يوم إلقاء السيسي لكلمة مصر داخل مبني الأمم المتحدة، هدد الإخوان بالقيام بمظاهرات حاشدة ضد الرئيس المصري، وأستعدوا قبلها بأسبوع وكانت قناة الجزيرة تنقل لنا تحركاتهم واستعدادتهم وشعرنا أنهم سينظمون مظاهرة علي الأقل من بضع المئات. في المقابل المصريين المقيمين بالولايات المتحدة أستعدوا ولأول مرة في تاريخهم لاستقبال رئيس بلادهم والترحيب به، نظمت كل أماكن تجمع المصريين رحلات لاستقبال الرئيس وكانت الكنائس مركز لتجمع المصريين مسلمين وأقباط ونقاط لإنطلاق حافلاتهم لمدينة نيويورك، لم تقتصر الرحلات علي مدينة نيويورك والمدن المجاورة بل أمتدت لتشمل ولايات بعدية كواشنطن وفيرجينيا، وأمتدت أكثر لتشمل مدينة تورنتو الكندية، ولم تقف بعد المسافة حائلا بين المصريين في كاليفورنيا وشيكاغو وغيرهما فحجزوا تزاكر الطيران من أجل المشاركة في العرس المصري.
عمنا شفيق بطرس عبر عن هذا التجمع في خلال حديثي معه بأن المصريين نقلوا ميدان التحرير لنيويورك، فطلبت منه السماح باستخدام هذه الجملة كأسم لمقالي القادم، تعبير الفنان شفيق بطرس تعبير رائع وجميل فما شاهدناه أمام مبني الأمم المتحدة يوم إلقاء الرئيس لكلمته لم يتكرر من قبل لرئيس أي دولة أخري في العالم ولم تشهدة شوارع نيويورك، ربما تكون شهدت مظاهرات معارضة لرئيس ما لكن أن تشهد مظاهرات مؤيدة بهذة الضخامة فلم يحدث أبدا.
فاق عدد المصريين أكثر من خمس ألاف كلهم من تحالف 30 يونيو، لم يكن هناك بينهم مسلما أو مسيحيا بل كانوا كلهم مصريون، في المقابل أدي تجمع المصريين بهذه الكثافة لإهمال وسائل الإعلام لمظاهرات الإخوان التي لم تتعدي العشرين فردا، والحقيقة فأن تحالف 30 يونيو هرس الإخوان وحلفائهم هرسا في تلك المناسبة.
قبل 30 يونيو كانت تحركات المصريين في الخارج تحركات طائفية بحتة، فالأقباط يتحركون يتظاهرون من أجل رفع الظلم عن ذويهم، فيتهاجمون من بعض المصريين المقيمين بالخارج والبعض يتعاطف معهم والبعض لا يهتم بالأمر، بعد 30 يونيو تكون تحالف مصري وطني خالص، هذا التحالف هو قوة وسند لمصر في الخارج وقد فعل الكثير من أجل مساندة مصر في أحلك وأصعب الفترات التاريخية التي مرت بها، سواء في أمريكا أو كندا أو أوربا أو استراليا.
بهذه المناسبة أطالب الدولة المصرية بالحفاظ علي تماسك واستمرار هذا التحالف المصري، من ناحية المصريين المقيمين بالخارج فهم متخالفون ولا يوجد خطر من شق صفوفهم غير الأحداث الداخلية التي تحدثت في مصر، وهذا هو الخطر الحقيقي الوحيد الذي يهدد استمرار هذا التحالف، فكادت مشكلة جبل الطير أن تشق هذا التحالف، لولا إدراك المصريين أن المشكلة وفي هذا التوقيت الحرج ورائها أيادي خفية وعليهم أن يفوتوا الفرصة علي أعداء الوطن.
المصريون بالخارج يأملون في العدالة والمساواة بين جميع المصريين وأن يسود القانون علي الجميع كما يسود القانون في البلاد التي هاجروا إليها، ولكي يستمر هذا التحالف لابد ان يطبق القانون علي الجميع في الأحداث الطائفية والتوقف عن “القعدات العرفية”، كما يريدون أن تتاح فرص متساوية لجميع المصريين بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الدين، كما تتاح لهم هم أيضا فرص متساوية مع الجميع في البلاد التي أختاروا أن يعيشون فيها، هذا كل ما يطلبونة فهل هذا مستحيل؟؟.
لقد تعب المصريين كثيرا في تكوين تحالف 30 يونيو في الخارج وبذلوا الكثير من الجهد والمال والوقت من أجل أن يتجمعوا في البلاد المختلفة تحت مظلة وطنية واحدة، علي الدولة المصرية أن تنمي هذا التحالف ولا تسمح بشقة، وأن تقيم جسور التواصل مع أبنائها في الخارج بصفة مستمرة، ولن أنسي كلمة قالها لي سفير مصر السابق في كندا عندما كنا نستعد لتنظيم المؤتمر المصري في البرلمان الكندي، حيث قال أنتم تملكون سلطة وتأثير علي حكوماتكم أكثر منا، فأنتم مواطنون كنديون وهم مجبرون علي الإستماع لكم وكلامكم يتمتع بمصداقية أكثر، أما نحن فتحركاتنا محدودة وارائنا من السهل الطعن فيها.
فأرجوكم ومن أجل مصر حافظوا لنا علي هذا التحالف ولا تجعلوا مشاكل صغيرة وتصرفات غير محسوبة تشق صف تحالفنا.