أنتينال
عفوا.. لم أكن يوما طبيبا ولكن نحتاج إليه عندما تستدعى الحالة ذلك.
وحالتنا هنا مستعصية العلاج بالرغم من التنوية ولفت النظر التى نطلقها بين الحين والأخر.
كنا فى المقال السابق قد شخصنا حالة الإسهال العقلى التى ألمت بالإعلاميين والصحفيين الذين تركوا أقلامهم وركنوا عقولهم وإتجهوا لجنى الأموال من الفضائيات .
دون النظر إلى ميثاق شرف المهنه الذى أصبحوا يتعاملون معه كعاهرة.
ودون أن يقدروا أى إعتبارات نفسية يمر بها هذا الوطن.
لذلك ينتابنا حالة من الغثيان التى تصيب عقولنا .
كلما شاهدنا هذا الجمود العقلى والبصيرة الضيقة كلما طلوا علينا عبر شاشاتهم .ليسوقوا لهذا الشعب فقط إعلاناتهم. وليس رؤيتهم للإحداث فى توعية وتثقيف هذا الشعب .
فالمتنطعين من المذيعيين قد فاقو الحد منهم من درس ومنهم من أتى من الشارع ومنهم من أتى من البيت.فأصبحت برامجهم عبارة عن يخن خالى من الطعم .وخاصة عندما أصبح ضيوفهم عرض مستمر على موائدهم المليئة بالدوبرهات التى يعف عليها كلمات تخرج من أفواههم كالذباب.
فالكل عندهم محللين وخبراء إستراتيجيين لهذه البلد .فبدلا من ان يشدوا من أذر مصر ورفح الروح الوطنية للشعب .إلا أنهم خبراء فى رفع روح الإحباط لهذا الشعب ورفع درجة التشتت العقلى له.
فبسبب تحليلاتهم المبنيه على هدم الروح.أصبح الشعب يدور فى فلك أين الحقيقة. هل تسير الدولة فى الطريق الصحيح الذى يحلم به الشعب.أم أنها تسير فى الطريق الخطأ.هل مايدور الأن مجرد أكاذيب تروج له الدولة لكى ترهب الشعب مرة أخرى.تماما كما يرددون هل ثورة25يناير ثورة؟ أم مؤامرة.هل قتل المتظاهرين تم بأيدى الخونة؟أم بأيدى الشرطة.هل ثورة 30يونيو ثورة؟ام إنقلاب.
هل كانت رابعة مذبحة ؟أم أنها شو إعلامى أرادوا الأخوان أن يتاجروا بها للمغيبين.هل مايدور فى سيناء حرب على اللإرهاب؟ ام هى مجرد تصفية حسابات.هل التفجيرات التى تطال مصر منذ فض رابعة والإغتيالات التى تطال جنودنا وظباطنا من فعل النظام؟أم هى صنيعة إرهابيين متمرسين يريدون لهذا الوطن الإنكسار .
هكذا أوصل الإعلام لقطاع عريض من الشعب حالة من عدم الإدراك والتبلد فى العقل.
فلا رؤية ولا فكر ولا حتى معلومة فى خضم تلك الأحداث التى تمر بها مصر .فالوطنية فقط لديهم هى زيادة أرصدتهم فى البنوك.
متناسين أن العالم يتكاتف من أجل النيل من مصر وشعبها وحدته الوطنية بعد أن دحض مؤامرتهم.
وبالرغم من هذا مازال الإعلام المصرى قابع فى دهاليز الفكر العقيم .فبدلا من ان يغير من نفسه .على العكس يساعد على تاجيج المؤامرة دون وعى .نتيجه الحشو الفارغ الذى يتفوهون به .
فإذا كانت جرعة الأنتوسيد التى قدمناها فى المقالة السابقة لكى تمسك عقولهم من حالة الإسهال اللفظى الفارغ لم تجد نفعا معهم.
لذلك وجب علينا كاشعب أن نقدم لهم جرعة أنتينال لعلها تكون ملحة لتطهيرهم نهائيا.
فقد حان الوقت ليسرى مفعول هذا الانتينال فى أجساد وعقول هؤلاء.
فالشعب الان مهيئ لمن يبث فيه روح الوطنية والبناء ونحن نخطوا الخطوة الأولى لهذا.مع أول مشروع ثورى وطنى روى بدماء الجندى الذى عثر عليه مدفونا تحت رماله ألا وهو أزدواج قناة السويس.
فيا كل الفنانين والمؤلفين والملحنين والصحفيين والاعلاميين إلهبوا حماس هذا الشعب كما ألهبوه أسلافكم التى صداها مازلت فى الأذهان
فهل سنرى جزء من هذا الامس اليوم .ام تحتاجون جرعة انتينال مطهرة.