الأهرام الجديد الكندى
أصدر تنظيم “الدولة الاسلامية”، مساء الجمعة، فيلما وثائقيا جديدا وصفه أنصاره على شبكات التواصل الاجتماعي بـ”الأضخم”، مستخدماً تقنيات إخراجية عالية تضاهي تلك المستخدمة في أفلام “هوليود” وكبرى شركات الإنتاج السينمائي العالمية.
الوثائقي الجديد، الذي حمل عنوان “لهيب الحرب”، بلغت مدته 55 دقيقة و14 ثانية، وتضمن مشاهد عالية الدقة لمواجهات بين عناصر التنظيم وخصومه في كل من سوريا والعراق، ومشاهد اقتحامات وعمليات “استشهادية” نفذها عناصر من التنظيم ضد النصيرية والصفويين (في إشارة إلى الجيشين السوري والعراقي)، إضافة إلى مشاهد إعدامات لعدد من الأسرى لديهم.
وبيّن الإصدار، الذي اطلع عليه مراسل “الأناضول” من خلال صوت المعلق الناطق بـ”الانجليزية” المرافق للترجمة العربية المكتوبة على المشاهد التي استخدمت فيها مؤثرات متطورة، أن لهيب الحرب “قد بدأ الآن”، وتوعد أمريكا وباقي خصوم “الدولة الإسلامية” بالمواجهة.
واستعرض الإصدار مراحل تكون “دولة الخلافة” التي أعلن التنظيم تأسيسها في المناطق الخاضعة لسيطرته في كل من العراق وسوريا أواخر يونيو/حزيران الماضي، والحملات الإعلامية التي شنت ضدها وضد عناصر التنظيم ووصفهم بـ”الخوارج”، إضافة إلى موقف التنظيم من خصومه الذين وصفهم بـ”المرتدين” و”العلمانيين” و”الصحوات”.
وركزت المشاهد على معارك التنظيم للسيطرة على مطار منغ العسكري التابع للنظام في ريف حلب الشمالي شمالي سوريا، والفرقة 17 بريف محافظة الرقة معقل التنظيم الرئيس في سوريا.
ويختم الإصدار بمشاهد لجنود أسرى من الفرقة 17 التابعة لقوات النظام يقومون بحفر “قبورهم” كما قال أحدهم، والذي أضاف أن بشار الأسد تخلى عنهم وسحب ضباطه من الفرقة، بينما ترك العناصر يقاتلون التنظيم، داعياً أهالي جنود النظام لسحب أبنائهم من الخدمة العسكرية في جيش النظام.
وأضاف المتحدث أن 800 عنصر من قوات النظام كانوا في الفرقة 17 التي سقطت بيد التنظيم قبل أسابيع وهزموا أمام العشرات فقط من عناصر “الدولة الإسلامية”.
وبعد ذلك، ظهر عنصر ملثم في التنظيم يحمل مسدساً ويقول باللغة الإنجليزية “قالوا إننا تركنا الجبهات وقتال النصيرية (جيش النظام السوري) لنوجه أسلحتنا لقتال المسلمين.. كذبوا.. والله إنا لأشد الناس على الكفار.. وإنما بدأ لهيب الحرب يشتد”.
وختم بالقول “والله الآن الآن بدأ القتال”، قبل أن يبادر مع عدد من زملائه المسلحين بإطلاق النار على رؤوس عناصر النظام الذين كانوا مصطفين أمامهم جثياً على الأرض، وليسقط الأخيرون في الحفرة التي حفروها.
ورصدت وكالة “الأناضول” قيام موقع “يوتيوب” لمشاركة مقاطع الفيديو عبر الانترنت، بحذف الإصدار ولمرات عديدة أمام محاولات أنصار التنظيم نشره والترويج له بكثافة.
واضطر أنصار التنظيم في النهاية لتحميله على مواقع بديلة تتيح الحصول عليه مع “كلمة سر” يرفقونها على تلك المواقع، وذلك في محاولة للالتفاف على حظر موقع يوتيوب الذي يعد أكثر مواقع مشاركة مقاطع الفيديو على الانترنت انتشاراَ.
ورأى متابعون لمسيرة “داعش”، بحسب ما أفادوا به لمراسل “الأناضول”، أن الإصدار الضخم الجديد سيسهم في ضم عناصر جديدة إلى التنظيم، خاصة أنه اتسم بعنصر الإبهار والمؤثرات البصرية العالية واستناده إلى أيات وأحاديث تدعو إلى الجهاد وتندد بـ”المتخلفين عنه” ومخاطبته لمن يريد “الهجرة” إلى “الدولة الإسلامية”.
واعتاد تنظيم داعش إطلاق إصدارات مرئية، يضمنها مشاهد لمعارك ومواجهاته مع خصومه، أبرزها “صليل الصوارم” الذي جاء بعدد من الأجزاء.
وتنامت قوة تنظيم داعش الذي أعلن عن تأسيسه بداية في سوريا أبريل 2013، بعد سيطرته على مساحات واسعة العراق في يونيو/حزيران الماضي، قبل أن يعلن التنظيم في نفس الشهر تأسيس ما أسماه “دولة الخلافة” في المناطق التي يتواجد فيها في البلدين الجارين(سوريا والعراق)، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي “خليفة للمسلمين”، ودعا باقي التنظيمات الإسلامية في شتى أنحاء العالم إلى مبايعته بعد شطب اسم العراق والشام من اسمه.
http://www.youtube.com/watch?v=sJu1h9MT-mU