الجمعة , نوفمبر 8 2024
أخبار عاجلة

أكتمال طوق النار الإيراني !

الخريطة

 

ماهر شرف الدين:
بعد الانقلاب الحوثي في صنعاء، بات على المراقب أن يبتعد قليلاً عن الخريطة التي يقف أمامها ليأخذ صورة أشمل وأوسع للوضع الجديد.
فلو حمل أحدُنا قلماً ورسمَ خطاً يصل نقاط النفوذ الإيرانية (من صنعاء إلى جنوب لبنان إلى جبال العلويين إلى جنوب العراق إلى البحرين والمنطقة الشرقية) سيجد أنه قد رسم طوقاً شبه كامل يُزنّر المنطقة العربية في آسيا.
تقريباً، لقد بتنا أمام وضع جيوسياسي جديد وواضح يتمثل في اكتمال طوق النار الإيراني.
إنَّ ما حصل في صنعاء – ومن غير المستبعد أن يكون توقيته مرتبطاً بارتفاع هدير الطائرات الأميركية في سوريا – يعني أن المنطقة العربية لا تملك في الواقع جهاز مناعة حقيقياً في مواجهة التمدّد الإيراني، وأن سيناريو صنعاء يمكن أن يتكرّر في أي مدينة عربية أو بلد عربي تملك فيه إيران أي شكل من أشكال النفوذ (دعونا نتذكّر أين كان الحوثيون قبل عشر سنوات وأين صاروا اليوم!).
بعد عقد أو عقدين من الزمن – سيكون علينا إضافة نقاط نفوذ جديدة، إحداها في السودان الذي أعلنت سلطاته قبل فترة إغلاق “المركز الثقافي الإيراني” بفروعه كافة بعدما تبيّن الدور الخطير الذي يقوم به هذا المركز لخلق قواعد نفوذ شعبية تستند إلى محاولة إيرانية جدّية لخلق واقع طائفي جديد. ومثل ذلك في مصر وبلاد إقليم المغرب العربي. ناهيك عما فعلته إيران في سوريا في هذا الصدد.
والحقّ أن علينا كسوريين معاينة ما يجري في اليمن بدقة، لأنه سيحمل تداعيات مباشرة على القضية السورية. فعلى سبيل المثال يمكننا أن نتساءل عن مدى تأثير ما حصل في صنعاء على الخطة الأميركية الرامية إلى تدريب ثوار سوريين في معسكرات سعودية؟ بل إنه من الجائز جداً أن يكون من بين أهداف انقلاب صنعاء إنشاء حالة ابتزاز مباشرة للسعودية كي تتراجع عن مسائل كثيرة من بينها مسألة معسكرات التدريب السورية، لأنه لن يكون مستحيلاً إنشاء معسكرات تدريب موازية في اليمن ضد النظام السعودي.طوق النار الإيراني الذي يزداد وضوحاً، يفرض علينا اجتراح قراءة استراتيجية عربية شاملة تخرج بخارطة طريق متكاملة للمواجهة، بعيداً عن الغرق في تفاصيل تكتيكية… على الرغم من أن التجربة التاريخية الواقعية تؤكد بأن الممالك والدول المحكومة بالاستبداد (كحال الممالك والدول العربية) غير مؤهلة لأي مواجهة خارجية رابحة.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

صناعة الانحدار !!!

كمال زاخر الخميس ٧ نوفمبر ٢٠٢٤ من يحاربون البابا الحالى هم تلاميذ من حاربوا البابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.