الأهرام الجديد الكندى
لم يكن رجل القانون وزعيم “الوفد” يتخيل أن ينافس الرئيس الأسبق حسني مبارك في انتخابات رئاسية، لينتهي مستقبله السياسي بعدها بأشهر قليلة خلف القضبان بسبب الإطاحة به من رئاسة الحزب نفسه.
“نعمان جمعة”.. اسم ظل مقصورًا على أروقة الحياة السياسية في مصر، لكنه تحول في عام 2005 إلى رجل تعرفه مصر كلها، فقد ترشح في أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر منذ عقود طويلة، وأمام الرئيس الأسبق حسني مبارك، في عز أوج سلطانه، لكن لم تمض أشهر قليلة حتى أصدر النائب العام أمرًا بضبطه وإحضاره بعدما اقتحم، هو وأنصاره، مقر حزب الوفد بسبب عدم اعترافه بفوز منافسه محمود أباظة برئاسة “الوفد” في الانتخابات الداخلية للحزب، لتشهد زنزانته نهاية لتاريخ سياسي طويل مليء بالمحطات.
ولد نعمان جمعة بشبين الكوم عام 1934، وقد شجعه والده على الانضمام لـ”الوفد”، فانضم له في سن الـ14 من عمره، وحصل على ليسانس الحقوق وعين وكيلاً للنائب العام.
انضم إلى صفوف الفدائيين وحارب الإسرائيليين في سيناء عقب العدوان الثلاثي، لكنه وقع في قبضة القوات الفرنسية، وبعد الإفراج عنه بأشهر، سافر لفرنسا ليحصل على الدكتوراه ويكمل مسيرته كأستاذ في القانون المدني بجامعة باريس، وظل هناك عشر سنوات، ثم عاد لمصر وحصل على حكم قضائي بإعادة الحزب للحياة السياسية مرة أخرى في عام 1984.
تدرج جمعة في المناصب بحزب الوفد إلى أن أصبح نائباً لفؤاد باشا سراج الدين، رئيس الحزب، حتى وافته المنية ليتولى رئاسة الحزب، إلى أن دعا إلى إجراء انتخابات فاز فيها بنسبة 78%.
اختص جمعة لنفسه زاوية أسماها “نبضات” في جريدة الوفد منذ إنشائها في 1984.
وفي عام 2005، خاض جمعة الانتخابات الرئاسية ضد مبارك، وحل في المركز الثالث بـ3% من الأصوات، وكان من أغرب تعليقاته وصفه للرئيس الأسبق حسني مبارك بأنه نسر من نسور مصر وبطل قومي، وأنه “جمعة” أجبر على خوض الانتخابات الرئاسية من الهيئة العليا للحزب، وأنها كانت مؤامرة دبرها الدكتور السيد البدوي رئيس الوفد الحالي للاستيلاء على الحزب.
ودع نعمان جمعة عالمنا، مساء أمس، في أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية، إثر صراع مع المرض عن عمر ناهز الثمانين عاماً.