الأهرام الجديد الكندى
قبل أيام، أعلنت وسائل إعلام عالمية مقتل «الأرملة البيضاء»، سامنثا لوثويت، برصاص قناص روسي في أوكرانيا، وهو الأمر الذي نفته الاستخبارات الكينية التي أكدت أن «أخطر امرأة في العالم» تعيش في الصومال مع زوجها وأطفالها.
وتبلغ «الأرملة البيضاء» من العمر 30 عاماً، وتشتهر بعدة ألقاب منها ما أطلقته على نفسها وهو «شريفة» بعد اعتناقها الإسلام، أو «دادا مزونجو» باللغة السواحلية أي «الأخت البيضاء»، أو الأهم والأشهر عالمياً «الأرملة البيضاء» وهواللقب الذي حصلت عليه بعد مقتل زوجها الذي نفّذ هجوما انتحاريا بلندن عام 2005.
وحسب المعلومات التي أدلت بها مصادر أمنية في كينيا، فإن «الأرملة البيضاء» تزوجت من رجل صومالي يطلق على نفسه اسم ماركو كوستا، فيما تقول جريدة «ديلي ميل» البريطانية إن كوستا يحمل جواز سفر موزمبيقي مزورا واسمه في الجواز فهمي جمال سالم، ومطلوب للسلطات الكينية منذ ضلوعه في عملية أدت إلى مقتل ضابطي شرطة في العاصمة نيروبي بالعام 2011.
وتمكنت الصحيفة البريطانية من الحصول على صورة «سيلفي» يظهر فيها كل من لوثويت وفهمي جمال سالم وقد التقطاها في منزلهما بالصومال، وهو ما يؤكد أن أياً منهما ليس موجوداً في أوكرانيا ولا يقاتل في صفوف الانفصاليين في شرق أوكرانيا، كما أوردت وكالة أنباء روسية.
وتؤكد الاستخبارات الكينية أن لوثويت وزوجها ليسا أعضاء في أي ميليشيات مسلحة خارج المناطق الموجودة في شرق إفريقيا، فيما يقول مصدر مسؤول في وكالة الاستخبارات الكينية: «نحن نعتقد بأننا تمكنا من تحديد شخصية لوثويت ومكان إقامتها، ونعتقد بأنها ارتبطت في الماضي بشخص يشتبه بأنه جهادي، وتعيش حالياً في زواج مستقر بعد أن أنجبت من سالم طفلين».
وبحسب المعلومات المتوفرة عن «الأرملة البيضاء» فإن زواجها من سالم يعني انخراطها في عائلة ضالعة في العمليات الإرهابية والتطرف، حيث إن شقيق سالم هو القيادي المعروف في تنظيم القاعدة موسى ضهير الذي تزعم وكالات الاستخبارات أنه كان المسؤول عن تجنيد الشباب في صفوف «القاعدة»، قبل أن يلقى مصرعه في عملية إطلاق نار بأحد شوارع مقديشو في العام 2011.
وأصبح ضهير واحداً من أبرز المطلوبين للولايات المتحدة في العالم بعد أن ساد الاعتقاد بضلوعه في عملية تفجير سفارتي واشنطن في كل من نيروبي ودار السلام في العام 1998، في العملية التي نفذها تنظيم القاعدة.
وذكرت قناة «أي تي في» البريطانية أنها كانت تتنقّل بين دول العالم باستخدام جوازات سفر مزورة، دون أن توضح أسباب قدوم «الأرملة البيضاء» إلى أوكرانيا.
وكانت المخابرات الكينية أكدت في أكتوبر العام الماضي تورّط الأرملة البيضاء في الهجوم على المركز التجاري في نيروبي، الذي قتل فيه أكثر من 60 شخصا.
تعد عاشقة لبن لادن حيث كتبت في رثائه قصيدة:
«آه يا شيخ أسامة يا أبي وأخي وحبي لك ليس له مثيل لأي شخص آخر ..
آه يا شيخ أسامة بعد رحليك على المسلمين أن يستفيقوا بعد موتك وعليهم أن يكونوا أقوياء…
اعلم أنك في مكان أفضل ورحمة الله فلتحل عليك..
نحن تركنا لنكمل المسيرة التي بدأتها وبالشهادة سيكتب لنا النصر..
أيها المسلمون.. انصتوا لما كان يقوله حبيبنا بن لادن ولا تتركوا جهوده تذهب هباء».
ويشار إلى أن وكالة الاستخبارات الأمريكية رصدت 5 ملايين دولار أمريكي لمن يساهم في اعتقالها، لا أحد يعرف عنواناً لها، سوى ما تثيره التسريبات، والتكهنات. ولعل أكثرها إثارة، ما ذكرته صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية، مايو 2013، حول فرقة انتحارية من تنظيم القاعدة. تتولى حمايتها «حتى الموت» في غابة بالصومال، يبلغ عددها 15 مقاتلاَ.
ونقلت الصحيفة حينها عن مصدر مطلع أن حراس «الأرملة» هددوا بجز عنق كل شخص يقترب من الغابة، فيما يبدو أن إجراءات أمنية إضافية.
وتحدثت معلومات عن انتقالها إلى صفوف «داعش»، وقيامها بمهام تدريب السيدات على القيام بعمليات انتحارية في سوريا، إضافة إلى تعليم عناصر التنظيم على مهارات استغلال وسائل الإعلام، والمساعدة في انتاج الفيديوهات المُروعة لعمليات ذبح الرهائن الغربيين، استناداً إلى معلومات طياري سلاح الجو البريطاني، الذين انضموا إلى التحالف الدولي لقصف مواقع داعش.
تزوجت شريفة من «جيرمن ليندسي»، الشهير باسم «عبدالله شهيد جمال»، وقررت أن تهب نفسها «إلى الله» – على حد قناعتها-. ونفذ «ليندسي» مع ثلاثة آخرين، أربع هجمات انتحارية، استهدفت قطارات الأنفاق في لندن، 2002.
وراح ضحية الانفجارات 52 قتيلاً، ومئات الجرحى، وكان نصيب «ليندسي» منهم 26 قتيلاً، قبل أن يتحول بدوره إلى أشلاء، تاركاً خلفه «أرملة» حاملاً في الشهر السابع، إضافة إلى طفلة يتيمة.
من جديد، اقترنت «سامنثا» عام 2007 بخبير صناعة القنابل الكيني الأصل «حبيب صالح غني»، لكن هذه المرة، بصفتها الرقم واحد، على لائحة المطلوبين من «الجنس الناعم»، لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، والكينية والصومالية. كما أصدر الانتربول الدولي تعميماً باللون الأحمر، للقبض عليها، أينما وجدت
وتعتقد أجهزة الاستخبارات، في مسؤولية «الأرملة البيضاء» عن التخطيط لخمس عمليات، نفذتها جماعة الشباب الصومالية، خلال تنقلها بين كينيا، والصومال، وتنزانيا، وأهمها تفجير مركز تسوق «ويس غيت» في نيروبي عاصمة كينيا كينيا، والت أدت إلى مقتل 67 شخصاً.
وفي 2009 داهمت المخابرات الكينية منزلاً، في إحدى ضواحي مدينة مومباسا الكينية، لتعثر فيه على جهاز الكمبيوتر الخاص بها، إضافة إلى مذكرات شخصية، وجواز سفر مزور
الوسومأرهاب
شاهد أيضاً
سقوط القمع والاستبداد العربى
بقلم : أكرم عياد أين جمهورية سوريا الآن بعد حكم الطغيان والاستبداد ، أثنا عشر يوما …