الإثنين , ديسمبر 23 2024
الكنيسة القبطية
مدحت قلادة

ماسبيرو دماء لم تجف .. بقلم مدحت قلادة .

مدحت قلادة
مدحت قلادة

الأهرام الجديد الكندى
ستبقي ماسبيرو شاهدة وعالقة في أذهان الشرفاء المسلمين والأقباط.
ستبقى ماسبيرو شاهدة على سلمية الأقباط مهما حاولوا تغيير الحقيقة.
ستبقى ماسبيرو أبد الدهر شاهدة على دماء ذكية سُفِكت وأجساد طاهرة نقية نُحِرْت وأرواح عظيمة صعدت أمام عرش الله.
شاركت فى مظاهرات ماسبيوا 1 و 2 وللاسف لم تتح لى الفرصة أن اتواجد فى مصر للمشاركة فى مظاهرات في ماسبيرو الثالثة. كم انت اتمنى تواجدى فى ماسبيروا 3 لنوال إكليل الشهادة مع أخوتي الشهداء الابرار..
شهدائنا الأبرار سفكت دماهم لرفضهم الظلم، اعتراضاً على هدم كنائسهم بعد سقوط ديكتاتور هادن التيارات الدينية وظلم نسيج اصيل من تراب الوطن وسلم ملف الاقباط اكثر من ثلاثين عاما لجهاز امن الدولة ليعاملوا كمجرمين!!
بينما يموج الشرق بلقب (استشهاديين) إلا أن المعنى الحقيقي للشهادة بعيد كل البعد فالشهادة التي يرددها العديد اليوم تُطْلق على لص قاتل ذابح ناحر مُفَخِخ لنفسه وللآخرين نسمع كل يوم في المنطقة الشرق أوسطية كلمة استشهادي فجماعات الاخوان الارهابية تطلق على مجرميها شهداء و داعش الناحرة تطلق على موتاهم شهداء والجهاديين في منطقة سيناء أيضاً.
فحينما نسمع كلمة شهيد نصاب بحالة من الفزع كم قتل وكم نحر وكم حصد ارواح ابرياء فى عمليته الاستشهادية..!! ولكن ستبقى الشهادة المسيحية شاهدة على سمو معنى الاستشهاد، فشهداؤنا لم يحملوا سكيناً ولم يفخخوا أنفسهم ولم يفجروا في المارة ولم يزرعوا قنابلهم هنا وهناك، حملوا صليبهم وعلت أصواتهم (لا لهدم كنائسنا، لا لإعتبارنا مواطنين من الدرجة الثانية، لا لخطف بناتنا القصر، لا للاضطهاد) كانت أصواتهم ترعب الخونة والمتطرفين والمنحرفين، كان رفع صليبهم يهز عروش الشياطين وأتباعه، كان صوت الحق داخلهم يُفِقْد الجانى سلامة.
ما ان وصلت مظاهرات الاقباط مع اخوانهم المسلمين الى ماسبيرو فانطلق الرصاص الحي من فوق كوبري ستة أكتوبر بطلقات لتحدص ارواح الشهداء.. وانطلقت المدرعات تدهس أجساد قديسينا وإعلام مضلل يعكس الحقائق ليحول المجنى عليهم كجناة وكلمات مذيعة تنطلق كرهاية وحقد بهدف شحن ابناء الوطن ضد الاقباط للقضاء على المتظاهرين السلميين.
ارتوت أرض ماسبيرو بدماء مينا دانيال الذي نجا من ظلم مبارك ليسقط برصاص جيش الوطن، ودهست الدبابات أجساد قديسينا فدهست مايكل مجدي لتخطفه من عروسه وعرسه، ويسقط العديد من الأقباط بين رحى ظلم الوطن والتيارات الدينية.
إن دماء شهدائنا لن تجف طالما لم تظهر الحقيقة كاملة وستبقى دماء شهداؤنا شاهدة على الظلم والتطرف والتعصب الأعمى وانعدام الإنسانية، ومازال يسقط في ربوع الوطن دماء شهداء مصريين الفارق الوحيد أن دماء شهداء الوطن نعرف من هو قاتلهم… وأما دماء شهداء الأقباط فالجاني دائماً مجهول الهوية.
تُرى هل سيتم التحقيق؟
هل سيتم مكاشفة ومصارحة؟
أم سيظل يعاني الأقباط ويُعاملون بسياسة الإنكار والاستهتار؟
إنها رسالة سنذكرها ما حيينا إن دماء شهداؤنا لن تجف ما لم يقدم الجاني للعدالة ويتم القصاص لدماء الشهداء.
انها صرخة بصوت عاليا لام مكلومة وابناء يتموا من قتل ابنائنا ؟

 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.