بقلم.. احمد ياسر الكومى .
سيأتى اليوم وننتهي من هذا الكابوس نهائيا، أعلم هذا ولكن.
إلى متى سنظل نستيقظ كل يوم على أخبار مفجعة من تفجيرات هنا وهناك..؟
إلى متى سنظل نفقد خيرة شبابنا وفلذة أكبادنا؟
إلى متى.. وإلى متى..؟ كل هذه الأسئلة نحتاج لإجابة عليها ولكن المهم متى سيتم الإجابة عنها.
الحل الوحيد للقضاء على الإرهاب في سيناء بعد أن أهملت على مدى الأعوام الماضية هو التنمية والاستثمار بها، فلعبت سيناء أدوارًا تاريخية هامة، عادت آثارها على مصر والمنطقة العربية برمتها، فقد كانت مجالًا خصبًا للهجرات البشرية وممرًا تجاريًا هامًا يربط آسيا بأفريقيا وطريقًا لغزوات حربية عديدة اتجهت من مصر وإليها، إضافة إلى ما لسيناء من حظوة دينية خاصة…
كانت سيناء المعبر الذي سلكته الهجرات البشرية القديمة بين مصر وآسيا بحكم موقعها كممر يتجه إلى مناطق الجذب الاقتصادي في دلتا النيل، مما أدى إلى انتشار الثقافة العربية في مصر على نطاق واسع. ويمثل مشروع تنمية سيناء أهمية كبيرة، فسيناء هي بوابة مصر الشرقية وخط الدفاع الأول ومسار الأنبياء وأرض التواصل بين قارتي آسيا وأفريقيا..
لذا يعد هذا المشروع عبورا ثانيا للشعب المصري، والدعامة الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة لشبه جزيرة سيناء، والانطلاقة الكبرى نحو إعادة توزيع السكان على صحراء مصر الشاسعة والغنية بخيراتها. ومشروع التنمية الشاملة لسيناء يشمل جميع النواحي والمشروعات الاقتصادية المتمثلة في الزراعة والصناعة والتعدين والسياحة وإقامة المجتمعات العمرانية الجديدة وما يتبعها من مشاريع خدمية والانطلاق من ضيق الدلتا والوادى وتكدس السكان إلى رحابة سيناء ويعد هذا المشروع الحلم والشغل الشاغل للملايين من أبناء مصر من خريجيها وصغار مزارعيها وأيضا خبرائها وعلمائها الذين يرونه المشروع الأكثر قدرة على تأمين حدود مصر من الأخطار المحدقة بها من الشرق..
ويقول اللواء محمد هاني زاهر خبير مكافحة الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة ومدير المركز الوطني للدراسات السياسية والاستراتيجية إن في سيناء حاليا “يلفظ أنفاسه الأخيرة ” وأتوقع أن الجيش بكفاءته القالية التي أعرفها جيداً واستعدادته لن يستغرق وقتاً طويلا في وأد الإرهاب في سيناء والحرب علي الإرهاب في سيناء في نظري لاتقل أهمية عن حربي الإستنزاف و أكتوبر ففي الحربين السابقتين كنا نقاتل عدو نعرفه جيداً ونعرف تحركاته ونواياه أما في حربنا علي الإرهاب فعدونا غامض وتحركاته غير متوقعة وفي رأيي أعتقد أنه بهذا الأداء للجيش المصري لن يمر شهر واحد إلا ونجد سيناء قد انتُزعت منها آفة الإرهاب وإلي الأبد. ومن جانبه اللواء سيف اليزل الخبير الأمنى يقول لاشك أن ماحدث فى سيناء هو نتيجة واضحة للفراغ الأمنى الذى تشهده بعد الحدود الواقعة تحت بنود اتفاقية كامب ديفيد، مشيرا إلى إن هذا الوضع السيئ يلزم وقفة جادة من جميع مؤسسات الدولة وليس الأمنية فقط والبدء سريعا فى المطالبة الجادة لتعديل بنود الاتفاقية بما يتضمن المحافظة على سيادة الدولة المصرية وأمنها القومى وحماية وضعها الاستراتيجي.
ويشيد “سيف اليزل” بدور القوات المسلحة فى عملية تحرير الجنود المختطفين والحفاظ على أرواحهم دون نقطة دم واحدة مطالبا رئيس الجمهورية بسرعة اتخاذ قرارات مصيرية وسريعة لقيام الجيش بعملية تطهير واسعة للقضاء على جميع البؤر الإجرامية والإرهابية وذلك لتحقيق عملية الاستقرار والتنمية، مشيرا إلى أن المؤسسة العسكرية تخضع لقرارات رئيس الجمهورية بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة