الأحد , ديسمبر 22 2024
نوري إيشوع

وصمة عار على جبين البشرية…!

بقلم المحامي نوري إيشوع

أسردُ لكم أحداث هذه المأساة الحقيقة المؤلمة، هذه الجريمة التي يندى لها جبين الشرفاء القلة القليلة من أبناء البشر، مأساة مرتكبها، مجرمٌ، سفاح حملَ كل صفات الإجرام بالوراثة، رضع من ثديّ والدته الدم بدلاً من الحليب

إجرامه إستمرارية قائمة على إيمان وعقيدة قتل، قاتلٌ كان ثمرةَ حَبَل استمرَ أربعةَ عشرة قرناً، نتيجة المخاض

الطويل و تطبيق ديمقراطية الكفر وحرية القتل و التنكيل و الإغتصاب، رأى هذا المارد النور

ولكن دون عيون، لقد أعماه الشر و شدته عاصفة الجينيات القاتلة

فكان خيرُ خلفٍ لخيرِ سلفٍ، فحملَ بجدارةٍ وسامُ قطع الرؤوس واغتصاب العذارىوذبح الأطفال و قطاع الطرق.

قصتنا المحزنة المبكية، دارت أحداثها قبل اشهر قليلة. إين؟ في إحد أحياء الموصل (العراق).

متى؟ في نهاية عام 2014، في بداية القرن الثاني و العشرين، قرن التكنولوجيا والأنترنت والأقمار الصناعية.

دخلَ القاتل الموصل بعد أن مهدّ له الخونة الطريق وبعد أن سنّ أنيابه و جهز سيوفه و حرابه، دمر، قتل، إغتصب

و مثل حتى بالموتى، أفرغ الموصل من سكانه الأصليين بقوةِ السلاح و بالتهديد و الوعيد، وبعد أن خيرهم بثلاثة

1. إعتناق الإسلام (أسلم تسلم)

2. دفع الجزية و العيش بإذلال تحت تهديد السيف.

3. أو ترك المدينة و ترك منازلهم بما فيها من أثاث و مال و مصاغ (كما خلقني ربي).

رجلٌ مسن أب لثلاثة فتيات عذارى لم تساعده صحته و عمره على السير لمسافة عشرات الكيلومترات

واللحاق بالنازحين، فكان له القدر بالمرصاد، دخلوا عليهم كالكلاب المسعورة، خيروهم بين إعتناق الإسلام

أو دفع الجزية ولما رفضوا طلبهم الأول، طلبوا من الأب دفع مبلغا تعجيزياً كبيراً كجزية و الدفع فوراً

وهم عالمين علم اليقين بان هذا الرجل المسكين لا يملك هذا المبلغ من المال.

توسل إليهم و طلبَ منهم منحه مهلة لتأمين المبلغ ولكنهم رفضوا، هجموا على المسكين كالذئاب الجائعة

وانهالوا عليه ضرباً و أهانوه و من ثم ربطوه و هجموا كالوحوش على بناته الثلاث

هتكوا أعراضهن و دنسوا شرفهن و تناوبوا عليهن و من ثم قتلوهن بدمِ باردٍ و على مرأى ومسمع

ذلك البائس و تركوه يتخبط بين الموت و الحياة ويموت في الدقيقة مائة مرة و تركوا المكان

وهم يكبرون بإسم ربهم الملعون ، لملم المسكين، جراحه واتجه إلى مخدعه و أخذا مسدسه المخبأ

وأطلق على نفسه رصاصة رحمة.

أما هذا المولود الخرافي الذى جاء الى العالم بعد مخاض قرون، خرج وهو يصول و يجول

ويتناوب على ضحاياه دون وازعٍ من ضميرٍ ودون رحمة ولا شفقة لانه إبن إبليس و إبليس إبيه.

إيها العالم الجبان و القادة العميان، أمكم زانية و أبوكم شيطان. أثبتم للعالم بانكم حيوانات تحملون صوراً بشرية

و أجساماً بين أضلاعها قلوباً صخرية، ربكم إله هذا الدهر الجبان، حتى صفحات التاريخ الأسود سوف تلفظكم. لقد أصبحتم بحقٍ وصمةً عارٍ على جبينِ البشرية.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …