بقلم …أشرف حلمى
عاش أجددنا المصريين أزهى عصور الحرية والكرامة فيما عدا الشق السياسى منها رغم الإحتلال الإنجليزى فكان المصريين يداً واحدة لا فرق بين مسلم ومسيحى وظهر هذا واضحاً فى ثورة 1919 وكم كانت مصر منذ ذلك الحين بلداً متقدماً بمقارنتها بدول أخرى وكانت المحبة هى اساس الحياة ولا وجود للتعصب الدينى فى المجتمع
لذا كانت من أجمل وارقى بلد عربى وجاذبة الى الإستثمار الأجنبى نظراً لتوافر العديد من فرص العمل حتى جاءت ثورة 52 التى أدت الى طرد الملك فاروق وإنهاء الحكم الملكي والحماية البريطانية على مصر ومغادرة الكثير من رجال الاعمال الأجانب مما أدى الى تراجع مصر سياسياً وإقتصادياً حتى وصل الحال بها الى ان تتحكم فيها دولاً خارجية ليست لها شان على المستوى الدولى .
برغم عودة مصر كاملة تحت حكم المصريين الإ انها غيرت العديد من العادات والتقاليد المصرية المنفتحة لقربها اكثر من الدول الخليجية وخاصة السعودية بعد ظهور البترول حيث شهدت هذه الدول زحف المصريين عليها بحثاً عن فرص عمل من اجل تحسين اوضاعهم الاقتصادية على حساب كرامتهم بعد حربى 67 و 73 مما إنعكس سلباً على كرامة الدولة المصرية التى اصبحت تابعاً للدولة الوهابية التى تريد التخلف لمصر .
فالحياة السياسية بالنسبة للمصريين حتى ثورة يناير 2011 لا تغيير فالسياسة لرجال الدولة فقط وغير مسموح لغيرهم او معارضيهم الحديث عنها وإلا يكون مصيرهم خلف القضبان لذا فشلت سياسات الحكومات المصرية الديكتاتورية منذ عهد جمال عبد الناصر فى إنتاج رجال دولة أقوياء محترفون يقودون البلاد وقت الشدائد وهذا ما يعانيه الان شعب مصر .
اما الاقباط فهم جزء لا يتجزأ من الشعب المصرى الاصيل الذى إستخدمتهم القوى السياسية كورقة الجوكر فى جميع الثورات يلعبون بها أثنائها نظير وعود كاذبة ثم يحرقونها بعد ركوبهم الثورة وتصبح هذه الوعود سراباً .
جنى قبط مصر العديد من الإضطهادات الممنهجة ضدهم بالإتفاقات السرية بين ملوك السعودية ورؤساء مصر مقابل رؤوس الأموال الوهابية
فبدأت وضع خطتهم عندما ناقشت قياداتها السادات عام 1965 عندما كان السكرتير العام للمجلس الإسلامي عن اوضاع اقباط مصر حيث صرح لهم هذا المؤمن بأنه خلال عشر سنوات سوف يحولهم إلى الإسلام أو إلى ماسحي أحذية وشحاذين فما كانت انها خطة خبيثة أدت الى ضياع كرامة وهيبة الدولة المصرية نهاية المطاف ووقعت فى المحظور وتحويلها الى دولة فقيرة تعتمد على الشحاتة والمعونات المشروطة .
فثورة يوليو 52 تعمدت عزل المسيحيين سياسياً وذلك بعد الغاء الأحزاب السياسية في يناير 1953 عدا جماعة الإخوان المسلمين وعملت على كسب ثقتهم بانها غيرت نظم التعليم تمهيداً لنشر الوهابية بمصر لذا تم إنشاء جامعة الأزهر وإذاعة القرآن الكريم كذلك اسست جمعية الهداية الإسلامية التى لعبت دورا كبيرا في التغرير بالفتيات القبطيات لكي يتحولن إلى الإسلام ولكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر وساءت العلاقة بين عبد الناصر والإخوان الإرهابية بعد حادثة محاولة إغتياله بالمنشية مما ادى الى سجن البعض من قياداتها .
هذا ولم يعى سلفه المؤمن انور السادات درس من يضع يده فى ايادى الإرهابية فتعاون معهم بعد ان افرج عن جماعات الاخوان المسلمين والتكفير والهجرة فى سبيل نشر الإسلام السياسى لتحقيق ما وعد به السلطات السعودية كى ما يجعل من مصر دولة دينية لذا رفع الراية البيضاء للتيارات الدينية الأصولية الداعشية ذو الافكار الوهابية منذ توليه الرئاسة وتعاون معهم لضرب كل من التياران الناصري واليساري المسيطران على مفاصل البلاد وسخر لهم كافة إمكانيات الدولة وخاصة القضاء والداخلية للتخطيط والتستر على جرائم السطو المسلح التى قامت بها هذه الجماعات الإرهابية لاقباط مصر لتدبير الدعم المالى لباقى جرائمهم .
اضافة الى هذا اصدر السادات مجموعة من القرارات االوهابية التى عملت على زيادة إضطهاد المسيحيين املاً لتغيير ديانتهم كأضافة عبارة “والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع” إلى المادة الثانية من دستور سنة 1971 مما أدى الى زيادة الفتن الطائفية الذى اشعلها بنفسه نتيجة موقفه المتشدد في عملية بناء وترميم الكنائس وتطبيق الشروط العشرة والخط الهمايوني التى أدت الى أحداث حرق كنيسة الخانكة في 8 سبتمبر 1972 ثم عدلت فيما بعد عام 1980 لتكون “الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع” مكافئة منه للارهابيين للقيام بالمزيد منها والاشد عنفاً كما فى احداث الزاوية الحمراء 1981 التى كان سعيداً بها نظراً لغضب مسيحى مصر على انه رئيساً مسلم لدولة إسلامية كما قال عن نفسه ولكن لن يفرح كثيراً بعدها حيث قتل مخرماً وسط اولاده على يد الإرهابيين انفسهم بعد ان قام بكل غباء بعزل قداسة البابا شنودة وحدد إقامته بدير الأنبا بيشوى فى سبتمبر 1981 .
وهكذا صار مبارك فى نفس اتجاه السادات فقد استعان بالمتاسلمين وإستخدامهم كفزاعة للمعارضيين من جانب وإرهاب المسيحيين من جانب أخر كى ما يحد من طلباتهم فزادات العمليات الإرهابية ضدهم بالإضافة الى انه سخر كل من الصحافة والإعلام لمهاجمة وإزدراء الدين المسيحى وتلفيق التهم للمسيحيين والهجوم على كنائسهم بالبنادق الالية والسلاح الابيض وتفجيرها هذا بالإضافة الى الغلق المتعمد للكنائس من السلطات المصرية بحجة التراخيص كل هذا أدى الى تصاعد وتيرة الغضب لدى الاقباط وجميع المصريين نظراً للاحوال المعيشية الصعبة التى مروا بها مع إزدياد توغل تيارات الإسلام لسياسى مما جعل المناخ العام مؤهل بالقيام بثورة ضد النظام مصر حيث استغلت قوى الشر الخارجية الموقف وتآمرت مع التيارات الإسلامية الداخلية بهدف تقسيم مصر بمعاونة المجلس العسكرى السابق لخيانة اهداف الثورة بتسليمها للإخوان المسلمين بعد ان سمح بدخول عصابتهم الإرهابية وعملائهم بالمنطقة بصور شريعة وغبى شريعة لتهريب قياداتهم بالسجون المصرية واعطى لهم الضوء الاخضر لإنشاء الاحزاب الدينية والإعتراف بها كى يعملوا على تنفيذ المبادى الوهابية التى بدأت بعد الثورة مباشراً تمهيداً لتكملة خطة تقسيم الشرق الاوسط .
هذا ولم يسلم المصريين جميعاً من بطش حكم الإرهابية وشركائهم السلفيين وخاصة أقباط مصر بعد ان خرجوا من تحت عبائة وسيطرة قيادات الكنيسة والذين تعرضوا للعديد من الإضطهادات الداعشية الممنهجة منها الإعتداءات والتهجير القسرى من اماكنهم وفرض الجزية عليهم وتلفيق التهم للشباب وخطف البنات والسيدات وارغامهم على تغيير ديانتهم بالتعاون مع كل من امن الداخلية والازهر والقضاء لإستخراج كافة اوراق إشهار إسلامهم , إضافة الى حرق العديد من الكنائس وإلصاق التهمة للتيار الكهربى وغلق العديد من الكنائس بحجة إثارة مشاعر الوهابيين , والهجوم المتعمد وإطلاق النار على المصلين واكثر من كنيسة كان آخرها ولاول مرة فى تاريخ مصر الحديث الإعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية من قبل رجال الدخلية بإشراف الزعيم البطل محمد ابراهيم وزير الداخلية الحالى كذلك حرق الإنجيل على يد السلفى الداعشى ابو إسلام امام شاشات التليفزيون والذى مازال حراً طليقاً بسبب القضاء الوهابى المصرى .
وفى ثورة يونية الاخيرة والتى قام بها الشعب المصرى لإزاحة عصابة الإرهابية من الحكم شارك فيها المسيحيين بكل قوة حيث كانوا عامل رئيسى لنجاح الثورة بشهادة الجميع فكانت مكافئتهم هى حرق اكثر من ١٠٠ مبنى بين كنيسة ومؤسسات كنسية مما جعل السيد عبد الفتاح السيسى يصرح بان القوات المسلحة مسئولة على إعادة بناء وترميم الكنائس التى تأثرت حينما كان وزيراً للدفاع ولكن لم يتم تنفيذ ما وعدت به نتيجة الضغط الوهابى نظير ما قدمته السعودية لمصر مساعدات من إعانات سياسية او مادية كما تاثرت أيضا حكومة محلب بالوهابية الدينية التى أخرجت لنا دستور اشترك فى صياغته السلفيين الذين مازالوا يعبثون بامن الوطن بحزبهم الذى مازال متواجدعلى الساحة رغم أنف الحكومة خوفاً من قطع المعونات والمساعدات الوهابية .
هذا ومازال الاقباط يدافعون عن مصر بكل ما يمتلكون سواء داخل مصر وخارجها ويعملون على دعمها مادياً وسياسياً من دافع وطنيتهم وإنتمائهم لمصريتهم للنهوض بها كى تتقدم للافضل لبناء دولة مدنية قوية بعيدة عن قوى الشر الداعشية املاً فى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يعلم تماماً بعدم وجود مسيحى واحد خائن او إرهابى كى ما يعمل على إيقاف الاضطهاد ورفع الظلم الذى تعرض له الاقباط فى العصور السابقة ومساواتهم بجميع المصريين فالدين لله والوطن للجميع ولتحيا مصر حرة لكل المصريين .