الإثنين , ديسمبر 23 2024
انطونيو القمص دانيال
انطونيو القمص دانيال

انطونيو القمص دانيال يكتب: أمك أمى مش أمك!!!!!!!!!!!!

مينا بشاي

دخلت الام الى المستشفى لتضع طفلها الاول ولكنها فرحة وبشده ولا تشعر بالم الوضع او اوجاع الحمل فهى تنتظر ان تاتى بالابن البكر وتقدمه هدية لروح زوجها التى تثق انها ترفرف حولها وتعطيها ثقة وامان وبعد ان وضعت ابنها البكر غمرتها السعادة فهى كانت عاقر لسنين طويلة وعندما حبلت بابنها انتقل زوجها ليحيا مع الاحياء وكل امله ان يكون له ابن ليحمل اسمه ويخلد ذكراه ويصير سيره عطره تمجد اباه ويمدح الناس اباه بسببه وكان اتجاه الاب قبل انتقاله ان يتبنى ابن ويعطيه كل خيراته ومميزات الابن وانتقل وهو لا يعلم بحبل زوجته وكان قد بدء فى اجرئات التبنى لطفل من احد الملاجئ وبالفعل قد تمت الموافقة على تبنى الطفل ولكن جاء القرار والموافقة متاخره فقد جائت بعد حبل وولاده الطفل فكان شعور الام مختلط هل تكمل ما بدئه زوجها الغالى ام انها تكتفى بابنها المولود منها ؟؟؟؟
كان القرار صعب على الام بين ان تحقق ما بدئه حبيبها ؟؟؟ ام تكتفى بابنها وتعطيه رعاية فائقة ؟؟؟؟
وكان القرار ان تكمل ما بدئه زوجها المحبوب وتستلم الطفل وتعتنى بيه
ولكن كان بداخلها شعور غريب وهو هل تربى الاثنان تربيه واحدة؟؟؟ ام تعتنى بالابن اكثر من الطفل الذى تبنته؟؟؟؟
شعور الامومة تغلب عليها فهى ام وتعلم ان هذا الطفل ليس له اى زنب فيما حدث له ولها هو ولد وليس له اب او ام وهى ولدت ابن بعد وفاة زوجها فبدائت تربى الاثنين بدون تفرقة لدرجة انها وصلت انها قد نست من هو ابنها ومن الذى تبنته ولكن الطفل الذى تبنته لم ينسى ظل طوال الوقت يشعر بمقدار حب تلك الام التى لم تتخلى عنه ولم تشعره يوم انه غريب او انه ليس ابنها الذى حبلت بيه فى احشائها 9 اشهر ولم تتعب فى ولادته ظل الطفل يفعل ما فى استطاعته وما هو ليس باستطاعته كى ما يوفى ولو بمقدار صغير فضل تلك الام الحنون وفى نفس الوقت كان الابن يفعل ما فى استطاعته وما هو فوق تصور وتخيل البشر من شر فى امه فهو كل يوم يهينها ويتركها تبكى وصدر الاخر هو الملاز الوحيد لها دموعها تنساب مثل مجرى مياه وقلب المتبنى هو الارض التى ترويها فظل قلب الطفل الذى تبنته يروى بدموع الام الحنون ظلت تروى قلبه طوال عمرها وهو صاحب قلب خصب ياخذ الدموع ويحولها الى ابتسامات وافراح لامه ظل طوال الوقت يفكر فى ما يسعدها ولكن حدثت المفاجئة فالام من كتر حزنها من افعال ابنها ضعف قلبها وسقطت على الارض مغما عليها فنقلها الى المستشفى وهناك كانت الصدمة فى انتظاره الام تحتاج الى زراعه قلب وفصيلتها نادرة وتحتاج لمتبرع بالقلب او تنتظر لاجراء عملية القلب الصناعى التى تحتاج الى وقت وانتظار وهى لا تمتلك الوقت فكان كلام الطبيب اما المتبرع او الانتظار للقلب الصناعى وفى هذه الحالة اخلى مسؤليتى وتكتبون انتم تعهد على ذالك؟؟؟؟؟؟ اخذ ابنها الخبر وصمت والابن الذى تبنته اخذته الصدمه وخرج مسرع من المكان وهو يبكى بكاء هيستيرى ويصرخ امى لن تموت القلب الحنون سيظل ينبد بالحنان للجميع لا يمكن ان تموت لالالالا ومن ثم اختفى ولم يراه احد قط وظل الابن بجوارها لمدة يومين اما الاخر فمنذ ان خرج ولم يعود ثانيا ظل بجوارها ولكن دون ان يفعل شئ كل ما يفعله هو ان يتقابل مع الزوار ويبكى حال امه وضيق اليد ومصاريف العملية التى لا يملكها وزمه فى اخوه ودائما ما كان يقول انه ابن ضال وناكر للجميل لم تاتى تربية امى له بثمر فهو عاق لم يراعى ما تم صرفه عليه او الاهتمام الذى اعطته امى له وفى اثناء الزيارة دخل الطبيب وقال لكم عندى مفاجئة سارة لقد وجدنا القلب الذى تحتاجه السيدة ففرحوا وقالو اذن لنبدء فى تجهيزها للعملية وبالفعل بدئوا وذهب الابن يوم العملية ليدفع مبلغ من المال ولكنه فوجئ بالطبيب يمنعه ويقول له ادفع بعد العملية مش دلوقتى وكمان بعد منطمن على والدتك فانصرف الابن ولم يدفع وبالفعل تم اجراء العملية بنجاح باهر ابهر كل الاطباء من سهولة العملية ومن تطابق القلب وسرعه استجابة الانسجة والخلايا للقلب الجديد وبعدما افاقت الام ظلت تسال عن اولادها ولكن الطبيب ظل مانع الزيارة عنها حتى تنتهى فترة النقاهة وتسترد كامل طاقتها ونشاطها وبعدما تاكد من كل شئ سمح للزوار وعندما دخلوا لم تجد الابن الذى تبنته فسالت عنه فصاح الابن انه لعاق يا امى لم يظهر منذ دخوليك الى المستشفى ولم يراعى مرضيك وتعبيك وذهب لياخذ الفلوس ويسهر مع امثاله وهنا قاطعه الطبيب بانفعال وقال له
الم تسال نفسك ولو مرة لماذا لم يطلب منك احد مليما واحدا طوال تلك الفترة؟؟؟
الم تسال نفسك من اين اتى القلب الذى وضع بداخل والدتك ؟؟؟؟
ولكن قبل ان تجيب لكم عندى جواب احب ان القيه عليكم كما اوصانى صاحبه:::::::

امى العزيزة الغالية لقد كنت فى قمة حزنى عندما كنت صغيرا ولا اجد اليد الحانية ولا اجد امى بجوارى مثل كل الاطفال ولكن حزنى تحول الى فرح دائم عندما قمتى بتربيتى واخذتينى بين احضانيك فكان واجب عليا ان ارد لك شئ صغير من اعماليك ولكن للاسف ملقتش حاجة تخصنى او شئ امتلكه ااقدر ااقدمه ليكى يا امى فقدمت لكى قلبى الذى لا امتلكه فقلبى هذا كبر وتشبع من دموعيك التى كانت تروى فيه طوال عمرى فانت رويتى قلب واستئمنتينى عليه وعند احتياجيك ليه كان واجب عليا انى ارده لكى وكنت اتمنى ان اقدم لكى شئ من ممتلكاتى ولكنيك لم تعطنى فرصه لكى امتلك شئ فانت اعطيتينى نفسك فصرت انتى ممتلكاتى وفى نفس الوقت اشتريتينى من يد الهلاك والتشرد فصرت انا من ممتلكاتيك والان انتى تستردى جزء من تلك الممتلكات واطلب منك العفو على تصرفى فى جزء من ممتلكاتيك دون اذنيك ولكن سيرد لكى و بشكل اخر فقد تبرعت بالكلى لشخص كيما اقوم بسداد تكاليف المستشفى والكبد لتكاليف العملية امى اتمنى ان اكون دائما مصدر فرحيك وسعادتيك كما كنت فى حياتى على الارض لا تنسى ابن اطاع وظل يفرحيك دائما ولا اريد ان تبكى عليا لانى هزعل انى مش هكون جنبيك اشيل دموعيك تانى فى قلبى

اما انت ايها الاخ العزيز فكل ما اود ان اقوله لك ان هذه السيدة امك هى امى مش امك اتمنى ان تاخذك بها شفقة وتكون حنونا عليها فالكلى الاخرى ثمنها قد خصصته لك كى ما تتمتع بالمال كما تشاء ولا ترجع تحزن قلبى الذى بداخلها ثانيا

الى هنا وانتهت قصة ابن لام لم تلده ولكنها ظلت تعطيه من الاهتمام والرعاية ما جعله يقدم جسده كاملا لها قلبا بدل من قلبها كلى وكبد ثمنا لاقامتها واجراء العملية كى ما لا تاخذ مليما واحد من احد ولا تمد يدها الطاهرة لاحد ولا يخدش يديها العفيفة لطلب الحاجة
اذن اين انت ؟؟؟

الام هى من تبنى من ادخل من هو خارج البيت الى البيت من اتى بالبعدين الى الامان هذا هو ما فعله يسوع فنحن كنيسة العهد الجديد التى تبناها المسيح بدمه وفتح لنا بابا السماء بعدما اغلق على اليهود فقط وكانوا هم شعب الله المختار وكان لبد للابن ان يقدم شئ يثبت بيه ولائه فلم تجد كنيستنا القبطية الارثوذكسية اغلى من اولادها فهم قلبها النابض وهو اغلى ما تملك فقدمتهم لحبيبها لا كتقدمة الاوثان واماتة الابناء ولكن هو تسليم قلب المحبوبة الى حبيبها فهى تحبه وتشتاق الى العودة اليه اما الكبد والكلى فهى تلك الكنائس التى تخرج الدماء للقلب ليضخه فى باقى الجسد بالكبد مصنع الدم والقلب هو الذى يضخ هذه الدماء فهى تقدم له ولاجله المصنع والمنتج فمن البداية ان لم يشتريها بدمه لما كان هناك شئ ولم تتواجد على الاطلاق

هل انت كمان مستعد تكون القلب الى تقدمه الكنيسة لحبيبها وفديها المسيح

اذكرنى يا حبيبى متى جئت فى ملكوتك
اذكرنى يا فديا متى جئت فى ملكوتك
اذكرنى يا من رويت قلبى متى جئت فى ملكوتك
اذكرنى يا من لا يهوه ولا يشتاق لغيره قلبى متى جئت فى ملكوتك

انطونيو القمص دانيال شحاتة

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.