الإثنين , ديسمبر 23 2024
أنطوانى ولسن

يطالبون بمحاكمة مبارك سياسيا جزء 2

 

بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
تحدثنا في الجزء الأول عن المرحوم جمال عبدالناصر . والأن دعونا نتحدث عن المرحوم أنور السادات .
ثانيا : أنور السادات …
** إستلم الرئيس الراحل أنور السادات سُدة الحكم بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وكان الإرث ثقيلا على كتفيه . سيناء محتلة ، وجنود الأتحاد السوفيتي ” روسيا ” في مصر ، الشعب يريد رد الشرف المصري الذي أُنتهك في حرب 1967 ، إفلاس الخزينة المصرية ، فماذا يفعل ؟
** دعونا نحاول إعادة الزمن الى الوراء لمعرفة ما كان يحدث في مصر بعد تولي أنور السادات الحكم .
** أول زيارة للرئيس السادات لمجلس الشعب المصري ، أتذكر ذلك اليوم كنت في منزل شقيقى المرحوم صدقي جالسا على السجادة ساندا ظهري الى الكرسي أشاهد التلفزيون متلهفا لرؤية السادات في زيارته الأولى لمجلس الشعب.
** وعند دخوله وكان أمام المدخل تمثالً نصفي لعبد الناصر وكانت المفاجئة بأن إنحنى السادات إحتراما لعبدالناصر . إنتفضت واقفا وأنا أشير بأصبعي الى شاشة التلفزيون وصرخت بصوت عال ” هذا محطم التمثال ” .
** السادات وجد نفسه مجبرا على إتخاذ الأجراءات الحاسمة التي قد تضر بمصر وتهز مركزه كقائد عسكري ورئيس جمهورية أكبر بلد عربي في الشرق الأوسط.
** كانت أولى خطواته طرد الجنود السوفيت من أرض مصر .
** ثاني خطواته محاولة مد خط إيجابي مع الولايات المتحدة الأمريكيه لتقريب وجهات النظر بدلا من النفور .
** مرت السنوات الأولى من حكمه والشعب غير راض ويريد استرداد كرامة الجندي المصري والمصريين جميعا وإعادة الأراضي التي احتلت وقناة السويس بعد نكسة 1967
** ذهب السادات الى السعودية في زيارة خاطفة . وقيل أنه طلب من الملك فيصل أن يذهب الى الكعبة . وتم له ذلك .
** تم له ذلك . وهناك طلب أيضا من الملك أن يتركه وحده داخل الكعبة .
** طالت مدة بقائه داخل الكعبة مما أقلق الملك ومن معه . دخل ليطمئن على السادات وإذ به يفاجأ بالسادات رافعا يداه في صلاة بدموع باكية شاكيا لله الموقف الذي هو فيه ولا يعرف ماذا يفعل !. ربت الملك على كتفه وساعده على الوقوف وخرجا سويا وعادا إلى القصر الملكي .
** أخبر السادات ملك السعودية بموقفه وعجزه عن تحقيق مطالب الشعب فالسوفيت رفضوا تسليح الجيش المصري ولا يعرف ماالحل .
** من الطبيعي تفضل جلالة الملك بمد يد العون بالمساهمة بدفع تكاليف كل ما يحتاجه من أسلحة للأستعداد لإعادة كرامة مصر والشعب المصري .
** في العام 1973 رأى السادات أن كل شيء جاهز وعلى أهبة الأستعداد للحرب . فكانت القوات المسلحة فرق منها تقوم بمناورات في العريش .
** الشيء الذي كان يشغل باله كان العبور ومواجهة خط بارليف المحصن ضد أي إقتراب عسكري . لكن أحد الضباط المصريين وجد الحل .لقد لاحظتم بدون شك انني لم أذكر إسم المهندس الضابط ولا ديانته واكتفيت بكلمة ” أحد الضباط المصريين ” . وهذا ما يجب أن يكون .
** في العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر عام 1973والجنود صائمون تمت المعجزة بتدمير خط بارليف بعد أن عبروا القناة وتم رفع العلم المصري على رقعة من أرض سيناء تحت تكبير وتهليل الجنود.
** تدخلت أميركا بسفنها الحربية وتم وقف الحرب بين الطرفين .مما أعطى فرصة للبعض أن يشكك في ذلك النصر العظيم .
** عندما عاتب البعض السادات على عدم الأستمرار في الحرب كان رده منطقيا وواقعيا الى حد بعيد عندما قال انه لا يستطيع مواجهة أميركا حربيا .
** بدأت المشاورات لفض الإشتباك والعمل على التفاوض .
** طلبت أميركا من السادات أن يعمل على تطبيق الديمقراطية والحرية في مصر. وإطلاق صراح جميع المقبوض عليهم من أيام عبد الناصر سواء في السجون أو المعتقلات من الأخوان أو من أي جهة دينية أخرى . وافق السادات وأطلق صراحهم مع كامل علمه بأنهم لا ولن يتخلوا عن مطلبهم الأساسي وهو الحكم .
** بدأت المفاوضات بين مصر وإسرائيل بوساطة أمريكية .
** إقتربت المسافة بين مصر وإسرائيل مما شجع الرئيس السادات على الذهاب الى الكنيست الأسرائيلي بنفسه والقاء خطاب ناري شرح فيه الهدف من هذه الزيارة . لكن لا الشعب المصري ولا جماعة الأخوان والسلفيين ولا أي من الجماعات الأسلامية الأخرى رحبوا بسفره الى إسرئيل وإلقاء خطاب في الكنيست واعتبروه خائن .
** في عام 1979 عين السادات عشرة أقباط مسيحيين في مجلس الشعب المصري . مما دفعني أن أكتب مقالاً في جريدة ” الشعلة ” المصرية في سيدني ، أرفض فيه التعين معللاً ذلك أن النائب المعين سيعمل ما يرضي الذي عينه . أما المنتخب من الشعب فسيعمل من أجل الشعب الذي انتخبه . فإن لم ينتخب المسلم أخيه المسيحي في مصر !. فهذه علامة على وجود خلل في الشارع المصري فعالجوه .قامت الدنيا ولم تقعد في السفارة المصرية في كانبرا والقنصلية المصرية في سيدني مطالبين الأعتذار . رفضت الأعتذار وتركت الجريدة ولم أعد إليها .
** عن نفسي بعد أن كتبت وعبرت عن فرحتي بالنصر واسترداد جزء من أرض مصر في سيناء وإعادة قناة السويس والمشاورات تجري على قدم وساق لإسترداد بقية الأرض ، وكتبت مقالاً بعنوان السادس من أكتوبر عام 1973 يوم النصر الحزين . عندما تم الإفراج عن بقية الجماعات الإسلامية التي خرجت من عباءة الأخوان في المعتقلات والسجون معبرا عن ما بدأ يحدث لمصر والشعب المصري في ذلك الوقت مما ينبيء بعدم الأستقرار في الشارع المصري والمواطن المصري .
** إكتشف السادات في سبتمبر 1981 بعد أحداث الفتنة الطائيفية في الزاوية الحمراء في القاهرة أن الديمقراطية والحرية لا تصلح في ذلك الوقت . فقال في مؤتمر صحفي بالإنجليزية :
I WAS WRONG
معبرا عن ندمه بإعطاء الحرية والديمقراطية لأناس لا يقدرون قيمتها . فما كان من أولئك الأشرار إلاّ الأنتقام منه في أعز يوم في حياته و ذلك في السادس من أكتوبر عام 1981 يوم الأحتفال بعيد النصر العظيم .
** فهل كان السادات يستحق أن يُقتل في يوم انتصاره ؟ ولماذا قتلته الجماعات الأسلامية وهو الرئيس المسلم لدولة مسلمة قالها عندما إحتج أقباط مصر المسيحيين عليه عندما حدد إقامة المتنيح مثلث الرحمات قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث ؟
** فهل أجرم السادات في حق نفسه وحق الوطن مصر بما قام به من تفاوض وصلح مع إسرائيل ؟ وإطلاق سراح الجماعات الإرهابية والتي أشار هو بنفسه بذلك واصفا لهم بأنهم بالفعل جماعات إرهابية ؟؟!!.
** وهل يستحق السادات إعادة محاكمته سياسيا وإجتماعيا ؟!.
وإلى لقاء وحديثنا عن محمد حسني مبارك الرئيس الرابع لمصر.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …