الأهرام الجديد الكندى
داعش تنظيم ظهر أمامنا فجأة على الأرض العراقية, ولكنه يبدو أنه كان قد تم إعداده إعدادا جيدا من حيث التدريب وخطط الهجوم وما إلى ذلك من متطلبات أى فصيل عسكرى، ومخطيء من يتصور أنه من الممكن أن ينشأ تنظيم مثل هذا على أرض العراق بعيداً عن أعين المخابرات الأمريكية؛ التى تمتلك زمام أمور الدولة العراقية بجميع مفاصلها, ويمد من خلالها البنتاجون من تشاء بالسلاح، ولو لم تكن أمريكا مستفيدة من تكوين هذا التنظيم إن لم تكن هى من صنعته لقضت عليه فى مهده..!
السبب الحقيقى لصناعة داعش..!
يقول العالم الشيخ صلاح الدين درة الذى مكث لسنوات عديدة يعمل بالمركز الإسلامى بأمريكا موفدا من قبل الأزهر الشريف؛ أن السبب الأول والحقيقى لما تقوم به أمريكا من تكوين تنظيمات تدعى أنها تحارب تحت راية الدولة الإسلامية وتبشر بالخلافة الإسلامية وتقتل وتدمر الجميع؛ هو محاولة أمريكا المستميتة للحد من ظاهرة انتشار دخول الأمريكان فى الدين الإسلامى, وأقسم بالله أننى أثناء إقامتى فى أمريكا رأيت الآلاف ممن أشهروا إسلامهم ولا يمر يوم واحد دون أن يشهر فيه أحدهم إسلامه.
وقد كشفت فيما مضى ونشرت عنه وسائل إعلامية عن إشهار إسلام بعض قادة الجيش الأمريكى أنفسهم, وآلاف من الجنود الذين شاركوا فى حرب الخليج الأولى، والشعب الأمريكى يتميز بالمرونة على عكس ما يتصور البعض ويبحث عن الإقناع فى أى شيء، وأذكر أنه فى فترات الهجوم على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالرسامات الكاريكاتورية وغيرها والتى أخذت صدى عالميا كانت هذه فترات خصبة لإشهار الكثير من الأمريكان لإسلامهم بأمريكا عكس ما يظن البعض.
ولا أنسى يوما دخل فيه علينا بالمركز الإسلامى أحد الشباب الصغار وعمره ثمانية عشر عاما, وقال لنا أريد أن أعرف من هو “محمد” هذا الذى تقوم الدنيا من أجل الإساءة إليه فى رسم كاريكاتير؟!
فقام علماء المركز بتحصيله على كل المعلومات, وجلس معنا كثيرا, وقرأ كتبا عن الإسلام وعن الرسول صلى الله عليه وسلم حتى شرح الله صدر هذا الفتى وأشهر إسلامه.
ويواصل درة قائلا: إن أمريكا لا تريد استقرارا أبدا فى منطقتنا, وتريد أن تصنع حروبا طائفية, ولا تتورع عن تكوين تلك التنظيمات لبث روح الكراهية للإسلام فى شعبها أولا, وكذلك فى العالم أجمع, ولذلك ينشر الإعلام الأمريكى على الدوام جميع الأخبار والصور عن داعش وغيرها للتدليل لشعوبهم أن الإسلام يعنى القتل والإرهاب والخراب والتدمير, بينما هم من صنعوا كل ذلك!