بقلم عصام أبو شادى
عفوا لم اكن يوما طبيبا ولكننا نلجأ إليه عندما تطلب الحالة ذلك.
وبما أن مصر تمر بمرحلة هى من أخطر المراحل على مستوى تاريخها القديم والحديث ..إلا أننا نرى الكثير من الحالات التى وجب عليها الذهاب إلى الطبيب لكى يبراها من حالات التعنية العقلية التى اصابتهم مما سببت لهم حالة من الجفاف العقلى دون ان يعلموا ذلك .
أو يوهمون انفسهم أنهم فى أحسن حال.ومن هؤلاء الذين تعتريهم تلك التعنية هما المؤسسة الإعلامية بما لديها قدرة التأثير على المشاهد.ومن ثم تكوين عقليته الفكرية فإما ان تكون موجبة أو سالبة .
وكذلك فى المقابل المؤسسة الصحفية التى نضبت فيها الأقلام الشريفة الوطنية والتى كانت فى الماضى تخط المانشت الذى يؤدى إلى تشكيل الوجدان الوطنى فى ذاكرة القارئ .لذلك نرى أن المؤسستين تسير فى واد ومصر والشعب فى واد أخر.
ولما لا..وهناك كتاب تركوا اقلامهم تجف وهرولوا تجاة الفضائيات من أجل السبوبة وبداية المليونية الأولى التى تغنيهم عن قدح زناد عقولهم فى مداد فلم وورقة لن تسمن ولا تغنى من جوعهم أمام سطوة الميكروفون .فبح صوتهم وضاعت أقلامهم بسبب الإسهال الذى يسببه لهم منظر البنكنوت.
غير مبالين بما يدور فى مصر وخارجها اللهم أى كلام والسلام مع شوية سفسطة فارغة يملؤن بها عقل المشاهد وكأنهم أصبحوا إعلاميين أفذاذ ولدوا من رحم المايك.
هكذا أصبحوا من توجه من كتابنا نحو الفضائيات فأصابتهم تعنية فى العقول وإسهال فى الفكر المهلل .فبعد ان كان الكاتب هو من يتحرى ويحصل على الخبر بنفسه ويكون ملك إرادته .
أصبح اليوم بين الفضائيات أسير سياستها ليجد من يملى عليه ما يريد أن يتحدث عنه .هذا لان الوطن اليوم ياسادة اصبح التجارة الرائجة لهم.
هذا حال كتابنا الذين نراهم بين الحين والاخر يتشدقون بذكرياتهم فى بلاط صاحبه الجلالة.
وليس كتابنا هم أسوأ حالا فهناك الإعلاميين الذين لا يقلون سوء عن هؤلاء الكتاب .فأصبحت كلمة إعلامى هى الوظيفة التى لا وظيفة له .فملؤا الشاشات من حوارات ومناقشات وليس هناك مانع من سبوبة المسلسلات أهو كله سمك لبن تمر هندى.مادام هناك من يدفع ففضائيات البابا كلها كنوز.
وتقولوا ماتجبش إسهال .أيه الهم إللى شغال فيكى دة يامصر.
حسوا على دمكم شوية ..وازرعوا الوطنية فى نفوسكم اولا حتى تستطيعوا أن تزرعوها فى عقول ونفوس الشعب فمصر تمر بمنعطف خطير نريد ان نعبره بسلام لنا اولا وبأموالكم التى تجنوها من تجارتكم الوطنية
ثانيا.إتركوا الماضى بما فيه.وسطروا باقلامكم وشاشاتكم كل يوم امل جديد لهذا الشعب .ومع كل شمس إرزعوا وطنية جديدة بداخله تبعده عن حالة اليأس والخوف والإرتكان للمستقبل التى أصابت معظم إفرادة نتيجة جهلكم فى رؤيتكم للأحداث .فلا وقت لنبش الأحزان والمتاجرة بها .
ولكن الوقت الأن فصاعدا للبناء فمصر تستحق منكم هذا واكثر .فابدؤا بانفسكم اولا وإتركوا جيوبكم فقد إمتلئت .اما عقولكم فقد اضبحت أمامنا فارغة ..
عفوا أيها القارئ فيبدوا أن الانتوسيد قد بدا مفعوله يسرى فى عقلى ليخرجه الأن من حالة الإسهال التى أصابته فى كلماته إلى حالة الإمساك
ولنا بقية…..مع جرعة الأنتينال