الأهرام الجديد الكندى
تعرضت قطع بحرية تابعة للجيش المصري أمس الأربعاء، إلى هجوم مباغت، حيث أطلقت قوارب مجهولة النار على قارب حربي تابع للقوات البحرية أمام مدينة دمياط، أسفر عن مقتل 20 جنديا مصريا وعدد غير محدد من المهاجمين، وفقا لتقارير صحفية محلية.
وقالت مصادر أمنية إن عناصر القوات المسلحة المسؤولة عن تأمين سواحل البحر المتوسط بمحافظة بورسعيد نجحت في إحباط “مخطط كبير” لتسلل عناصر إرهابية يرجح انتماؤها لتنظيم “داعش” على متن ثلاثة قوارب، وأنه تم إلقاء القبض على جميع العناصر المتسللة وما بحوزتهم من أسلحة.
وأصدرت القوات المسلحة بيانا مقتضبا قالت فيه إنه أثناء تنفيذ وحدة مرور من القوات البحرية، نشاطا قتاليا في عرض البحر المتوسط، على بعد 40 ميلا بحريا شمال ميناء دمياط، أطلق عدد من “البلنصات” (القوراب) النيران من عدة اتجاهات مختلفة على لنش حربي.
وأكد بيان القوات المسلحة، أنه تم الدفع بعناصر مقاتلة ومتخصصة من القوات البحرية والجوية لمعاونة اللنش، مشيرا إلى أنه نتيجة لتبادل إطلاق النيران نشبت النيران باللنش، وتم تدمير البلنصات المهاجمة، وألقي القبض على 20 فردا من المشتركين في الهجوم.
ولم يشر البيان الرسمي إلى حجم الخسائر البشرية في جانب القوات المصرية، مكتفيا بالقول إنه جارٍ الآن القيام بعمليات الإنقاذ والإخلاء.
عناصر أجنبية ضمن المهاجمين
ونقلت وسائل إعلام مقربة من الأجهزة الأمنية عن مصادر عسكرية قولها إن سبعة ضباط و13 مجندا من القوات البحرية قتلوا في “هجوم إرهابي” على قارب حربي بمياه البحر المتوسط ما بين محافظتي بورسعيد ودمياط، وأنه تم قتل العديد من منفذي العملية بعد تدمير القوارب التي كانت تقلهم، وإلقاء القبض على نحو 20 منهم.
وقالت صحيفة المصري اليوم إن العناصر التي هاجمت القارب المصري كان من بينهم عناصر أجنبية يتحدثون لهجة بدوية قريبة من لهجة إحدى الدول المجاورة، مشيرة إلى أن المهاجمين حاولوا اختطاف طاقم القطعة البحرية “الذين استبسلوا في مواجهتهم وتعرضوا للإصابة”.
وأكدت الصحيفة أن قطعا بحرية وطائرات مروحية تدخلت في المعركة وتعاملت مع المهاجمين وأغرقت القوارب الثلاث، وألقت القبض على 20 شخصا، يرجح أن يكونوا منتمين لتنظيم داعش”.
وأوضح مصدر عسكري أنه تجري الآن تحقيقات مكثفة للتأكد من قيام دولة أجنبية بتقديم الدعم اللوجيستي للمهاجمين أم لا.
وفي الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري قتل اثنان من الصيادين وأصيب اثنان آخران بعد تعرض قارب صيد لإطلاق نار من أسلحة آلية قرب ميناء بورسعيد المطلع على المدخل الشمالي لقناة السويس.
وتكتمت الأجهزة الأمنية على تفاصيل هذا الحادث، واكتفت بالتصريح أنها تجري تحقيقات موسعة لكشف ملابساته وتحديد الجهة التي تقف وراء هذا الهجوم.
ولاحقا، أصدرت مديرية أمن بورسعيد بيانا أكدت فيه أن إطلاق النار وقع داخل بحيرة البردويل، وليس بميناء المدينة وأن المهاجمين هربوا إلى الميناء بعد ذلك، دون أن توضح أي تفاصيل أخرى للحادث.
وقال مصدر عسكري إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع صدقي صبحي وقيادات الجيش يتابعون الموقف بشكل دائم لبحث تداعياته وكشف أسبابه وتعقب الجناة.
تطور نوعي
وقال خبراء أمنيون وعسكريون إن هذه العملية تعد تطورا نوعيا خطيرا يضاف إلى سلسلة الهجمات التي تستهدف قوات الجيش والشرطة المصرية منذ الانقلاب العسكري في تموز/ يوليو 2013، حيث تعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على القوات المصرية في عرض البحر.
وقال اللواء “هاني زاهر” خبير مكافحة الإرهاب إن إطلاق النار على القوات البحرية بمثابة الكارثة، مضيفا أن العناصر الإرهابية نقلت معركتها مع الجيش والشرطة من البر إلى البحر لتشتيت قوات الأمن.
واتهم زاهر – في تصريحات صحفية – دولا معادية لمصر – لم يسمها – بتمويل مجموعات إرهابية لإشاعة الفوضى في البلاد، مشددا على ضرورة تعديل الخطط الأمنية لتواكب هذا التطور الخطير في الهجمات الإرهابية.
من جانبه، دعا اللواء سامح سيف اليزل – ضابط المخابرات السابق – إلى انتظار نتيجة التحقيقات التي تجريها القوات المسلحة بشأن الواقعة لمعرفة ملابساتها، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان عن التفاصيل الحقيقية ومن وراء هذا الهجوم.
وأوضح سيف اليزل – في مداخلة مع التلفزيون الرسمي – أنه لا يمكن الجزم إذا ما كان المهاجمون إرهابيين أو مهربين، مشددا على أنه من المبكر الحديث عن نوعية تسليح المهاجمين قبل انتهاء التحقيقات.
وقال اللواء “يسري قنديل”، رئيس جهاز المخابرات البحرية السابق، إن هجوم الأربعاء نقل الإرهاب من البر إلى البحر، موضحا أن السفن المصرية وسفن أجنبية مصرح لها بالصيد في هذه المنطقة.
عربي 21