سبق أن تعرضنا لموضوع السيده المصريه إيمان مرقس صاروفيم وأن السيد وزير الداخليه الموقر أدلى ببيان كاذب أن السيده الفاضله قد اعتنقت الاسلام. وقبل أن أتعرض لموضوع الاسلمه أود أن اؤكد أن أى مسيحى يريد أن يغير عقيدته إلى الاسلام أو غير الاسلام ليس لدينا أى مانع بعد أن نؤدى رسالتنا بأن نوجه إليه النصح قد يكون تحت تأثير ما, ولكن إذا أصر فليس لدى الكنيسه أى مانع فى أن يفقد الشخص أبديته أى ديانته طالما اختار هذا السبيل بإرادته الحره المطلقه. ذلك أن كل شخص مسئول عن أبديته.
ولكن إذا كان تغيير الديانه بأسلوب القرصنه والنصب والاحتيال والقسر والقهر واستغلال الفرص فهذا أمر مرفوض فى كل الاديان والاعراف والاخلاق والمبادئ بل والاوطان.
يا وزير الداخليه أود أن أذكرك أن رسالتك ومهمتك حماية كل المصريين دون أى استثناء. بمعنى أوضح أنت مسئول عن سلامة كل المسيحيين وسلامة كل المسلمين وسلامة كل البهائيين …… ألى آخره لان كل هؤلاء مصريون وانت مسئول عن أمن وسلامة كل المصريين دون أدنى استثناء. مقتضى هذا أن عقيدة المصرى أو مذهبه أو ديانته أو اتجاهه العقائدى أو السياسى لا شأن لك بها طالما أن صاحب الديانه أو العقيده أو التوجه السياسى مصرى.
من هنا إن كنت لا تعلم أنت مسئول عن سلامة الكنائس مع ذلك أنت سمحت للاخوان بالاعتداء على ما يقرب من مائة كنيسه. وإن كانت الكنيسه قد أعلنت أن كل هذه الكنائس فداء لمصر فهذا يؤكد وطنية الاقباط عامة بقيادة البابا ليس إلا. ولكن هذا لا ينفى تقصيرك فى حماية تلك الكنائس من أى عدوان أو اعتداء أو عداء.
يا سيادة الوزير حين هب الرجل الوطنى الاصييل الفريق عبد الفتاح السيسى لانقاذ مصر كان الجيش وراءه ولم يكن هناك أى قوه يمكن أن تواجه الجيش المصرى العظيم فى رسالته النبيله والتاريخيه. وأود أن أذكرك أن موقفك لم يكن ألا “مع الرايجه” لانك لم تقف مع السيسى إلا لانك وجدت أنه الكفه الراححه فى صراعه مع الاخوان. وقد كافأك السيسى بأن جعلك وزيرا للداخليه. ولكنك تمسكت بأمرين الاول منصبك كوزير للداخليه والثانى كإخوانى يكره المسيحيين ويناصبهم العداء بلا أى مبادى أو قيم تسمح بخطف نساءهم ورسالتك التى يدفع ثمنها دافعو الضرائب المسيحيون هى حمايتهم وحماية أعراضهم وأموالهم. هل نتصور أنك تقف مثل هذا الموقف إزاء اختطاف أى سيده مسلمه بواسطة أى مسيحيى؟ الامر لا يحتاج إلى بحث أو نقاش أو أى جدل بالطبع لا يمكن تصور ذلك. فبالمثل كان من المفروض أن تحمى كل الاقباط فما بالك أعراضهم ونساءهم.
إنك يا سياددة الوزير تقف هذا الموقف من منطلق عقيدتك التى ترى أن المسيحيين كفار وأن أموالهم وأعراضهم هبه للمسلمين. إنه يا سيادة الوزير مبدأ فاسد هدفه هو التقسيم والانقسام والتفتت ليس إلا. وبهذه المناسبه إن كنت تريد أن تتعلم المبادئ المسيحيه الساميه بما فيها من محبه ودعوه إلى السلام والتسامح فليس لدى أى مانع ليس لانى إريدك طبعا أن تعتنق المسيحيه بل أريدك أن تعرف معنى السمو الاخلاقى الرفيع حتى تدرك أن المواطنين بأقل القليل هم سواسية كأسنان المشط. فليس أقل من أن تتعامل معهم على قدم المساواه حتى تصون أعراضهم وأموالهم وأطفالهم ونساءهم.
إنك يا سيدى بكل صراحه قد حنثت بالقسم الذى أقسمته فى أن تحافظ على أموال وأعراض كل مصرى ومن ثم لم تعد صالحا لمنصبك الراهن.
لذلك
يتعين عليك أن تستقيل من منصبك حفاظا على كرامتك وكرامة مصر تلك الدوله العريقه التى علمت البشريه معنى الرقى والحضاره.
وفى انتظار قرارك الشجاع.
حنا حنا المحامى