترافات لبعض المتهمين.
وأضاف الوزير فى المؤتمر: «المتابعة والمعلومات كشفت أن الفترة اللاحقة على 25 يناير 2011، خاصة فى فترة حكم الرئيس المعزول، محمد مرسى، ساعدت الإخوان على توسيع قاعدتها فى مختلف أنحاء البلاد وسعت إلى التقارب مع حلفائها من الفصائل المتشددة لاستخدام عناصرها فى تنفيذ مخططاتها العدائية، وأكدت المعلومات قيامها بفتح قنوات تواصل لعدد من كوادرها مع قيادات حركة حماس، ومنهم أيمن نوفل ورائد العطار، اللذان قدما لهم مختلف أوجه الدعم اللوجستى من خلال استضافتهم بقطاع غزة، وتلقينهم قواعد الأمن وتدريبهم على مختلف الأسلحة بمعسكرات كتائب القسام، وكذا التباحث معهم فى بعض المسائل المتعلقة بالتكنولوجيا العسكرية، أبرزها ابتكار جهازين للتشويش على عمل الطائرات، وضبط عملية توجيه صواريخ القسّام، وتطوير عمل أجهزة فك الشفرة، ووضع منظومة لمراقبة الطائرات باستخدام الحاسب الآلى، وتدبير عدد من طائرات الخفاش الطائر، وكمية كبيرة من حمض النيتريك».
وقال وزير الداخلية، فى تصريحات نشرتها «المصرى اليوم»، فى 11 إبريل، عقب فيديوهات بثتها جماعة «بيت المقدس»، عن تفجير مديرية أمن الدقهلية إن إعلان جماعة أنصار بيت المقدس فيديو على الـ «يوتيوب» الذى عرضت فيه لحظات تفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية، ويكشف عن اسم منفذ العملية، ويدعى أبومريم إمام مرعى إمام محفوظ، هو مجرد إفلاس من هذه العناصر التكفيرية التى تتم مواجهتها بكل قوة.
وشدد فى التصريحات على أن مثل هذه الفيديوهات تهدف إلى التأثير على الحالة النفسية للضباط، موضحا أن ذلك ليس صحيحا، لأن وزارة الداخلية تسير فى طريقها السليم، ولن تحيد عن هذا الطريق، حماية لأمن الوطن.
وأضاف الوزير أن «الوزارة كانت قد أعلنت، فى مؤتمر صحفى، فى بداية يناير الماضى، عن شخصية منفذ تفجير مديرية الأمن، وهو الانتحارى إمام مرعى إمام محفوظ،» منوها بأن التفجير تم بأيد إخوانية بالاشتراك مع عناصر من حركة المقاومة الفلسطينية حماس.
وتابع الوزير أن «إعلان هذه الجماعة يؤكد صدق المعلومات التى حصلت عليها الوزارة عن طريق أجهزتها المعلوماتية، التى تسير فى طريقها الصحيح للتصدى لهذه العناصر التكفيرية والإجرامية التى تخطط للقيام بارتكاب أعمال عنف وتخريب وترويع المصريين».
وقال «إبراهيم» إن «الأجهزة الأمنية بمجرد وقوع حادث انفجار مديرية أمن الدقهلية، وضعت يدها على معلومات عن تورط عناصر إخوانية بالاشتراك والاتفاق مع حركة حماس، إلا أن الوزارة تكتمت على المعلومات، ورفضت الإعلان عنها إلا عقب الإيقاع ببعض المتهمين، حرصا على سرية سير التحقيقات، وانتهت الأجهزة الفنية من جمع كل الأدلة الفنية والمادية حول الحادث، وبعدها كان الإعلان عن تفاصيل الواقعة».
وتابع: «جماعة أنصار بيت المقدس قالت فى الفيديو إن (أبومريم هو الغائر على وكر المنصورة، مديرية أمن الدقهلية، وله صولات وجولات ضد المرتدين فى مصر)، وهذا تم الإعلان عنه فى المؤتمر الصحفى الذى عقد، أول يناير الماضى، وإمام مرعى إمام هو الانتحارى، وثبت ذلك عن طريق تحليل الحامض النووى (D.N.A) مع ابنة الانتحارى عن طريق الطب الشرعى، بعد العثور على أشلاء آدمية فى مكان الانفجار عبارة عن كف وجزء من ساق، والانتحارى مع آخرين شاركوا فى استهداف مبنى المديرية، فى 24 ديسمبر من العام الماضى».