علقت قناة مصرية عرض مسابقة للرقص الشرقي لأجل غير مسمى بعدما انطلقت أولى حلقاتها قبل يومين وأثارت جدلا كبيرا في مصر.
وقالت فضائية “القاهرة والناس” إنها أوقفت المسابقة بسبب “توالي أحداث الإرهاب التي يذهب ضحيتها أبناء مصر وأخرها ذلك الحادث المؤلم الذي أزهق أرواح إحدى عشر نفسا بريئة” في سيناء.
وبالرغم من وجود برامج مماثلة في العالم العربي، إلا أن هذه أول مسابقة من نوعها يجرى إنتاجها في مصر.
وفور عرض الحلقة الأولى من البرنامج، طالب عدد من كبار علماء الأزهر بوقفه ووصفوه بأنه “دعوى جديدة للتعري باسم الفن”.
وأصدر العلماء بيانا أكدوا فيه أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام “الهجمة الشرسة على الإسلام وأخلاقياته وقيم المجتمع وأعرافه”.
وقال إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، لبي بي سي: “نحن مع حرية التعبير وكل ما يرفع ويسمو بالذوق المصري، لكن يجب أن يتوافق ذلك مع قيم الشعب المصري المتدين بطبعه”.
ورحب نجم بتعليق عرض البرنامج، قائلا: “في هذه الفترة العصيبة نواجه مشكلات أكبر من عرض مسابقات للرقص الشرقي”.
وكانت دار الإفتاء المصرية قد طالبت بوقف البرنامج، معللة ذلك بأنه “مفسدة للأخلاق”.
وقالت دار الإفتاء في بيان بثته على موقعها الرسمي صباح اليوم “إن هذا البرنامج قد يتخذ ذريعة لترسيخ فكرة أن المجتمع يحارب التدين”.
لكن تامر حبيب، عضو لجنة التحكيم بالمسابقة، قال إن “البرنامج يقدم فكرة الرقص الشرقي كفن خال من الإبتذال”.
وأضاف لبي بي سي: “لا أنتظر أن يكون رجال الدين مع الرقص الشرقي، لكن الهجوم على البرنامج بهذا الشكل يعد هجوما على شيء موجود في تراثنا وتاريخنا وجميع منازلنا”.
“شاشات نظيفة”
وتلقى مكتب النائب العام في مصر أربعة بلاغات من محامين ومواطنين تطالب بوقف البرنامج. وقال مقدمو البلاغات إن البرنامج يساهم “في نشر سوء الأخلاق في الدولة”.
وقال سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف سابقا، لبي بي سي: “أناشد الدولة باسم الحرية أن تساعدنا في الجلوس أمام شاشات نظيفة، ونحن مع الإبداع المنضبط بالقيم والأخلاقيات”.
وأضاف: “لا أعارض وجود مدارس لتعليم الرقص لسيدات يرغبن في تعلم ذلك لإرضاء أزواجهن في المنازل، لكن لا يجوز فتح هذه المدارس لتعليم الفتيات الرقص كمهنة لأن هذا ينشر الرذيلة”.
لكن الراقصة المصرية هياتم قال لبي بي سي: “هذا البرنامج يظهر جمال فن الرقص، على عكس ما يدعيه البعض من أنه سيفسد أخلاق المجتمع”.
وتساءلت: “لماذا لم يفسد الرقص أخلاق الأجيال السابقة على الرغم من أنه موجود منذ أيام الفراعنة؟”
وكان البرنامج يستهدف اختيار أفضل راقصة من بين متسابقات من بلدان متفرقة، على أن تحصل الفائزة على جائزة مالية، بالإضافة إلى إنتاج استعراض راقص وفيلم سينمائي لها.