الاهرام الجديد الكندى
منذ قيام ثورة يناير 2011 وحتى وصول الرئيس عبدالفتاح السيسى للحكم، شهدت العلاقات المصرية – الخليجية تحولات كثيرة. كان الفتور قد أصاب علاقات مصر بالسعودية والإمارات خلال حكم المعزول محمد مرسى، وكادت تصل بها إلى مرحلة القطيعة؛ نتيجة تطاول قيادات الإخوان على دول الخليج وشيوخها، جاءت السياسة الخارجية المصرية فى عهد الرئيس «السيسى» لتصحح ما ارتكبه تنظيم «الإخوان» من أخطاء خربت علاقات مصر الخارجية، وتظهر منذ ساعاتها الأولى، أنها تهدف إلى تحويل كلمات مثل «الوحدة العربية» و«التضامن العربى» و«العمل العربى المشترك» من شعارات تاهت وذابت وبهتت فى عهد نظام مبارك، إلى فعل وواقع ملموس على الأرض.
من ناحيته أكد حبيب الصايغ، رئيس اتحاد كتاب الإمارات، رئيس تحرير دار «الخليج» المسئول، لـ«الوطن» أنه بعد مرور مائة يوم من حكم الرئيس «السيسى» شهدت علاقات مصر العربية تطورات كثيرة، كان أبرزها التحول الكبير فى علاقة مصر بكل من الإمارات والسعودية وبقية دول الخليج. وأضاف: «من يقارن السياسة الخارجية للرئيس السيسى بسياسة مرسى، يجد أن السيسى تمكن من تصويب الأخطاء التى وقعت فيها جماعة الإخوان، من خلال تعزيز التعاون الثنائى مع الإمارات والسعودية على جميع المستويات، حيث شهد عهده تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى وزيادة الزيارات المتبادلة وحتى التعاون العسكرى، فضلاً عن تقديم كل أوجه الدعم المادى الممكن لمصر فى الفترة التى كانت تعانى فيها من مشكلات اقتصادية ناتجة عن التحولات السياسية المتسارعة التى شهدتها.. فالسيسى أعاد مصر لنفسها بعد أن حاول الإخوان اختطافها، وعندما تعود مصر لنفسها تكون هذه هى علاقتها بالخليج». واعتبر أن علاقات مصر بالخليج أصبحت أقوى منها فى عهد الرئيس الأسبق مبارك أيضاً، لأن «السيسى» يمثل إرادة الشعب المصرى. وشدد «الصايغ» على أن حكام الإمارات يعتبرون أن أمن مصر هو جزء أساسى من أمن الخليج، وقوة مصر قوة لدول الخليج، ويدعمون مصر تنفيذاً لوصية الشيخ زايد آل نهيان مؤسس الدولة، و«هذا هو الوضع الطبيعى لمصر ودورها، والسيسى أعاد لمصر دورها واعتبارها ومكانتها، ولذلك دعمت الإمارات عودة مصر لهذا الدور». واعتبر أن ما حدث «إنجاز كبير للرئيس السيسى» من خلال الزيارات التى قام بها للخليج والتنسيق المستمر على كافة المستويات فى الملفات الثنائية والإقليمية والدولية، وهو ما أعطى رسالة للعالم بأن مصر لا تقف وحدها فى ظل هذه الظروف، مضيفاً: و«هنا يكفى الإشارة لزيارة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذى توقف فى القاهرة خلال عودته من المغرب ليزور مصر ويلتقى الرئيس السيسى رغم حالته الصحية، فكانت هذه الزيارة رسالة للعالم بأن الخليج يقف مع مصر لمواجهة التحولات التى تمر بها».
واعتبر الكاتب السعودى جاسر الجاسر لـ«الوطن» أن التعاون والتنسيق السعودى – المصرى فى عهد الرئيس السيسى لم يكن فقط مقتصراً على دعم مصر وتعزيز التعاون الثنائى بين القاهرة والرياض، بل جاء لتصحيح مرحلة مشوهة من العلاقات العربية – العربية، كادت تعصف بالأمة العربية، سواء كان الفاعل هو الإخوان أو قطر أو تركيا أو إيران، وإعادة لترتيب البيت العربى من الداخل، وهذا هو الدور المنوط بالسعودية ومصر باعتبارهما الدولتين المحوريتين فى المنطقة، وأن تعزيز التعاون بينهما يعد قاطرة لتعزيز العلاقات والثقة بين الدول العربية.