كشف الدكتور خالد منتصر من خلال مقاله الأسبوعى حقيقة وسبب بيان مؤسسة الدكتور مجدي يعقوب حول وفاة الفنان خالد صالح قائلا رحم الله النجم الفنان الجميل خالد صالح، فقد مر كالشهاب فى حياتنا الفنية
ولكن الضوء المنبعث منه والبصمة التى تركها لن تمحى من الذاكرة، وكما ترك رحيله جدلاً فنياً، ترك أيضاً جدلاً طبياً بعدما اتهم البعض د.مجدى يعقوب بأنه السبب، وأن هناك خطأ طبياً فى الجراحة التى أجراها لخالد
وقد زادت حدة الهجوم وتعالت نبرة السباب واختلطت بمعانٍ طائفية ونفسنة مهنية، ما اضطر د. مجدي يعقوب لإصدار بيان يوضح فيه ما حدث!!
والحقيقة أن ما حدث يفتح مجالاً لنقاش واسع حول ثقافتنا الطبية والصحية التى لا بد أن تتغير وتعرف أن هناك حالات طبية درجة تدهورها تستدعى أن يعرف المريض أنه مقدم على جراحة احتمال الفشل فى إنقاذه وعلاجه وارد، وأن هناك هامشاً لا بد أن يعرفه ويوقع عليه إذا كانت الحالة نفسها خطيرة مثل ما نناقشه
من حالة ضعف وتدهور كفاءة عضلة القلب بصورة كبيرة، ثقافتنا المصرية المليئة باللف والدوران والتى لا تعرف المناطق الرمادية فى الطب ولا تتفهم نسبية العلم ولا تعترف بالأعراض الجانبية تواجه مثل هذه المسائل بالضوضاء والزيطة والزفة
والهجوم العشوائى دون مناقشة هادئة، خاصة لو كان المريض مشهوراً، حالة الفنان خالد صالح كانت فى منتهى الحرج، وهى الجراحة الثانية للقلب المفتوح، ومن المعروف أن جلطة الشريان التاجى تترك أثرها على
عضلة القلب بدرجات متفاوتة تعتمد على زمن وإيقاع التدخل السريع لحلها وتذويبها أو عمل قسطرة أو جراحة فى الوقت المناسب، القرار فى حالات كفاءة عضلة القلب المتدهورة بنسبة كبيرة قرار ليس بالوضوح والحسم وطريقة الأبيض والأسود التى نتبناها فى ثقافتنا العادية، فأحياناً يحتاج المريض إلى زرع قلب ويدخل العملية وهو متأكد أن هناك احتمالاً ألا يخرج من غرفة العمليات حياً ولكنها المحاولة التى لا بد منها. د.مجدى يعقوب استخدم الثقافة الإنجليزية التى لا تعرف إلا الطريق المستقيم العلمى الواضح الذى يحمل فى مثل هذه الحالات احتمالات فشل
ويصارح بها المريض تماماً، وسأحكى لكم حكاية توضح الجانب الآخر من التعامل مع مثل هذه الحالات حتى نعرف أن كل ذنب د.مجدى يعقوب فى عرفنا المصرى أنه لم يكن ماهراً بدرجة كافية فى الهروب من إجراء جراحة ستجلب له الصداع أو يمارس اللوع ويحوِّل المريض إلى مركز آخر، القصة المعاكسة حدثت مع جراح شهير والذى عائلته كلها جراحون كبار، حدثت له الذبحة فى مارينا وعندما وصل إلى العناية المركزة للدكتور شريف مختار كانت عضلة قلبه قد تدهورت بصورة رهيبة، النتيجة أن جراحى القلب من أصدقائه وتلاميذه تهربوا من إجراء الجراحة
وقد استمعت من أحدهم مباشرة وهو يتعلل بالسفر هروباً من الحالة: «عايزينى أدبس فى الحالة ويقولوا إن أنا اللى موّت فلان والإعلام يجرسنى وأنا مالى يا عم»!!
وتأخرت الحالة أكثر وأكثر حتى مات فى الخارج بعد أن فات الأوان وعاد ليدفن فى القاهرة وتخرج الجنازة من نفس الكلية التى تهرب بعض أساتذة جراحة القلب فيها من مواجهة الحالة اتقاء لشر الهجوم والتجريس الإعلامى!.
نحن بهذا الهجوم اللاعقلانى اللاعلمى على د.مجدى يعقوب نكون قد أرسينا ثقافة «سيب المريض يولع ويموت بعيد عنى بدلاً من أن يتهمونى بأننى السبب وبلاش وجع دماغ»!!.