الاهرام الجديد الكندى
لطالما كانت حريّة الصحافة في مصر في خطر. واليوم، أزمة جديدة تعصف بها، بعد إيقاف طبع واحدة من أكبر الصحف المستقلة في البلاد، وهي “المصري اليوم”، في عددها الصادر لليوم الأربعاء، بعد تدخل جهات سياديّة في الدولة.
وكانت إدارة التحرير في جريدة “المصري اليوم” قد قررت ليل أمس إعادة طبع العدد بعد حذف الصفحة رقم 6 بسبب اعتراض أجهزة الأمن على ما ورد فيه. هذا الأمر، أكده سمير عمر، مدير مكتب قناة “سكاي نيوز عربية” في القاهرة على حسابه على “تويتر”: “قررت إدارة تحرير صحيفة “المصري اليوم” إعادة طبع عدد الغد من الصحيفة بعد حذف الحلقة 6 من سلسلة حلقات مذكرات رجل المخابرات الفريق، رفعت جبريل، التي تتناول سلسلة عمليات مخابراتية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بعد اعتراض أجهزة أمنية مصرية على نشر بعض ما تضمّنته الحلقات”.
كما أكد ذلك بعض الصحافيين العاملين في الجريدة على حساباتهم “تويتر”، ومنهم مدير مواقع التواصل الاجتماعي لـ”المصري اليوم”، آية عبد الله. وقالت عبدالله “إن إعادة طبع العدد جاء بناء على ضغوطات تعرضت لها الصحفية من قبل المخابرات المصرية عندما أمرت بوقف طبع العدد إذا لم تحذف الصفحة 6”.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها “العربي الجديد”، كانت تحتوي الصفحة 6 حواراً أجراه مدير تحرير “المصري اليوم”، محمد السيد صالح، مع رجل المخابرات الراحل، رفعت جبريل، الملقب بـ”الثعلب” نشرت منه 5 حلقات في الصحفية في أعداد سابقة، كشف فيها عن حقيقة تجنيد الفنان المصري، سمير الاسكندراني، واكتشاف تجسس الصحافي الكبير، مصطفى أمين، لمصلحة المخابرات الأميركية، والقصة الحقيقية للجاسوسة المصرية، هبة سليم، وحقائق وحكايات أخرى تم سردها في الحوار.
وتُرجّح المعلومات أنّ ما رواه رجل المخابرات المصرية “الثعلب” في الحلقة الأخيرة، عن عدم إعدام مصر أي جاسوس إسرائيلي في تاريخ العمليات بين البلدين، وقصة تهريبه ضابط الموساد، باروخ مزراحي، وأيضاً علاقته بوزير الاعلام ورجل المخابرات الأسبق، صفوت الشريف. وهذا الأمر كان السبب في استياء جهاز المخابرات المصرية، مما جعلهم يصرون على إيقاف طبع العدد ومصادرته إن لم يُحذف الحوار.
وكتب مدير تحرير “المصري اليوم”، صاحب الحوار على حسابه على “فيسبوك” بعد انتهاء “الأزمة” بإعادة طبع العدد بعد حذف الحوار: “أحب أطمن كل الزملاء والأصدقاء اللي كتبوا أو سألوا عن مصادرة عدد الغد من “المصري اليوم” بسبب حلقة الثعلب، العدد في المطبعة الآن… وتم تأجيل الثعلب أيام قادمة”.
كلّ ذلك يؤكّد أن أعداداً جديدة من “المصري اليوم” أو أية جريدة لا يوافق ما يكتب فيها هوى الجهات السيادية قد تُصادر في الأيام المقبلة. أي أنّ حرية التعبير في تدهور مستمر بل وقد تفقد مصر تدريجياً كل وسائل التعبير.