بقلم ,, السيد الفضالي
مفهوم القضاء والقدر : في بداية حكم الدوله الأمويه تم تعريف القضاء والقدر تعريف سياسي بحت كلأتي .. القضاء : هو علم الله الأزلي .. والقدر : هو تنفيذ علم الله الأزلي على أرض الواقع .. وكأن الله قضا ان بني أميه ستحكم والقدر هو تنفيذ قضاء الله بحكم بني أميه على أرض الواقع وهنا يكون الخروج على الحاكم هو خروج على الله ومن هنا جاء تحريم الخروج على الحاكم . وجاء من الفقهاء واحتج على ذلك وقطعت رقاب .. وإن مشكلة خلق القرآن عند المعتزله لم تكن طرفا” فكريا” بل كانت عقائديا” لكنهم ناقشوها من حيث الحريه فقط ( المخير والمسير ) لعدم تطور العلوم وإتساع دائرة المعارف العلميه كما هو في عصرنا الآن .. أما بعد تقدم العلوم وإتساع دائرة المعارف العلميه يكون لنا تعريف خاص عن مفهوم القضاء والقدر من واقع كتاب الله بأن الأعمار والأرزاق والأعمال ليست مكتوبه علينا سلفا” وليس لنا حجه في ذلك إلا كتاب الله فقط .. أما وقد زال عن رقابنا سيوف الأمويين يجب أن نعيد للمسلمين تعريف القضاء والقدر من واقع كتاب الله . لكن المتزمتين الذين يروا أن ما حدث في القرن الثاني الهجري يجب أن يظل على رقابنا إلى يوم الدين ؟!!!!!!!
القضاء والقدر والعلاقه بينهما المعرفه
أولا” ما هو القضاء في كتاب الله : 1 ــ وقضينا إليه في ذلك الأمر .. 2ــ وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب .. 3 ــ أيهما الأجلين قضيت فلا عدوان عليك .. 4 ـــ وقضا ربك أن لا تعبد إلا إياه وبالوالدين إحسانا” .. في كل هذه الآيات نجد أن القضاء له علاقه بالمعرفه والمعرفه مع القضاء بالنفي والإثبات هي العلاقه في القدر والقضاء إذا كان في حالة نفي أو إثبات في موجود وليس خارج إرادة الإنسان بفعله أو عدم فعله وهذا هو القضاء في شئ وقع داخل دائرة الإنسان المعرفيه .. ثانيا” مفهوم القـــــدر : هو من النظم العامه للكون التي لا تتغير من أجل أحد وليست مناط الدعاء وهذا هو اللوح المحفوظ أي هو الوجود خارج الوعي الإنساني لذا قال تعالى : نحن قدرنا بينكم الموت وهذا يعني أن الموت قدر وليس قضاء .. وقوله تعالى : إن كل شئ خلقناه بقدر أي أن كل شئ خلقناه بقدر هو خارج الوعي الإنساني مخلوق بمقادير تؤدي إلى غايته ووظيفته . فمثلا” الجهاز التنفسي في الإنسان قدر وبالمعرفه العلميه نكون قد تعلمنا القدر لنمارس القضاء بالنفي والإثبات وهنا مهمة العلم هي دراسة المقدرات حتى نقضي فيها وكلما تزداد معرفتنا بالمقدرات يزداد قضائنا فيها والذي لا يعرف شيئا” لا يقضي شيئا”
أما إذا كان مفهوم القضاء والقدر بالمفهوم الفقهي هو أن الأعمار والأعمال والأرزاق مكتوبه علينا سلفا” سواءا” بالعلم أوالكتابه فيكون نفاذ هذا العلم حقيقه واقعه أقرها الله وهنا نتعرض للعقيده الجبريه وهو الإكراه وهذا لا يجوز على الله .. اما إذا كان علم الله هو الإحتمال الواحد كما يقول الساده الفقهاء أن علم الله علم كاشف وليس علم تأثير فهذا جبر ووجب على الإنسان أن يفعله لكي يتم علم الله وإلا يصبح علم الله هو علم ناقص وإذا كان علم الله هو الإحتمال الواحد يقع الإنسان تحت العقيده الجبريه ويكون الجبر موجود حتما” أما مفهومنا في علم الله نقول فيه أن علم الله هو كلية الإحتمالات فعندما يكون علم الله هو كليه الإحتمالات يكون أمامي ملايين الإحتمالات يقع الإختيار فيها في إحتمال واحد وعلم الله في جميع الإحتمالات متكافئ بمعنى إذا كان عندي 100 إحتمال من س1 وس2 وس3 وس4 حتى س 100 يكون في علم الله س1=س2=س3= حتى س100 ولو أن معرفة الله بـ س1 أكثر من س2 هذا يعني الترجيح في علم الله وأن الله يعلم شيئ أكثر من شيئ آخر وهذا لا يجوز على الله وله سبحانه كمال العلم بكلية الإحتمالات التي أمامنا ويسجل علينا الإحتمال الذي نختاره لذا قال تعالى : هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون .. والحساب يوم القيامه هو المسؤليه في حرية الإختيار من الإحتمالات العديده لأن التعريف العلمي للإكراه هو الإختيار الواحد فإذا كانت الأعمال مكتوبه علينا سلفا” لماذا قيد الله لنا ملكان يكتبان ما نفعله ..
في ( الجزء الثاني ) سنقدم مفهوم الكتاب بين فعل كتب وفعل نسخ وأن فعل كتب في اللسان العربي لا تعني الخط نهائيا” وأن الكتاب هو مجموعة المعلومات التي إذا ضمت بعضها إلى بعض هي مجموعة علوم في شئ ما كقوله تعالى الموت كتابا” مؤجلا” حتى تكتمل شروطه وعناصره ومهمة الطب هو دراسة كتاب الحياه والموت لذا قال تعالى: ما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب أي أن هناك كتاب يطيل الأعمار وكتاب ينقص الأعمار … ويجب على الأطباء في العالم الإسلامي أن يتحملوا مسؤلياتهم تجاه مرضاهم لأن الأعمار تطول وتقصر وليست ثابته ولا مكتوبه علينا سلفا”