الإثنين , ديسمبر 23 2024

بالصور : يوسف مات كلمات أبكت جموع المصريين .

1 2 3 4 5

الاهرام الجديد الكندى
اليوم تم دفن الطفل يوسف ذو التسع سنوات بمقابر العائلة ،
يوسف الطفل الجميل وفي ثاني أيام الدراسة صحي يوسف باكرا ً وقد جهز ملابسه المدرسية وحقيبته وقلمه ومسطرته وكان فرحا سعيدا ً من كل قلبه بيومه الدراسي.
اصطحبه أسرته للذهاب إلى المدرسة وهو فرحان ويتحدث معهم بأنه يريد أن يكبر ويبقى مهندس او دكتور ، وأسرته تتجاذب معه الحديث وهو يحلم بهذه الألقاب.
دخل يوسف مدرسته ووقف في طابور المدرسة ووقف تحية العلم وأخذ يهتف ( تحيا جمهورية مصر العربية ) وانتهى الطابور المدرسي وذهب يوسف إلى فصله مع باقي التلاميذ وقعد على مقعده المخصص له ، فنادى أحد الموجودين بالفصل وطلب من يوسف أن يغلق النافذة الزجاجية التي بجانبه فقام يوسف فرحا ملبيا ً الطلب بغلق النافذة ، ولم يكن يعلم انه بغلقه للنافذة يبدأ موعده المحتوم الذي تنتهي عنده كل أحلامه وأحلام أسرته ، سينتهي عنده لقب دكتور ، سينتهي عنده لقب مهندس ، سينتهي عنده حلم زهرة من أجمل زهورنا الجميلة التي حرصنا دائما على نموها وهي تكبر أمامنا .
يوسف سقط عليه زجاج النافذة ليحدث في رقبته ( جرح قطعي بالعنق أحدث تهتك بالأوعية الدموية للعنق والرئة اليمنى والقلب وصاحبه ذلك نزيف دموي ) وذلك كما جاء في تشخيص سبب الوفاة .
يوسف مثله كباقي التلاميذ في مدرسة بها طلبة ومدرسين وأخصائي طبي لمثل هذه الحالات ، جاء الأخصائي الطبي وفحص يوسف مع مدرسة الفصل ومن الواضح استهانتهم بالجرح ، فظلوا يمسحوا له الجرح إلى أن ساءت الحالة واستعدوا أسرته لينجدوا ابنهم يوسف ، فجاءت الأسرة وتم نقله إلى مستشفى المطرية التي قامت بعمل اسعافات أولية وأرسلت معه دكتور بتشخيص خطأ الذي اختفى تماما بعد ذلك – لمستشفى الزيتون والتي بدورها رفضت استقباله لعدم تجهيزها لمثل هذه الحالات، فأخذت الأسرة طفلها وذهبت لمستشفى عين شمس التخصصي فظلا منتظرين بابنهم وهي تسيل دمائه الطاهرة على الأرض وأمام أمه وأبيه ، المستشفى اشترطت قبول ودخول يوسف بدفع عشرة ألاف جنيه ، (وذي ما أنتم عارفين إن المبلغ ده زهيد جدا لمثل أسرنا المصرية ولولا أن والدته ذهبت للسوق قبل الحادث لتوافر هذا المبلغ في حقيبتها) فظل يوسف منتظر تدبير المبلغ وهو خارج أي غرفة وهو ينزف وينزف وتتصفى دمائه وعند إيقان الأطباء بأنه يحتضر وجسمه يزداد لزنه للزرقان انتفضوا وقاموا بإدخاله لغرفة العمليات وبعدها بدقائق توقف يوسف عن التنفس ، توقف يوسف عن ضحكاته ، توقف يوسف عن حلمه.
اتخذ الموقف منحنى أخر منحنى – الاتهامات ونفي الاتهامات – أين يوسف – من القاتل – صرخات الأم والأب – صحافة وقنوات فضائية – أين يوسف – محضر بالواقعة – قرار النيابة – من المسئول – من المتسبب – أين يوسف – صرخات صرخات صرخات – مذيعة وكاميرا – حديث جانبي لجريدة – أين يوسف – أنا بتهم وزير التعليم – انا بتهم وزير الصحة – أين يوسف – أنا بتهم المدرسين – أنا بتهم الدكاترة المتخاذلين عن أداء واجبهم – عايز حق ابني – ……………..
منشتات في الصحف ( طفل المطرية – الطفل الذبيح – طفل مدرسة المطرية )
قنوات فضائية بمذيعة ومصور تنادي أين والد الطفل – أين أم الطفل )
وزير التعليم يفتح التحقيق وينفي مسئوليته
وزير الصحة يفتح التحقيق وينفي مسئوليته
رئيس الوزراء يفتح التحقيق
أمرنا بمائة ألف جنيه لأسرة الطفل
أخيرا جاء قرار النيابة بدفن جثة الطفل ( الحمد لله ) وقبل أن أكملها قرار النيابة بتشريح الطفل واستلامه بمشرحة زينهم ( حسبي الله ونعم الوكيل )
اجري بسرعة وحصلني على المشرحة – روح هات تصريح الدفن – طب غسل وأنا هجيب التصريح – لأ هاته الأول – ماشي – اجري بسرعة على مكتب الصحة – موظفة بوجه بشوش – عايز اطلع تصريح دفن – المتوفى سنه كام – أنا ده طفل المطرية – وماله ده – ده اللي وقع عليه زجاج النافذة …… الخ إلى باقي الحكاية – الموظفة وباقي الحضور في مكتب الصحة ( حسبنا الله ونعم الوكيل في كل ظالم )
هات الورق بسرعة اخلصهولك ربنا يصبركم – أنا ربنا يكرمك يا أستاذة.
بنجري بسرعة بالتصريح على المشرحة – غسل الطفل – يا الصاعقة – يوسف جسده ممزق من أثر التشريح – والده يراه وينهار – والدته تراه وتنهار – أين يوسف
في طريقنا للمسجد للصلاة عليه – في طريقنا لدفنه – تم الدفن وساوينا عليه التراب – وقبل أن نغادر المقابر كانت القنوات الفضائية لها حضور اين الأب – أين الأم – والأسرة تصرخ أين يوسف .
تنتهي القصة – لم تنتهي القصة بل ستبدأ:
ستبدأ معاناة الأب والأب بفقد يوسف
ستبدأ التحقيقات حول الواقعة والتي ستنتهي بأن يوسف هو الغلطان وهو من قام بوضع زجاج 1 ملى ضعيف لينكسر بسرعة- بل يوسف هو من قصد ذلك المقعد تحت تلك النافذة لتقع عليه وتنهي حلمه
ستبدأ المتاجرة بدم يوسف إعلاميا ً – برنامج هنا برنامج هناك – خبر في جريدة
أولياء أمور ترفض – مدرسين ينفوا.
متاجرة بدم طاهر – متاجرة بحلم طفل – متاجرة بحلم أسرة – متاجرة بحلم جيل
وأخيرا ستبدأ حادثة أخرى مثلها يكون بطلها طفل أخر ممكن يكون ابني أو ابنك أو أخوك أو بنتك أو جارك.
أين يوسف ، أين يوسف ، أين يوسف

 

شاهد أيضاً

الأقصر

إسرائيل تحذر من السفر إلى مصر.. تهديد وشيك!!

تدرس أجهزة الأمن الإسرائيلـية إصدار تحذير للمواطنين من السفر إلى مصر بمناسبة اقتراب عيد “الأنوار” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.