بقلم المحامي نوري إيشوع .
تعجز الكلمات عن وصف هذا الصمت العربي الرسمي و الشعبي عما تتعرض له شعوب بأكمالها في شرقنا الجريح
من قتل وتهجير، من سلب و تكفير، من إغتصاب وتدمير مع صيحات التكبير بربِ لا يحقُ له أن يكون راعياً حتى
للحمير، تصمتُ الأقلام وتتلعثم عند الوقوف أمام هول الجرائم التي ترتكبها الجماعات الوهابية، الأرهابية، من قطع
الرؤوس على الملأ وعلى مرآى العالم الصامت، صمت القبور، إغتصاب القصر و قتل الأطفال الأبرياء
دون أن يحرك ساكن! صمت الشيوخ أصحاب فتاوى القتل و الجهاد و تحليل الزنى تحت مسمى النكاح.
لم يعد مطلياً على القاصي و الداني بان هذا الصمت الشيوخي و الشعبي العربي والأسلامي ما هو إلا رضاءً ضمنياً
و موافقة علنية على ما تقوم به الجماعات التكفيرية من جرائم يندى لها جبين البشرية و ذلك تماشيا و إذعاناً للآية القرآنية التي
تدعو الى قتال الكفار و المشركين:
((قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ (اليهود و النصارى) حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ(حقراء) سورة التوبة (29).
على النقيض الآية الإلهية التالية التي تدعونا الى مسامحة حتى الأعداء :
“”27 لكني اقول لكم ايها السامعون احبوا اعداءكم.احسنوا الى مبغضيكم. 28 باركوا لاعنيكم.وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم. 29 من ضربك على خدك فاعرض له الاخر ايضا”” لو: 6-27.
الضرب فوق الأعناق و قطع الرؤوس لم يأتي من فراغ، بل هو أمرٌ إلهي واجب التطبيق
كما جاء في الآية القرآنية التي تقول:
((﴿١١﴾ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ﴿١٢﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿١٣﴾ ذَٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ ﴿١٤﴾ سورة الأنفال
أما إله السلام و المحبة ترك لنا السلام حتى لا تضطرب نفوسنا:
“”يو 14: 27سلاما اترك لكم.سلامي اعطيكم.
ليس كما يعطي العالم اعطيكم أنا.
لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب””
كلنا سمعنا ورإينا الإغتصاب العلني، الوحشي وهتك أعراض العذارى حتى القاصرات
لم يسلمن من براثن هؤلاء الوحوش الشاردة وعلى الإنترنت من خلال فيديوهات نشرها مرتكب الجريمة
والفحشاء لا لسببٍ، إلا لإنهم يفتخرون بارتكاب هذه الجرائم المروعة تحت مسوغ شرعي
وما هو إلا تنفيذا لأمر رباني لا يقبل الجدال، وتلك السبايا، الضحية ما هن إلا ملكات يمين تحل للمجاهدين شرعا
تمشياً مع الآية القرآنية:
((فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا ﴿٣﴾ سورة النساء
أما الإله الحقيقي، إله العفة و الطهارة فدعى الى الروحانيات لان الأرضيات الى زوال:
“”27 «قد سمعتم انه قيل للقدماء:
لا تزن. 28 واما انا فاقول لكم: ان كل من ينظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه. 29 فان كانت عينك
اليمنى تعثرك فاقلعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم”” مت:5-27.
أن أندفاع المجرمين الى القتال والأقتتال، والتسابق على النحر والأنتحار فله مسوغاته
جنات تجري من تحتها الأنهار، حور عين(أزواج طاهرة) وأولاد مخلدون :
((نَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴿44/51﴾ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿44/52﴾ يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿44/53﴾ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ﴿44/54﴾ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ﴿44/55 (آيات من سورة الدخان))
أما في الملكوت يكونون كملائكة الله في السموات :
” لانهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء”” مت 22: 30 .
الى الشرفاء القلة في شرقنا الحزين والى شرفاء العالم و خاصةً أخوتنا وأخواتنا في الإنسانية من المسلمين
قفوا عن بلع إلسنتكم وأطلقوا صيحاتها عل وعسى تصل الى الآذان الصماء، فتخترق جدارها فتسمع آنين الأبرياء
وصرخات الثكالى والعذارى! أخرجوا عن صمتكم القاتل الذي يضاهي هولاً ورهبةَ جرائم المجرمين
ساسة كانوا أم شيوخ ناتو أو مجاهدين، أطلقوا العنان لأقلامكم وسجلوا أسمائكم في سفلر الحياة
لأن التاريخ سوف يسجل سكوتكم و صمتكم على أفظع جرائم أرتكبها أتباع إبليس اللعين
وسادتهم بحق شعوب بريئة لا ذنب لها إلا لانها لا تدين بما يدينون و لا تؤمن بما يؤمنون.
الأسلام هو الحل، قتل على الهوية، سلب و اضطهاد و تهجير، آلاف أصحاب العاهات، إيادي مبتورة
وأجساد طرية كواها سوط الجلد، أجساد معلقة في الشوارع كالصور، فتيات عذارى، نتيجة الرجم بالحجارة
مطمورة، أطفال محاربين وسفاحين و سافكي دماء، أجيال لا تعرف إلا الكره و الحقد على الآخر فوضى عارمة في
كل مكان.
عالم غابة، القوي يأكل الضعيف و الزاني يضحى عفيف والسفاح هو الحاكم والديان.
نعم الأسلام هو الحل!ّ؟.