وكأن مصر منذ فجر التاريخ قد كتب عليها أن تكون مطمعا للطامحين للإنقضاض والسيطرة عليها .
ومع كل تلك الويلات التى توالت على هذ الشعب العظيم .إلا انه لم يهرب ولم يفر أمام كل تلك الاحداث من الهكسوس حتى أخر حرب خاضها فى 73 .
لم نسمع عن هذا الشعب انه فى يوما ما فر من الميدان .لم نسمع يوما عن هذا الشعب انه ترك الأرض والعرض لم يكن شعب مصر فى يوما ما جبان.
واليوم مصر تعيش تلك الأيام ولكن هيهات مابين الماضى والحاضر .
فالماضى يوم أن أباد الشعب إنزال قوات العدوان يوم أن كان الشعب أمام كل غاصب يزمجر كالبركان.
يوم ان خرج الشعب فى ثورة القاهرة الاولى والثانية يوم أن خرج وراء عمر مكرم وسعد زغلول يوم أن سمعوا صرخة أحمد عرابى أننا ولدنا أحرارا كان هذا هو الشعب.
أما الحاضر الذى نعيشه اليوم فيختلف كل الإختلاف عما كان فى الماضى .
فقد خرج الشعب فى ثورتين متتاليتين الاولى ضد الظلم والفساد والثانية ضدد العهر والتقسيم والإستبداد.
حتى ما إن إنتهينا وبدأنا فى البناء .خرج علينا من أراد لهذا الشعب أن يمحوا حريته وهويته وأراد لبنى وطنه الذل والإستعباد.وتناسى إن أبناء هذا الشعب فى لحظات الكرب وف عتمة ظلام الليل يخرجون أسودا أشداء.
فى لحظة نزول يدعون إليها هؤلاء الخونة الأفاقين هؤلاء الذقون المتلونين لن يجدوا إلا هذا الشعب أمامهم لتكون مصر فعلا مقبرة لكل خائن لكل أفاق لكل من أراد لها ان تسقط من أبناء وطنها .
لم نشهد لكى يامصر على مر عصورك كم تلك الخيانة التى تريد بك السوء.
لم نشهد لكى يامصر كم التامر الذى يقع على كاهلك من الداخل والخارج .
وكأن الوطن بالنسبة لهم أصبح سلعة تباع لمن يدفع أكثر.او تخيلوا أن مصر هى أرض بور إنتزع من قلب شعبها النخوة والرجولة .
هى لحظة إنزال سيترددون أمامها كثيرا لأن زمجرة الشعب صداها يصل إلى مسامعهم من الأن .
فيا من تتدعون أن مصر بلا حرية..؟ فيا من تتدعون أن مصر بلا هوية..؟
إنظروا الى عظامك وشحومكم المتراكمة على أجسادكم مين أين أتت.
يامن أستحللتم عرضها وكفرتم إسلامها فلا مناص اليوم من أن تكفروا عن ذنوبكم وتستغفرون ربكم فلا ملجأ اليوم لكم من شعبكم.
وتذكروا أن مصر للمصريين الشرفاء وستظل للمصريين أبدا الدهر .
لأن مصر بكل بساطة وطن يعيش فينا.