الجمعة , نوفمبر 22 2024
محمد عربى عابدين

سيناء المفقودة.. بقلم محمد عربي عابدين .

بعد احداث الامس ومقتل 36 جنديا مصريا ورَوْت دمائهم الغالية ارض الفيروز . و بعد اكثر من 36 عاما علي اتفاقية كامب ديفيد تعيش سيناء في أجواء الحروب ، بعد 36 عاما وكل يوم سيناء تبتعد رويدا رويدا عن مصر ، فبعد 36 عاما اصبحت سيناء علي صفيح ساخن بوجود آلاف الارهابيين الذين يريدون اقامة دولتهم المزعومة ، واللذين يستخدمون اسلحة متطورة من بينها صواريخ مضادة للطائرات وذلك في سبيل اقامة دولتهم والخلافة علي ارض سيناء .
بعد اتفاقية كامب ديفيد التي انتزعت السيادة المصرية علي ارض والتي أعجزت مصر عجزا كليا عن حماية حدودها الشرقية ، وهنا لكي نحلل اسباب العمليات الارهابية التي حدثت بالأمس وكذلك توجيه الاتهامات فعلينا اولا تحليل فئات المجتمع السيناوي وعلاقتهم ، فهناك في سيناء توجد ست فئات وعلاقتهم بالأحداث
اولهم : اهالي سيناء من البدو وهم اول من سكن فيها وتربطهم علاقات قوية مع الفلسطينين من علاقات نسب وصهر
ثانيهما : الفلسطينين الذين يعيشون هناك من القبائل التي لها جذور في سيناء
ثالثهما : تجار المخدرات : الذين وجدوا فيها ارضاً خصبة للزراعة والتجارة وسهولة التصرف في تجارتهم
رابعهما : تجار البشر : وهم عصابات التهريب التي تقوم بتهريب البشر الراغبين في السفر الي اسرائيل من الدول الافريقية وهي تجارة مربحة جدا
خامسهما : وهم العاملين هناك سواء في محاجر المنجنيز او في السياحة وهؤلاء بعيد كل البعد عن الاحداث
سادسهما : المتشددين فكريا وهم الاصعب لأن مجموعة كبيرة منهم تنتمي الي بعض القبائل هناك وهم الاشد خطرا علي مصر من كون طريقة تفكيرهم وطريقة التعامل مع الحكومة والاهالي وكل من يخالفهم .
ـــ فهيا نقوم بتحليل ما حدث بالأمس ولكن دعونا نفكر بحكمة ، ففي الاسبوع الماضي خرج علينا قادة القوات المسلحة في مؤتمر صحفي تزف الينا خبر اسعدنا جميعا بأنهم صفوا وقتلوا عدد من العناصر الخطرة في سيناء ، وتدمير انفاق وعشش واسلحة كانوا يستخدمونها الارهابيين في عملياتهم ضد الجيش في سيناء ، وبث التليفزيون المصري صور للقتلي ، وفرحنا فرحة كبيرة وظننا اننا قضينا علي قادة الارهابيين ،، ولكن فوجئنا بالأمس بفاجعة هي الأعظم من عشرات السنين ، وهي استشهاد 35 جندي مصر من خيرة ابناء مصر وفلذات كبدها في عمليتين ارهابيتين ، فأيقنا ان الأمر يوجد به شيء مبهم ، والحكومة لا تريد ان تطلع الشعب علي تفاصيل ، وبالأخص بعد منع الصحفيين من نشر اخبار عملية تطهير سيناء من الارهابين ، وأصبحنا نسير كالعمي لا نري ما يحدث ،، وبدأت عملية تحميل التهم علي الغير بدون اي أدلة ، فهناك خمس شرائح موجودة في سيناء مُتوقَع منها ان تفعل ذلك
فقد يكونوا قبائل البدو الذين يعيشون هناك وذلك ردا علي تدمير بيوتهم وقتل بعضهم عن طريق الخطأ والحصار المفروض عليهم من بداية العمليات / وقد يكونوا عصابات تهريب المخدرات والسلاح وعصابات تهريب البشر ، وذلك بسبب تضييق الخناق عليهم من قِبْلّْ الجيش / او قد يكونوا الجماعات التكفرية وانصار بيت المقدس ، وهم اشد المشتبه فيهم إن لم يكونوا هم الفاعلين ، وطبعا قد يكون لهم امتداد مع جماعة الاخوان وذلك بتصريح من محمد البلتاجي .
لذلك وجب معرفة المتسبب الاول والمنفذ والتأني في القاء الاتهام حتي لا تزيد المصيبة مصائب ، وحتي يتم التعامل معه بطريقة صحيحة وسليمة ، وبعد ذلك وجب علي الدولة مقاومة الارهاب بحزم وبقوة ولا تتهاون في دم الشهداء وأطالب الدولة بالتعامل مع المواطنين بشفافية في هذا الأمر لأنه يخص كل مصري ولا يخص السيسي وحده ،، واطالب الاعلام بعدم اتهام أحد الا بعد التأكد ومن مصدر رسمي ،، وأطالب السيسي ان يفعل كما فعل مبارك مع الارهاب الاسود في التسعينات ، التعامل بحزم وبشدة ، ومحاسبة كل مقصر في الحكومة مهما بلغ نفوذه وقوته
وفي النهاية لا يسعني سوي قول
(ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وان لفراقكم يا شهداء الواجب لمحزونون )

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.