الأهرام الجديد الكندى
أكد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، أنه لا يبحث عن ما أسماه بـ”نظام السيسى”، ولكنه يبحث عن النظام الذى يحافظ على الدولة المصرية عبر مؤسساتها، حتى لا تقع فى الهوية التى سقطت فيها دول مجاورة. وقال رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى خلال لقائه بالمثقفين والمبدعين: “أقسم بالله لو كان تَركى للحكم لمصلحة مصر فسأتركه فورا، ولكن لو سقطت مصر ستدخل المنطقة فى حروب لمدة 50 عاما، ولو استطعت أن أطور البلد بنسبة 40%، أو 50%، هذا يرضينى حتى يأتى من بعدى ويكمل، وأنا مستعد فى أى لحظة أن أترك الحكم، وأقول شكرا وسلام عليكم، هتقولولى هنحاكمك وندخلك السجن؟ وماله، هتقولولى: هنعدمك، ميجراش حاجة، لأننى سأكون فى النهاية حاولت أن أخدم بلدى”. وأضاف رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى فى اللقاء، الذى حضره نخبة من المثقفين أبرزهم الكتاب الكبار محمد سلماوى وجلال أمين ووحيد حامد وفاروق جويدة والكتاب الشباب محمد صلاح العزب وأحمد مراد وغيرهم، “مصر حاليا مثل العربية السيات الصغيرة، وطموحى إنها تبقى مرسيدس بس الأهم فى المرحلة الحالية إنها تفضل ماشية، وحتى تسير العربة لابد من شغل سنين (موت)، حتى يطمئن المواطن البسيط ويشعر بوجود حركة”. وتابع رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى: “احذر كل الفاسدين، اللى خد جنيه هيدفعه، لأن دى قناعاتى، ولأننى لا أقبل بالخطأ، وهذا معروف عنى جيدا فى الجيش، لكن لا يمكن أن أبدأ بهذا على الفور، كما أننى لا أحب أن تقترض مصر من الخارج ولا أن يمنحها أحد شيئا”، وأريد أن أقول للمصريين: “متاخدوش من حد”، ولهذا فالاقتصاد هو شغلى الشاغل، وهناك أعمدة فى الدولة مبنية على أساس خاطئ لكن لا يمكن أن أهدمها حتى لا أهدم الدولة مثل بعض القنوات الخاصة المنفلتة، لكننى أخذت قرار إغلاق القنوات الدينية عن قناعة بقرار بينى وبين الله، لأننى لا أسمح بكم الإساءة التى كانت هذه القنوات توجهها لله عز وجل، ولا كم الإهانة للإسلام على شاشاتها، ونحن نحتاج إلى ثورة دينية حقيقية، “لأن قولبة الإسلام لمدة 1000 عام حين اختبرت حاليا أثبتت أن الإسلام تم تحميله بما يمكن أن يقضى عليه”. واستطرد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى “للأسف لا توجد آليات حقيقية للفرز للإتيان بمسئول جيد، وربما آتى بشخص متفوق جدا أكاديميا، لكن سىء جدا على المستوى التنفيذى، وأنا أؤكد أننى بفضل الله سأنجح فى مهمتى، ومصر ستنجح، لأن ربنا لا يمكن أن يأتى برئيس ويضعه فى هذا المكان من أجل خراب مصر، بالعكس، الله عز وجل يريد لمصر أن ينصلح حالها، لأن المصريين تعبوا كثيرا، وعلى الأقل من أجل الـ2 مليون من ذوى الاحتياجات الخاصة، هم دول مالهمش خاطر عند ربنا ؟! دول ملايكة ماشيين على الأرض”. وفيما يتعلق بالتعليم قال رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، إن العملية التعليمية تحتاج إلى 40 مليار جنيه غير موجودة فى خزينة الدولة، “وكيف أطلب من المدرس أن ينهض بالتعليم وهو يتقاضى ملاليم، وملابسه لا تليق بوضعه كمدرس، وفى نفس الوقت يرى الحرامية يسرقون بالملايين”. وأوضح رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى أن الرئيس جمال عبد الناصر محظوط لأنه تسلم مصر وعدد سكانها 19 مليون نسمة وليس عليها أى ديون ومتقدمة فى الزراعة ومحاصيلها تكفيها وتزيد، وأنه كرئيس لمصر بعد الثورتين غير محظوظ لأنه تسلم مصر فى الظروف الحالية، مشيرا إلى أن أول أولوياته هى اصطفاف المصريين وعدم تقسيمهم والحفاظ على الدولة المصرية. وقال رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، “الإجراءات الحادة التى اتخذتها منذ توليت المسئولية نادرة، ولن أسكت على فاسد واحد، لأننى لا أقبل أن يسرق أحد جنيها من أهل بلدى وهم فى أمس الحاجة إليه، لأن الناس مش لاقية تاكل”. وفيما يتعلق بالقضاء أوضح رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، “أنا بعيد كل البعد عن أحكام القضاء ولا أتدخل فيها بأى شكل وأنا شخصيا أعانى من بعض هذه الأحكام، مثلا القبض على الصحفيين والمراسلين الأجانب ومحاكمتهم أشعلت الدنيا ضدنا فى الخارج، وهذا يضرنى أنا شخصيا، لكننى لا أتدخل فى أحكام القضاء”. وبشأن المحبوسين بسبب قانون التظاهر، قال السيسى “راجعنا قوائمهم مرتين حتى الآن ونراجعها للمرة الثالثة وأنا ماشى على الشوك وعلى الحبل، لأننى لا أقبل أن يظلم أحد أو يحبس بدون وجه حق، لكن أنا مسئول عن 90 مليون مصرى والدولة المصرية تم اختراقها ثقافيا وأمنيا، ويمكن أن يكون البعض لديهم نوايا طيبة لكنها تهدم البلد، وأنا لن أسمح بأن تمس الدولة المصرية بأى سوء. وأضاف رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، “أقول بمنتهى الصراحة وكنت أقولها وأنا فى الجيش فى ظل حكمه أن حسنى مبارك منه لله، هو اللى خرب البلد، وكان لازم يمشى من 15 سنة أو أكثر، قبل أن نسقط فى هذا الخراب والانهيار فى كل مؤسسات مصر، وكنت اتمنى أن يترك الحكم بدون ثورة، لأن الثورة للأسف أتت فأكملت على البقية الباقية من مصر، وهذا لا يعنى عيبا فى الثورة لكن طبيعة الثورات أنها تفكك البلاد، وفى النهاية أراد الإخوان أن يقضوا على البقية الباقية بعد كل هذا الخراب، وأقسم بالله أننى كنت أساعد الإخوان بكل إخلاص وجهد أثناء حكمهم لمصلحة مصر وحتى لا تسقط، لكننى كان يجب أن أقف أمامهم فى اللحظة الأخيرة لصالح المصريين”. وعما يتردد فى الفترة الأخيرة عن تزايد أعداد الملحدين قال السيسى، “أنا معنديش أى غضاضة فى إن أى حد يقول أنا ملحد، وأقول هذا غيرة على الله، لأن الله خلق الإنسان وميزه عن الجماد بأنه يستطيع أن يقول لا، وربنا مش عايز حد أبدا جاى غصب عنه، ربنا عايز ناس بتحبه جاية بهواها وفكرها واعتقادها، لكننى ضد الإساءة لله ممن يدعون أنهم متدينون”. وأكد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، “الجيش حاليا فى مهمتين اضطراريتين، وهما محاربة الإرهاب والمفروض أن تقوم الداخلية بهذا، والتنمية والمفروض أن تقوم الشركات به، لكن أنتم تطالبوننى بسرعة الإنجاز، والنتيجة على أرض الواقع، وهذا حاليا لا يمكن أن يحققه سوى الجيش، لكن حين تقف الدولة على قدميها، لن ألجأ للجيش فى مثل هذه الأمور، وأريد أن أحذر من مشكلة الانفجار السكانى، لأن أى معدل تنمية لن يتناسب مع هذه الزيادة المرعبة”. واختتم السيسى اللقاء بمطالبة المثقفين بتشكيل جبهة ثقافية موحدة لكل مثقفى مصر تعمل على الحراك الثقافى داخل المجتمع وتكون تحت مظلة الرئيس شخصيا، كما طالب الكاتب وحيد حامد بتقديم 30 عملا له فى الفترة المقبلة بين أفلام ومسلسلات، مؤكدا “أنا هقوم بدورى وهصرف على الأعمال دى عشان تخرج بصورة لائقة بمصر”.