الأهرام الجديد الكندى
استولى الجيش السورى الحر على قاعدة تجسس روسية-سورية مشتركة، كانت تستخدم لجمع معلومات استخباراتية عن تحركات الجماعات المتمردة، وإسرائيل.
وتقع القاعدة بالقرب من الحدود الإسرائيلية في جنوب سوريا، وتحديدًا على جبل تل الحارة. وتعرف هذه القاعدة باسم “مركز C” من قبل المخابرات الروسية، وقد سقطت بيد الجيش السوري الحر، وهو الجماعة المتمردة المعتدلة إلى حد كبير والمدعومة من الغرب، يوم الأحد.
وجاء الاستيلاء على القاعدة، والتي تم التخلي عنها قبل وصول أعضاء الجيش السورى الحر ، بعد أسابيع من القتال الشرس بين قوات المعارضة، وقوات الحكومة السورية، وكذلك جبهة النصرة، وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
وفي لقطات فيديو من داخل قاعدة التجسس الروسية صادرة عن الجيش السوري الحر، يشير ضابط من الجيش السورى الحر إلى خرائط، وصور، ووثائق باللغتين الروسية والعربية، فضلًا عن شعارات للاستخبارات السورية، وللمخابرات العسكرية الروسية (GRU)، والتي تتعامل مع الاستخبارات الإشارة.
وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، أن واحدة من الخرائط على الجدار تظهر منطقة شمال إسرائيل، وتم تحديد الوحدات العسكرية الإسرائيلية ومحطات الإشارة عليها. كما، وتظهر هذه الصورة شعارات كل من المخابرات السورية والمخابرات العسكرية الروسية معلقة على جدار قاعدة التجسس:
ويعد التعاون بين المخابرات الروسية والسورية، وكذلك التعاون العسكري بين الدولتين، واسعًا، وممتدًا لعدة عقود من الزمن.
وفي عام 2006، ذكرت مجلة جين للدفاع، أن حزب الله كان يتلقى معلومات استخباراتية من قاعدتين للاستخبارات الروسية في سوريا خلال حربه مع إسرائيل، وواحدة من هذه القواعد تم تحديدها على أنها تقع على هضبة الجولان.
وقال المحلل الأمني دانييل نيسمان، وهو رئيس استشارات المخاطر الجيوسياسية في مجموعة المشرقي في تل أبيب، للتلغراف، إن “اكتشاف مركز C هو بالتأكيد ليس أمرًا مستغربًا”. وأضاف: “لقد كان للروس مستويات مرتفعة من النشاط داخل سوريا منذ الحرب الباردة، والموظفون الروس أيضًا هم جزء لا يتجزأ من الوحدات السورية المختلفة”.
وأكد نيسمان، على أنه يوجد في غرب دمشق، وبالقرب من الطريق السريع بين بيروت ودمشق، قاعدة روسية لتحليل صور الأقمار الصناعية، حيث يعمل أفراد روس مع سوريين على تحليل صور الأقمار الصناعية، ويستخدمونها في الوقت الحاضر لتتبع تحركات المتمردين.
ووفقًا لمجلة جين، يأتي تمويل وظائف المخابرات هذه إلى حد كبير من الحرس الثوري الإيراني.
وليس من الواضح بعد متى توقف الروس عن العمل في المركز C. إلا أن الجيش السوري الحر يدعي بأن الأفراد الروس قاموا بإخلاء المركز قبل أسابيع فقط، في حين يشير محللون آخرون إلى أن المخابرات الروسية غادرت هذا المركز مع بداية الحرب الأهلية السورية في عام 2011.
هذا، ورفضت قوات الدفاع الإسرائيلية، ووزارة الدفاع الإسرائيلية، على حد سواء، التعليق على هذا الموضوع، عندما طلبت منها التلغراف فعل ذلك.