الإثنين , ديسمبر 23 2024

تقرير يكشف سيطرة أيران على العراق فيما بعد داعش .

الشيعة الأهرام الجديد الكندى حرب على تنظيم الدولة الإسلامية تتمثل في أن من يقود جهود حسم تلك الحرب من الجانب العراقي، ليس سوى إيران التي لا توجد لديهم أوهام بأنّها تستغل الوضع لتقوية أذرع احتلالها للعراق في استعادة لتجربة ما بعد سنة 2003 حين جعلت من الغزو الأميركي مدخلا لتوطيد نفوذها. يقف العراقيون على مفارقة صادمة تنطوي عليها الحرب على تنظيم داعش تثير قلقهم البالغ على مصير بلدهم في مرحلة ما بعد حسم الحرب والقضاء على التنظيم. وتتلّخص تلك المفارقة في أنّ من يساهم بقسط كبير في صنع النصر المرجوّ على تنظيم الدولة الإسلامية، ليس سوى إيران ذات السوابق في تجيير ما يجري في العراق من أحداث لمصلحتها. ويتابع العراقيون بحيرة تنامي الدور الإيراني في الحرب على داعش ببلادهم سواء عبر الميليشيات الموالية لها، أو عن طريق ما بات يعرف بقوّات الحشد الشعبي المكوّنة أساسا من متطوعين شيعة، أو حتى بقيادة عمليات الجيش العراقي “من وراء الستار” عن طريق الجنرال قاسم سليماني الذي لم يتأخر في الظهور إلى العلن مشاركا في العمليات الميدانية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وحسب مراقبين فإنّ ثلاثا من أقوى الميليشيات، تعتبر أبرز عناوين التدخل الحالي والاحتلال المستقبلي للعراق. قيس الخزعلي انشق من جيش المهدي وأنشأ كتيبة خاصه به أطلق عليها “عصائب أهل الحق”. من أشد قادة الجماعات المسلحة ترهيبا في العراق وأحد أهم ممثلي إيران في العراق. ويستدل على نفوذ الخزعلي بأنه أوقف الهجمات ضد الأميركيين بمكالمة هاتفية واحدة من داخل سجنه. واحد من آلاف المقاتلين الذين تدفقوا على شمال العراق لمحاربة داعش. ويستند قادة تلك الميليشيات غالبا إلى رصيد سابق ثري في موالاة إيران والقتال تحت رايتها. ويحضر من بين هؤلاء قيس الخزعلي الذي برز اسمه من جديد كواحد من آلاف المقاتلين الذين تدفقوا على شمال العراق لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية خلال الصيف الماضي. وكان الخزعلي يرتدي زيّا أخضر مموّها مثل باقي المقاتلين. لكنه كان يضع مسدّسا في حزام يتدلّى من على كتفه ويرتدي نظارات شمسية ويرافقه حرّاس شخصيّون مسلّحون. وعند ابتعاده عن ساحة القتال يرتدي الخزعلي، العراقي صاحب الأربعين عاما، عباءة ويضع على رأسه عمامة بيضاء لا يرتديها إلا رجال الدين. والخزعلي هو قائد جماعة مسلحة تطلق على نفسها اسم “عصائب أهل الحق” تدعمها إيران. وبفضل موقعه هذا فهو واحد من أشد قادة الجماعات المسلحة ترهيبا في العراق وأحد أهم ممثلي إيران في البلاد. وتعد جماعته أحد ثلاثة جيوش شيعية صغيرة في العراق تدعمها إيران، وقد أصبحت تلك الجيوش أقوى قوة عسكرية في العراق منذ انهيار الجيش الوطني في يونيو الماضي. إلى جانب “عصائب أهل الحق” توجد “منظمة بدر” التي تشكلت في الثمانينات خلال الحرب الإيرانية العراقية، وكذلك “فيلق حزب الله” الأحدث والأكثر تكتما. وقد لعبت الجماعات الثلاث أدوارا مهمة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وتعد الجماعات المسلّحة وقادتها عناصر أساسية لنفوذ إيران داخل العراق. ويقول مسؤولون عراقيون حاليون وسابقون إن إيران بنت نفوذها في السنوات العشر الأخيرة من خلال تقديم الدعم السياسي للحكومة العراقية والسلاح والمستشارين للجماعات المسلحة وبقايا الجيش العراقي. وكان ذلك جليا الصيف الماضي عندما هاجم مقاتلون من الجماعات الثلاث تنظيم الدولة الإسلامية. وقال أبو عبدالله، أحد القادة المحليين لكتائب حزب الله، إن الكتائب نقلت 50 من أفضل مقاتليها إلى بلدة امرلي بطائرات هليكوبتر خلال حصار التنظيم للمدينة. منظمة بدر * أقدم الميليشيات الشيعية في العراق * يتزعمها هادي العامري الذي سبق أن حارب إلى جانب إيران ضد العراق * مشهورة بتنفيذها اغتيالات على الهوية * اتهمتها هيومن رايتس ووتش مؤخرا بإعدام مساجين من السنّة * ظهر العامري مؤخرا في ميدان الحرب على داعش مرتديا زي الحرس الثوري الإيراني وأقام المقاتلون غرفة عمليات للتنسيق مع الجيش العراقي والجماعات المسلّحة الأخرى ومستشارين من قوة القدس، وهي فرع من قوات الحرس الثوري الإيراني تتولى عمليات خارج إيران وتشرف على الجماعات المسلحة العراقية التي تدعمها طهران. وخلال قتال ضار استمر أياما في أغسطس الماضي، وبمساعدة غارات القصف الجوي الأميركية نجحت هذه القوات في طرد مقاتلي الدولة الإسلامية، فيما يعدّ مثالا نادرا على اشتراك إيران والولايات المتحدة في قتال عدو مشترك. ويتناقض الدور الإيراني البارز تناقضا صارخا مع دور واشنطن. وتستعد كل من إيران والولايات المتحدة لمعركة طويلة مع الدولة الإسلامية. لكن مسؤولين عراقيين يقولون إن الجانبين لهما وجهات نظر متباينة تباينا شديدا بشأن العراق. وقال سامي العسكري، النائب السابق في البرلمان العراقي، والذي كان في فترة من الفترات مستشارا لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي “الموقف الأميركي هو ترك العراق للعراقيين. أما الإيرانيون فلا يقولون اتركوا العراق للعراقيين بل يقولون اتركوا العراق لنا”. ويقول المسؤولون العراقيون إن الخطر يكمن في أنّ نفوذ إيران المتأصل سيعمل على استمرار الصراع الطائفي في العراق. ويشكو كثير من السنّة في العراق من أن المالكي، الذي كان رئيسا للوزراء حتى اضطر للتراجع عن تشبثه بالمنصب في أغسطس الماضي، مدين بمنصبه لإيران وأنه منع السنّة من الحصول على سلطات سياسية أكبر. وقال رئيس الوزراء السابق إياد علاوي، الذي ترك المنصب عام 2005 متحدثا لرويترز، إن “إيران تتدخل في العراق. القوات الأجنبية ليست موضع ترحيب هنا. والجماعات المسلحة التي تسيطر عليها قوى أجنبية ليست موضع ترحيب أيضا”. ومن المؤكد أن الجماعات المسلحة الشيعية تغذي العنف الطائفي. ففي الشهور القليلة الماضية ثأرت هذه الجماعات من السنّة الذين تعتقد أنهم متعاطفون مع الدولة الإسلامية وأحرقت بيوتهم وهددت بمنع السنّة من العودة إلى مدنهم. وتقول أسر سنّية إن مقاتلين من الشيعة خطفوا أو قتلوا مدنيين. وقال العسكري، المستشار السابق للمالكي، إن الجماعات المسلحة تمثل مشكلة “فماذا تقول بعد انتهاء الدولة الإسلامية؟ شكرا جزيلا وعودوا إلى بيوتكم؟”. لبنان بداية التجربة الجهة الرئيسية التي تموّل الجماعات المسلحة الشيعية وتسلحها وتدربها هي قوة القدس. والنموذج الذي تتبعه هو حزب الله اللبناني. وقد أسست طهران حزب الله في أوائل الثمانينات وهو يعمل كقوة عسكرية وحزب سياسي، ونما نفوذه ليصبح من أهم القوى في لبنان. ومثل حزب الله فإن الجماعات المسلحة الشيعية الثلاث الكبرى في العراق لها أجنحة سياسية وقادة يتمتعون بجاذبية جماهيرية. ويتولى التنسيق بين الثلاث قاسم سليماني، قائد قوة القدس، الذي اكتسب شهرة كواحد من أشرس القادة العسكريين في المنطقة. وبعد انهيار الجيش العراقي في يونيو زار سليماني العراق عدة مرات للمساعدة على تنظيم هجوم مضاد. وقال سياسي عراقي رفيع إن سليماني جلب أسلحة وأجهزة تعقب إلكتروني وطائرات دون طيار. كتائب حزب الله * أكثر الميليشيات الشيعية في العراق سرية وتكتما * مدرجة من وزارة الخزانة الأميركية ضمن المنظمات الإرهابية * يقودها رجل معروف باسمه الحركي أبومهدي المهندس * يعتبر المهندس أكثر ممثلي إيران العسكريين نفوذا في العراق * بدأ العمل مع الحرس الثوري الإيراني منذ العام 1983 في ذات السياق، قال مسؤول عراقي رفيع إن “سليماني قائد عمليات؛ فهو ليس رجلا يعمل في مكتب، بل يتوجه إلى الجبهة لتفقد القوات ويشهد القتال. والزعيم الأعلى هو مرجعه الوحيد. وعندما يحتاج لأموال والذخيرة وأي معدات أو مواد يحصل عليها”. ويؤكّد مسؤولون عراقيون أن سليماني يعرف قادة الجماعات العراقية المسلحة الثلاث الكبرى معرفة شخصية. وقد ظهر في صورة نشرت على صفحة بموقع فيسبوك في أغسطس الماضي وهو يرتدي قميصا زيتوني اللون وسروالا باللون “الكاكي” واقفا إلى جوار الخزعلي الذي كان يرتدي عباءة رجال الدين. وكما ظهر في صورة على فيسبوك وتويتر الشهر الماضي في عناق حار مع قائد منظمة بدر بعدما تردد عن تحقيق انتصار على تنظيم داعش. وفي مقابلة مع التلفزيون الإيراني، خلال سبتمبر الماضي، قال الجنرال أمير علي حاجي زادة، أحد كبار قادة الحرس الثوري، إن سليماني وقوة مؤلفة من 70 رجلا فقط حالت دون اجتياح الدولة الإسلامية لمدينة أربيل. وأضاف “لو لم تقدم إيران العون لكانت الدولة الإسلامية قد استولت على كردستان”. وقال المسؤول العراقي الكبير إن الطريقة التي تعمل بها إيران وسليماني “تتناقض تناقضا كاملا مع عمل مخابرات دول عربية تقدم المال فقط دون أن يكون لها وجود على الأرض. فسليماني يحدد الهدف ويكون لديه من السلطات ما يتيح له السعي وراءه”. اختبار عملي في سوريا شحذ مقاتلون من الجماعات المسلحة الثلاث مهاراتهم القتالية في سوريا في السنوات الأخيرة. ففي أواخر عام 2011 ومع تنامي الصراع في سوريا تدخلت إيران للدفاع عن الرئيس السوري بشار الأسد الذي ينتمي للطائفة العلوية. وتدفّق المقاتلون الشيعة من العراق على سوريا. وتشيد اللوحات الإعلانية والملصقات في بغداد بمن تسميهم “الشهداء العراقيين” في الصراع السوري. من بين هؤولاء المقاتلين القناص العراقي علي الطليباوي الذي عاد من التدريب في ساحات القتال في سوريا، وأرسله قائده في مهمة تستمر شهورا لقنص مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من على أبراج أكبر مصفاة للنفط في العراق. ويقول الطليباوي إنه واحد من بين 150 عضوا في ميليشيا شيعية محاصرون إلى جانب القوات الحكومية ومسؤولي الأمن في مجمع بيجي النفطي العراقي بعد أن حاصره المقاتلون المتشددون أثناء اجتياحهم شمال العراق في يونيو الماضي. وقال الطليباوي، وهو أحد أفراد جماعة عصائب أهل الحق، لرويترز في اتصال هاتفي من داخل مصفاة بيجي، “لقد أمرني قائد مجموعتي بتهيئة نفسي للقيام بمهمة طويلة وحساسة”. وأضاف “سألته أن كانت المهمة في سوريا فقال لي لا هذه المرة المهمة ستكون في مصفاة بيجي.” ومن أبرز النقاط التي تلاقت فيها جهود الجماعات المسلحة الثلاث في الشهور الأخيرة بالعراق مدينة امرلي، التي يسكنها نحو 15 ألف شيعي، وحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية لمدّة شهرين. فأغلب سكانها من التركمان وليسوا من العرب لكن هذا لم يغير من الصراع شيئا بالنسبة إلى الشيعة. فقد كتب على الجدران خارج المدينة في أغسطس الماضي “امرلي هي كربلاء العصر”. وقال أبو عبدالله، قائد الكتائب، إن إيران ساعدت في تدريب مقاتلي الكتائب على استخدام بنادق الكلاشنيكوف والمدافع الرشاشة الثقيلة ومدافع المورتر والصواريخ والعبوات الناسفة. كما استخدم مقاتلو الكتائب طائرة دون طيار مزودة بكاميرا لجمع معلومات عن مواقع مقاتلي تنظيم داعش. والتقى مراسل لوكالة رويترز برجلين يتحدثان باللغة الفارسية رافقا مقاتلي “عصائب أهل الحق” أثناء المعركة. وقال ثالث إنه جاء من إيران لتدريب الشرطة. وعندما بدأت المعركة في أواخر أغسطس الماضي شاركت الجماعات المسلحة العراقية المقاتلين الأكراد في مهاجمة مواقع الدولة الإسلامية بينما كانت الطائرات الأميركية تقصف أهدافا في أنحاء المدينة. وتأكدت أهمية المعركة لإيران عندما ظهرت على الإنترنت صور ولقطات فيديو قيل إن سليماني قائد الحرس الثوري ظهر فيها في المدينة. وفي أوائل سبتمبر الماضي حاربت مجموعة من مقاتلي الجماعات المسلحة الشيعية وقوات البيشمركة الكردية لحماية قرية صغيرة قرب امرلي تسمى “ينكجة” من مقاتلي الدولة الإسلامية. وبعد اشتباكات استمرت ثماني ساعات تقريبا دفع الشيعة والأكراد المغيرين للتراجع. وفي صباح اليوم التالي راح الشيعة والبيشمركة يفتشون البيوت بيتا بيتا للتأكد من خروج كل مقاتلي التنظيم. وصادفوا مقاتلا من داعش يختبئ تحت بطانية. وعند الظهر كانت جثة المقاتل المحترقة والمشوهة تقبع في الشمس. وشاهد فريق من رويترز أحد المقاتلين الشيعة يفصل الرأس عن الجسد بسكين كبير بينما كان بقية المقاتلين يصورون ما يحدث بهواتفهم. ورفع رأس القتيل على سكين بينما صاح مقاتل شيعي “هذا انتقام لشهدائنا”.

شاهد أيضاً

سقوط القمع والاستبداد العربى

بقلم : أكرم عياد أين جمهورية سوريا الآن بعد حكم الطغيان والاستبداد ، أثنا عشر يوما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.