الجمعة , نوفمبر 22 2024
الدكتور رأفت جندى
رأفت جندى

رأفت جندي يكتب: وداعا الأنبا ميخائيل جبل أسيوط العالي

هذه الأيام ودعنا للسماء اقدم واب كل الأساقفة نيافة الانبا ميخائيل مطران أسيوط، القديس الذى حدثت معه وبه معجزات كثيرة وكان من السواح حتى ان مذيعة مشهورة قالت له عندما قابلته وقت زيارتها لدير السيد العذراء بجبل درنكة بأسيوط “انت الذى كنت مع السيدة العذراء واتيتما لنا لمعجزة شفاء حفيدى”

الانبا ميخائيل تولى كرسيه بظهور السيدة العذراء للبابا يوساب لكى يرسمه على كرسى أسيوط، وكان زاهدا وناسكا طوال أيام حياته، وكانت كنائس أسيوط منضبطة جدا والخدمة فيها مثمرة، ولكن هل كانت هناك ضعفة للقديس الانبا ميخائيل؟

في يوم السبت 5 سبتمبر 1981 القى الرئيس السادات خطاب في مجلس الشعب وفيه عزل قداسة البابا شنودة، وانفطر قلب الشعب القبطى جميعه، وفى صلاة قداس يوم الاحد التالى بكى الشعب القبطى فى كل الكنائس عندما قال الشماس كالمعتاد صلوا من اجل قداسة البابا شنودة، وفى كنائس اسيوط وبعد انتهاء القداس القى على الشعب بيان من مطرانية اسيوط قيل فيه ان المطرانية تقول نعم لقرارات الرئيس!

أصيب الشعب القبطى في أسيوط وخارجها بلطمة أخرى ولكن هذه المرة أتت من مطرانه الذى يعتز به لان المطران الانبا ميخائيل يقول نعم لعزل قداسة البابا شنودة! ولقد اتى بيان مطرانية أسيوط مخالفا لبيان المجمع المقدس الذى قيل فيه ان المجمع يجدد الثقة في قداسة البابا شنودة ولكن علينا طاعة الحكام.

ظهرت صورة الانبا ميخائيل فى التلفزيون والجرائد المصرية بعدها وهو يقابل السادات، وبالطبع كلنا يعرف ما جرت به الاحداث بعدها وكيف قتل السادات.

كان يُعرف عن الانبا ميخائيل القوة والصلابة وانه لا يهتز من الاحداث حتى وسط أعنف أيام الاخوان المسلمين في أسيوط وكان لا يخاف من احد من المسؤولين يل ويعملون له حساب، واطلق عليه البعض لقب “اسد ألصعيد” فكيف اخطأ جبل أسيوط العالى؟

اذكر اننى تقابلت مع احد الإباء الكهنة من قساوسة اسيوط المشهورين وقتها وسالته عن تفسير هذه الفعلة لعلى اجد إجابة فما كان منه الا انه نكس راسه ولم ينطق حرفا واحدا وكلمني فى موضوعات اخرى.

قد يقول البعض انه ليس لائقا ان نتحدث عن خطأ هذا القديس ونحن نودعه للسماء ولكن الكتاب المقدس يعلمنا انه كان لائقا ذكر سقطة القديس بطرس وكل قديسى العهد القديم أيضا مثل إبراهيم وداود وسليمان وغيرهم، وقد يكون ذكر ضعفات القديسين انه يعطى تحذير لنا وايضا امل للقيام من سقطاتنا، وليس هناك في البشرية كلها من لم يسقط سوى يسوع المسيح.

هل راود الانبا ميخائيل شعورا بالقوة فوقع في هذه الضعفة؟ ام انه كان فى خلاف مع البابا لأن الانبا ميخائيل كان أيضا رئيس دير القديس ابومقار والذى كان به ابونا متى المسكين؟

قد يكون انه قد بكى بعدها مثل بطرس بكاء مرا، وبالتأكيد ان قداسة البابا شنودة قد سامحه على هذه الضعفة، ولقد قيل ان البابا شنودة ذهب لأسيوط سرا وصلى معه قداس أيام ظهور الانوار السمائية على الكنيسة المرقسية بأسيوط في عام 2001 وانصرف البابا بعدها مباشرة بدون ان يلقى عظة على الشعب.

جدير بالذكر ان الانبا ميخائيل كان من اللجنة الثلاثية التي أشرفت على الكنيسة بعد قرار المجمع المقدس بتنحية البابا يوساب عام 1956ولكن هذا اتى من الكنيسة ولأسباب كنسية وهذا بخلاف عزل السادات للبابا شنودة.

اطلب من القديس نيافة الانبا ميخائيل ان يتشفع لنا امام عرش النعمة وربما يكون الان بجوار القديس بطرس الذى طابقه في مثل ضعفته، لأنه حتى القديسين يخطئون، ووداعا جبل أسيوط العالى.

د. رأفت sجندى

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …