الأهرام الجديد الكندى
أكد المهندس عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية والقيادي في التحالف الوطني لدعم الشرعية، أن 28 نوفمبر الجاري سيشهد تحولا نوعيا في هوية الثورة.
وقال عبدالماجد في حوار مع «الشرق» إن هذا التحول ناتجٌ عن حالة القمع والبطش التي يتعامل بها النظام الانقلابي مع المتظاهرين السلميين، في الوقت الذي لم يوفر للمواطنين العاديين أي مقومات للحياة الكريمة، بل ذهب إلى أبعد من ذلك بأن باع مقدرات البلاد من مياه وغاز وأراضٍ، حيث تساهل مع إثيوبيا ولم يعترض على بناء السد وتنازل عن حصة مصر من الغاز الطبيعي في مياه البحر المتوسط لقبرص وأعطى مساحات شاسعة من الأراضي لمستثمرين إماراتيين لاستغلالها، بينما يعيش المواطن المصري في أسوأ حالاته الاقتصادية.
وانتقد عبدالماجد أداء جماعة الإخوان في فترة حكمهم وأيضا بعد الانقلاب العسكري، حيث اعتبر استراتيجيتهم المسالمة طيلة فترة حكمهم هي التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه. وإلى نص الحوار…
◄ بعد مرور أكثر من عام على إسقاط حكم جماعة الإخوان، ما هو تقييمك لأداء السلطة الحالية؟
► الانقلاب يلخصه قول المولى عز وجل “إن الله لا يصلح عمل المفسدين”، وإن شاء الله أمرهم إلى زوال، ولكن هذا الأمر مرتهن بما يقوم به الشارع المصري في رفضه للانقلاب وأيضا التحالف، أما فيما يخص أداء سلطة الانقلاب، فهي سيئة للغاية وتنذر بأننا أمام سلطة تحاول تغيير هوية المجتمع المصري وتغيير عقيدة الجيش، كما تريد أن تعتبر أي عدو خارج حدودنا صديقا لهم مثل إسرائيل، في الوقت الذي تعتبر فيه من هم داخل حدودنا، أي من المصريين أعداء، وهذه الأمور بكل تأكيد ستقضي عليهم عاجلا، وأنا أستدل على ذلك بقول الشاعر:
كناطحِ صخرةٍ يوماً ليوهِنَها فلم يُضرْها وأوْهَى قَرنَه الوعلُ
وكل يوم تتكشف سوءات الانقلاب وتتكشف الحقائق التي كنا نحذر منها منذ أيام الدكتور مرسي، ناهيك أيضا عن أن الانقلاب يسير من فشل إلى فشل، فجميع الملفات سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية فشل فيها فشلا ذريعا وأبسط هذه الأمثلة ملف سد النهضة، والذي استخدم كثيرا للهجوم على الدكتور مرسي، فأول كلمة قالها قائد الانقلاب عن هذا الأمر في مؤتمر كبير (لن أسمح )، فظن الحاضرون في المؤتمر أنه سيقول إنه لن يسمح بالمساس بماء مصر، فقاموا بالتصفيق، لكنه قال لن أسمح أن يكون سد النهضة سببا للوقيعة بيننا وبين إثيوبيا، إذًا هو تخلى عن حق مصر في المياه في مقابل أن ترضى عنه إثيوبيا وتعترف به.
هذا في الجنوب، أما الشمال، فقد تحالف مع القزم المسمى قبرص من أجل مناكفة تركيا، وثمن هذا التحالف أنه مقابل تنازل عن حصة مصر من الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، والتي هي حسب ما قال الخبراء تعادل 700 مليار دولار، أي أننا بصدد نظام يبيع مقدرات البلد وثرواته من أجل الحفاظ على بقائه ومناكفة أعدائه فقط.
◄ وما هو تقييمك لأداء تحالف دعم الشرعية؟
► أولا، أنا لست عضوا في التحالف، أما من ناحية أداء التحالف، فرأيي أن تحالف دعم الشرعية الآن يؤدي دورا لإغاظة الانقلاب فقط، لكنه لا يسعى لإسقاطه بأدوات أخرى، خاصة أن الانقلاب لديه أدوات عنيفة وباطشة والتحالف لا يستطيع التعامل معها، لكن هذا لا يمنع أن التحالف قد أدى دورا جيدا، لكنه الآن لا يستطيع مواجهة الانقلاب.
◄ وما هو المطلوب من التحالف كي يستطيع مواجهة الانقلاب؟
► أقول كمراقب، التحالف استطاع أن يعرّي الانقلاب بعض الشيء واستطاع أن يحافظ على جذور الثورة في الشارع، وكل هذا يحسب له، لكنه لم يستطع أن يجْهِز على الانقلاب، لذا فظني أن الشارع في الأيام القادمة سيخرج عن إطار التحالف، وقد تكون هناك خطوات لا نتوقعها في مصر، هذه الخطوات ربما تكون عنيفة، ردا على عنجهية وغطرسة الانقلاب.
◄ يفهم من كلامك أنك ناقد لأداء التحالف؟
► لست ناقدا للتحالف، ولكن أرى أن التحالف لم يكن على قدر المسؤولية بالنسبة للهجمة التي تتعرض لها المنطقة، فما يحدث في المنطقة هجمة شرسة وتهديد واضح للوجود العربي السني، وهذا أمر أشمل بكثير مما يحدث في مصر، فكان من المفترض أن تكون هناك أدوات للتحالف أشمل بكثير مما هو عليه الآن.
◄ وما هو توقعك للمستقبل في مصر؟
► الحرب لا تواجه إلا بحرب، وهذا توقعي، بغض النظر عمن يقوم بهذا الدور، فأن تكون جيوشٌ وقنابلُ ومدرعاتٌ في مقابل تظاهرات، أعتقد أن هذه المعادلة لن تستمر طويلا.
◄ إذا السلمية التي هي خيار التحالف لن تستمر؟
► بالطبع لن تستمر، ليس لأن التحالف سينقلب عليها، ولكن لأن الناس في الأيام القادمة ستكفر بالتحالف وتكفر أيضا بالسلمية وسيصبح التحالف غير مسيطر وسيعد شيئا من الماضي.
◄ وهل الجماعة الإسلامية من الممكن أن تنسحب من التحالف؟
► لا أظن ذلك؛ لأن السقف الذي وضعته الجماعة الإسلامية لنفسها في الحركة متناغم مع سقف التحالف.
◄ ما أفهمه من كلامك أن اتجاه الجماعة الإسلامة يختلف عن اتجاهك الآن؟
► أنا الآن لا أملك دفة التوجيه في الجماعة، وبالتالي أنا أتكلم عن رأيي.
◄ وما هي أهم خلافات الجماعة الإسلامية مع الرئيس مرسي وجماعة الإخوان أثناء فترة حكمه؟
► الرئيس مرسي عضو في جماعة الإخوان وجماعة الإخوان لديها فلسفة خاصة ومختلفة عنا، وهي أن تحصل على مكاسب وتحافظ على الثورة دون تضحيات، والجماعة الإسلامية كانت تعترض على ذلك وتقول.. أنت الآن تمتلك الشرعية الدستورية والشرعية الثورية، وبالتالي تستطيع الآن وليس بعد الآن أن تبذل وتضحي من أجل الحفاظ على هاتين الشرعيتين، وقد قلنا أيضا لهم لا بد من قوة تحمي هذه الثورة، لكنهم رفضوا أن يناقشوا الأمر، وللأسف الجماعة الإسلامية لم يكن بمقدورها أن تفرض رأيها على مكونات الثورة والإخوان جزء من هذه المكونات وموجودون في السلطة.
◄ قلت إن التحالف والإخوان سيحافظون على سلميتهم ..إذا من سيتجاوز السلمية؟
► الشارع هو الذي سيتجاوز السلمية وسيتجاوز هذه المكونات جميعها.
◄ هناك سؤال مطروح بقوة، لماذا تحالفت الجماعة الإسلامية مع الإخوان، ولماذا لم تتخل عنهم كما تخلى عنهم حزب النور مثلا؟
► الجماعة الإسلامية لم تتحالف مع الإخوان كإخوان، إنما دافعت عن الثورة وعن الدولة وعن التجربة الإسلامية، وكان مقدرا أن تكون جماعة الإخوان الحاكمة في هذا الوقت، ولو كان غير الإخوان أو فصيل آخر يعبر عن هوية الأمة ويريد أن يحافظ على الثورة ومكتساباتها لأيدناه؛ لأننا وقتها كنا في مصر في صراع بين الدولة العميقة المتحالفة مع العلمانية والليبرالية وبين الثورة الوليدة، وأي إنسان عاقل عنده حس وطني لا بد أن يختار التحالف مع الثورة.
◄ لكن ما تقوله أيضا كان ضمن أهداف حزب النور مثلا وهو حزب إسلامي مثلكم ومنبثق عن الدعوة السلفية؟
► حزب النور أنشئ بطريقة مخابراتية وحساباته كلها مخابراتية والجيش والمخابرات في قرارات أنفسهم قالوا إننا سنترك الثورة تمضي في طريقها حتى إذا ما خلعنا مبارك وأسرته نرى من التيار الذي يغلب في الشارع، هل الإسلامي أم غيره فنقدمه ثم نعمل على إفشاله فتكفر الناس بهذه الثورة وتعود إلى أحضاننا مرة أخرى، فنقوم بحركة مضادة لاسترداد الدولة لصالحنا، هذه الخطة التي تم رسمها كان يوضع في مكوناتها حزب له واجهة إسلامية تابع يؤدي دورا مثل حزب النور.
وقد رأينا في البداية أنْ أفسحوا له المجال كي يكون بديلا للإخوان في البرلمان، كي يحصل على الأغلبية، فلما فشل في ذلك أصبحت أجندته أن يسحب البساط وأن يُفشِل أداء الإخوان، وطبعا هذا بأمر المخابرات.
◄ لكن يقال إن الجماعة الإسلامية كانت لديها أيضا علاقات وثيقة بأجهزة الأمن المصري؟
► الجماعة الإسلامية بعد نجاح الثورة المصرية مباشرة أحدثت تغييرا في صفوفها وقامت بتغيير 50 % من قياداتها على الأقل، فيما يشبه ثورة تصحيح.
◄ لكن الجماعة الإسلامية بعد الثورة أيضا تباطأت في أمور كثيرة، فمثلا لم تطالب بمحاكمة الضباط المتورطين في تعذيب أعضائكم داخل السجون، وكان هذا الأمر سهلا بعد الثورة؟
► القضية ليست مطالبة، القضية هي أن تمتلك القوة فتفعل بها، وعرضنا فكرة إنشاء الحرس الثوري، لكن الإخوان رفضوا ذلك.
◄ وكيف كنتم ستنشئون الحرس الثوري؟
► كانت الفكرة أن نقوم بتدريب عناصر اللجان الشعبية التي تشكلت بعد ثورة يناير لكي يحموا هم الثورة، وقد كانت فكرة مشتركة بيننا وبين الإخوان، لكن عندما طرحناها نحن في العلن رفضها الإخوان.
◄ وهل تعتقد أن عدم وجود قوة تحمي الثورة هو الذي تسبب في سقوط حكم الإخوان؟
► نعم؛ لأن الإخوان لم يكونوا على استعداد للتضحية للحفاظ على الثورة والسلطة والدولة، فهم منذ 54 قد اتجهوا نحو المنهج الإصلاحي الهادئ، والذي يبتعد عن الصدام.
◄ وهل تصدُّر الإخوان للمشهد بعد ثورة يناير كان أيضا خطأً جوهريًا لهم؟
► طالما أنهم غير مستعدين للتضحية من أجل الحفاظ على أنفسهم وعلى الثورة، فبالتالي يعد خطأ كبيرا، أما إذا كانوا مستعدين للتضحية من أجل حماية الثورة والبلاد، فهذا عين الصواب، فلو أن أي فصيل غير الإخوان لديه الاستعداد للتضحية ووصل إلى السلطة بعد الثورة، فبكل تأكيد كانت المعادلة ستتغير.
◄ جميع المراقبين يرون أن السيسي شخصية سطحية وليست لديه رؤية، فكيف استطاع خداع الرئيس مرسي وجماعة الإخوان؟
► المسألة أعمق من السيسي، فالمؤامرة التي تمت أكبر بكثير من السيسي، أما مسألة خداع الرئيس، فهي مهنته في المخابرات، أن يخدع الناس، لكن أؤكد لك أن المخطط الذي حدث ليس من تخطط السيسي، فلو كانت دولة واحدة لها ثقل في العالم رفضت الانقلاب لما حدث، لكن الكل كان موافقا ومتفقا، وأمريكا هي التي طلبت من عمل الانقلاب.
◄ لكن يقال إن أمريكا لم تؤيد الانقلاب ولم ترفضه أيضا؟
► هذا غير صحيح، فأمريكا هي التي خططت للانقلاب ونحن سمعنا جميعا ما قالته السفيرة الأمريكية في مصر لقادة جبهة الإنقاذ قبل الانقلاب، إنكم إذا استطعتم أن تحشدوا 200 ألف في الشارع وصمدتم 3 أيام، فنظام الإخوان سيسقط، وهذا يعني أنه توجيه مباشر من قبل أمريكا لجبهة الإنقاذ.
◄ لكن يقال إن الإدارة الأمريكية ليست كلها متفقة على الانقلاب؟
► ربما يكون هذا صحيحا، لكن الاختلاف ليس على الانقلاب، إنما على طريقة إخراج الانقلاب.
◄ ما هي أهم ملاحظتكم على أداء الرئيس مرسي؟
► إنه حاول أن يكون رئيسا للدولة بدلاً من زعيما للثورة.
◄ القيادي في الجماعة الاسلامية صفوت عبدالغني صرح قبل اعتقاله بوقت قليل للجزيرة، إنه يجهز لنوع من المبادرة وكانت مطروحة وقتئذ مبادرة النائب محمد العمدة … فما رأيكم؟
► ملخص موقف الجماعة الإسلامية أن هذه الأطراف سوف تنهك في نهاية المطاف وستضطر للوصل إلى حل وسط، وبالتالي الأفضل لهم أن يجلسوا قبل فوات الأوان، وهذا الأمر لا يعد مبادرة؛ لأن الجماعة تعلم أن المبادرة تحرق من يطلقها، وخاصة في هذا التوقيت، لكنه توقع واستنتاج، أما أنا شخصيا بعيدا عن موقف الجماعة لا أتوقع ذلك.
◄ وماذا تتوقع أنت؟
► العسكر يريدونها حربا كي يستطيعوا أن يحكموا، وهم يعتقدون أنهم لو قبلوا بأي تفاوض فسيعد هزيمة بالنسبة لهم، فالجيش سيدير البلاد في المرحلة المقبلة، وبالتالي أراد أن يستعدي الفصيل الأكبر في الشارع، وهو التيار الإسلامي؛ كي يستطيع أن يستمر في الحكم.
◄ لكن الشعب المصري يرى أن مؤسسة الجيش هي المؤسسة الوحيدة المنضبطه، وبالتالي هي الأولى بحكم مصر؟
► هذا غير صحيح، فالجيش الآن تغيرت عقيدته بشكل كبير، وقد سبق أن حذرت من هذا الأمر قبل الانقلاب وقلت إن الجيش قادم لتغيير هوية مصر وتغليب الأقلية النصرانية على الأكثرية، بمعنى أنه سيجعل في الأيام القادمة النصارى يحكمون مصر، وإذا كنت تعتبر هذا الأمر مستحيلا، فانظر للحوثيين في اليمن، فلولا تضامن قيادات الجيش اليمني مع الحوثيين لما استطاعوا أن يدخلوا إلى صنعاء.
وأنت ترى الوضع الحالي في مصر يجعل المسلم الملتزم خائفا على دينه من ملاحقة الجيش أو الشرطة له، في الوقت الذي لا يتمكن فيه من ممارسة ما يريد، وبالتالي لو استمر الأمر على ما هو عليه، فإن النصارى هم من سيحكمون مصر.
◄ نأتي إلى الوضع في سيناء، هل سيناء تؤوي تنظيمات إسلامية جهادية؟
► سيناء مثلها مثل أي تراب مصري، لكن السلطة أرادت أن تستعدي أهل سيناء كي ترضي أطرافا أخرى، على رأسهم إسرائيل، ولكي تضمن البقاء في السلطة، فلو فعلا هذا النظام يقاتل إرهابيين في سيناء، لما منع دخول الهواتف التي بها كاميرات للمناطق التي يهجرها، وهذا يدل على أنه لا يريد أن تظهر الحقيقة للناس، وأن تظهر عملية الإبادة الجماعية لأهالي سيناء.
◄ هل تعتقد أن سيناء ستكون نقطة انطلاق لثورة إسلامية مسلحة؟
► ليست سيناء فقط، فأنا أرى أن المنطقة كلها في اتجاه لهذه الثورة.
◄ ولماذا تقوم هذه الثورات، وهل ستكون داعش هي النموذج؟
► كثرة البغي والظلم من الأنظمة وكذلك جور إسرائيل وتجبرها وأفعال أمريكا ستخلق دواعش كثيرة في المنطقة، ربما تختلف عن داعش الأصلية.
◄ لو افترضنا أن هناك عقلاء في هذا النظام طلبوا منكم كجماعة إسلامية طرح مبادرة، ما هي أهم بنود تلك المبادرة؟
► لا أطرح أي مبادرات أو تفاهمات مع العسكر، ولا أريد أن ألوّث تاريخي بهذه الأمور، الذي أريده أن يستيقظ الشعب المصري وأن يضحي من أجل أن يجبر العسكر على العودة إلى ثكناتهم.
◄ إذا أنت ترى أن الدفة بيد الشعب وليست بيد أي كيان آخر؟
► نعم، فالشعب هو القادر على تصحيح المسار، وهو القادر على أن يعاقب المعتدي بالقوة التي اعتدى بها عليه.
شاهد أيضاً
يستعد الأباء لاستلام أموال إعانة الطفل الكندية
الأهرام الكندية .. تورنتو من المرتقب أن يحصل الآباء، ممن يؤهلون للحصول على مدفوعات إعانة الطفل …