الأحد , ديسمبر 22 2024
انطونيو القمص دانيال
انطونيو القمص دانيال

انطونيو القمص دانيال يكتب.. الخنزير وقلب الحملان !!

انطونيو القمص دانيال
انطونيو القمص دانيال

يحكى عن ملك نزل الى شوراع المدينة يتفقد احوال شعبه فقد عرف عن هذا الملك حبه لشعبه ومعاملته الحسنة لكل الشعب وانه لا يفرق ولا يميز بين احد من الفقراء والاغنياء فكلهم احبائة وفى يوم وهو يمر فى طرقات المدينة اعجبه خنزير صغير فقال لصاحبه انه على استعداد ان يشتريه باى ثمن ويعوضه عنه بما يشاء وبالفعل اخذ الملك هذا الخنزير ورجع الى قصره وامر المربين المسؤلين عن تربية ما يحتويه القصر من اغنام على تنظيف هذا الخنزير وان يعلموه المعيشة فى الاماكن النظيفة لكى ما يقدر ان يراه بشكل مستمر واوصى احد وزرائه بمتابعه هذا الموضوع وبالفعل بدء الجميع فى العمل وبدء على الخنزير القبول لما يحدث وفرحه ولكن لم يدوم هذا الفرح كثيرا وبدء يتذمر تذمر شديد ولا يريد الاكل النظيف ولا يحب المعيشة الجيدة واصبح ذو ملامح ضعيفة فوصل الامر للملك وقيل له ان هذا الخنزير لا يقبل العيشة النظيفة وانه يريد ان يرجع الى المعيشة فى وسط الخنازير يرتمى وينام فى بقاياه ياكل من القمامة والخرنوب فحزن الملك جدا ولم يصدق ما قيل له فكيف هذا ؟؟ بعدما اتيت به الى قصرى جعلته يحيا فى اعظم حداق المملكة واطعمته اشهى طعام واعطيته من الاهتمام والرعايا الكثير فكيف لا يقبل هذا؟؟؟ كيف يريد ان يعود ثانيا الى القمامة ؟؟؟؟ كيف لا يحب العيش فى الحدائق ويريد ان يعيش فى الروث؟؟؟؟وثار وقال لهم انتم كاذبون وسوف اثبت لكم كذبكم فاخذ الخنزير والوزير المسؤل والخدام ونزل فى عربته الملكية ومر من امام راعى الخنازير وقطيعه فقال لهم ان نزل الخنزير الى القذارة مرة اخرى فانتم صادقون ولكن ان تافف وظل فى عربتى فستعاقبون جميعا وبالفعل عندما فتح الملك العربة اسرع الخنزير وظل يلهو ويلعب فى الروث وكانه وجد ضالته فحزن قلب الملك اكثر من ذى قبل وقال للوزير امامك شهر ان لم تاتى بهذا الخنزير وقد تغير طبعه فسوف اقيلك من مكانتك فساله الوزير ولكن كيف جلالتك ؟؟؟ قال هذه مهتمك فظل الوزير يفكر ايام طوال كيف يجعل الخنزير يحيا حياة اخرى حياة نظيفة فجاته فكرة وهى ان ياتى بالطبيب فياخذ قلب احد الحملان ويجعله فى مكان قلب الخنزير وبالفعل اجريت تلك العملية وبعدها اخذ الوزير هذا الخنزير ورباه فى الحدائق الملكية واطعمه من اشهى الاطعمة الملكية وجعله يقضى اغلب اوقاته وسط الحملان وبعد مرور الشهر طلب الملك من الوزير ان ياتى بالخنزير فاليوم سنذهب الى قطيع الخنازير ونرى النتيجة وعندما وصلوا وفتحوا باب العربة الملكية تافف الخنزير من الرائحة وتراجع الى العربة مرة اخرى وظل بجوار الملك ففرح فرح عظيم وجعل من هذا الوزير نائبا له بل جعله يحل محله واصبح له الكثير من الاختصاصات فى المملكة….
يسوع اخدنى انا الخنزير الصغير انتشلنى من القذورات ادخلنى الى مراعيه الخضراء جعلنى فى قطيع حملانه ورعانى بذاته فقال عنى اننى من خرافه وانه هو الراعى الصالح وامتدحنى وقال خرافى تعرفنى وقال انى احب صوته واميزه شلنى على اكتافه ولما توهت ورجعت تانى للقذارة لم يتركنى ولكنه ترك ال 99 وظل يبحث عنى فى الوديان جرحت اقدامه فى بحثه عنى لم يتراجع ولم يستسلم لهروبى ولكنه اعادنى مرة اخرى وجعل لى مرشدين مسئولين عنى يتولوا رعايتى والاهتمام بيا هل بعد دة كله هسيبه تانى واهرب؟؟؟؟ هل هخليه يتجرح تانى بحثا عنى؟؟؟؟ امتى هيتغير قلبى هو قال من فضلة القلب يتكلم اللسان امتى لسانى هينطق اسمه ويتكلم كلامه هو قال من كنز قلبك الصالح تخرج الصالحات ومن كنز قلبك الشرير تخرج الشر
لقد تهت بعيدا يا حبيبى ولم اقدر ان اعود الشهوات واللذات اخذتنى وضللت طريقى وقد مضى منى العمر وفات ومستنيك يا يسوعى يا حبيبى تيجى وتاخد بايدى وتعدينى من بحر الظلمات الى النور
الخنزير هو الحيوان الوحيد الذى لا يقدر ان ينظر الى السماء وانا ايضا لا اقدر ان انظر الى السماء من كثرة ذنوبى
هل ساتخلص منها وانظر الى حبيبى ؟؟؟؟؟

انطونيو القمص دانيال شحاتة

 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.