بقلم المحامي نوري إيشوع
منذ قرون ولدنا و أعدنا العدة، خططنا للحرب، غزوات و حروب ردة، دعوة إلى الإستسلام أو أعدوا للموت العدة
حفرنا الخنادق و ضربنا الرقاب بشدة، نحن دين هذا الدهر، حدودنا، كل دول العالم، لا توقفنا بحارا، لا صحارى
والرقاب للذبح معدة، القتل مباح، و الغصب مستباح، لا أعمار في النكاح لا عدة!
كلمتنا، الفصل لا سؤال و لا حتى أقتراح و الشرع ديدننا و علينا تطبيقه دون مدة.
شعارنا لا مساواة بين خلق الله، أما كافر أو مؤمن، للأول سفك الدم و للثاني أراحه الرحمن و له جنان الخلد بنى
و أعدّ!
من لا يطيعنا، للقتال ينادينا، و من لا يؤمن بما نؤمن به، يعادينا، نحن وحدنا أصحاب دين الحق
ومن غير ديننا كفرٌ و إلحاد و لأوامر الرحمن خالف و تعدّ!
نحن الذين نشرنا الذعر بين العالمين، نحن الذين أستعبدنا المسالمين، قرارنا، قرار رب العالمين:
إما الطاعة لسيد المرسلين وإما الجزية أو قطع الرقاب أضحية لخاتمة النبين!
نحن الأجندة و الأداة سخرنا الغرب للممات، فجرنا برجي التجارة العالمية بإيعاز من الموالين والسيادات!
فكنا السبب في شن حروب الغزوات، إفغانستان، فلسطين، سوريا، مصر و عراق الدجلة و الفرات!
نحن الذين جعلنا العالم ساحة حرب، حرقنا الكنائس، قتلنا في مصر، دمرنا الجوامع، خطفنا القامات
وأسكتنا الشيوخ الداعين للسلام و المحبة، نحرنا في سوريا و دمرنا العراق، نحن الذين شرعنا القوانين
منذ قرون، جعلنا للمرأة مقام أدنى و جعلناها سلعة للمتعة وملكة يمين للتابع المجنون.
إلهنا غير إلهكم! إلهنا، يكره المحبة و التسامح و يمقت التعايش السلمي وهو متخفي
ولا يحب الظهور بصورة ملاك أو ملامح!
إلهنا إله حرب، غصب و نحر باسمه الأكبر و العزة و اللات ويجب أن يخضع لأوامره الشرق والغرب
إله مادة و غضب، يحب المال والدماء و لا يتوانى عن بيع المحصنات باسم نكاح الجهاد في الأسواق.
إلهنا يكره الخمر في هذا العالم لكنه كريم في جنانه ويشربه و لا يسكر به كالنمر، يمنحنا حور العين، بيض
و شقر وسمر، خدامنا، الولدان المخلدون، شرابنا أنهاراّ من العسل والخمر وبحارا من الغنائم
والحسناوات الحمر! ناهيكم عن بساتين من الرمان و التينو الذ التمر!
نحن الذين فجرنا برجي التجارة العالمية بإيعاز من الإمبريالية الصهيونية، نحن الذي قدمنا على ظهر
الدبابات الأمريكية لغزو العراق! نحن الذين ركبنا سفن أردوغان، و اجتزنا سهول الأردن و دروب لبنان
وغزونا سوريا، نحن الذين نقتل أقباط مصر و حراس سيناء! نحن الذين كلفنا بحماية إسرائيل
ولقضية فلسطين نسينا!
الكذب في شرعنا! مباح، و المساواة بين الأخوة في البشرية محال لا بل هو ضرباً من خيال
حريتنا قيود بلا حدود و أغلال، قدوتنا خير أمة أُخرجت للناس و كل شيء فيها حلال
لا محبة لا تسامح، كلنا جنود الله أكبر، جاهزين للقتال.
أهدافنا نبيلة، نحر واغتصاب و رذيلة، جعلنا موتنا الى إلهنا جسراً و سبيلا
موعدنا في سوريا المستقرة، الجميلة، قدمنا من الشرق والغرب و اعتلينا ظهور الجمل و الفيلة
ديدننا أن نطبق شرع الرحمن و ليس لنا عنه بديلا، لا نهتم لأبرياء تُقتل وثكالى تندب
و يتامى تصرخ و أشعلنا الحرب و لن نقبل عنه بديلا!!
هكذا نحن، جنود، سخرنا الله للدفاع عنه لنجتاح و نحتل، لانه إله ضغيف ومعتل لا يعرف الرحمة
فقدّ المحبة و التسامح و أمتلئ قلبه على خليقة رب المجد بالحقد و الغل! عقولنا متصحرة
قلوبنا صخرية متحجرة، لا نعرف الرحمة، حصادنا التفرقة و التشريد ومنع التعاون والتكاتف و اللحمة!
قادتنا زعماء حرب و على العمالة ينتظرون دورهم في زحمة، أوباما أبو حسين
يحمل خاتماً سحرياً طلسمه لا إله إلا الله، أردوغان سيد الخيانة و زعيم المتأمرين و الأعوان
دول الخليج الفارسي نتانة وخسة غارقين في كره البشرية تحت إسم الإخوان، جامعة الدول العبرية
قراراتها إهانة للبشرية، نتانة و عمالة، كلهم دون إستثناء في العمالة سادة و للكرامة خّوان!