الثلاثاء , ديسمبر 24 2024
محمد عربى عابدين

داعش اليوم تتار الأمس .

بقلم — محمد عربي عابدين
انا اعلم ان العنوان غريب ولكن دعونا نحلل ونعرض حقائق ونري
عند النظر الي داعش وانتصاراتها الزائفة والمجازر التي ترتكبها وظروف الوطن العربي وتفرقه وتناحره والحملة الاعلامية التي تقودها للتهويل وفرض هيبة لنفسها ولهزيمة أعداءها نفسيا ، نجدها تتشابه مع التتار ، ولنعرض اوجه الشبه في نقاط ولكن بعد قراءة الخطاب الذي وجهه جنكيز خان ملك التتار لسيف الدين قطز امير مصر
(مِن ملك الملوك شرقاً وغرباً، الخان الأعظم، باسمك اللهم باسط الأرض ورافع السماء.. يعلم الملك المظفر قطز وسائر أمراء دولته أنا نحن جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه وسلّطناً على من حل به غضبه، فلكم بجميع البلاد معتَبَر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم، وأسلموا إلينا أمركم قبل أن ينكشف الغطاء فتندموا ويعود عليكم الخطأ.. وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد وطهرنا الأرض من الفساد وقتلنا معظم العباد، فعليكم بالهرب وعلينا الطلب. فأي أرض تأويكم؟ وأي طريق تنجيكم؟ وأي بلاد تحميكم؟ فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فالحصون لدينا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يُسمع.. فمن طلب حربنا ندم، ومن قصد أماننا سلم، فإن أنتم لشرطنا ولأمرنا أطعتم، فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن خالفتم هلكتم.

فلا تهلكوا نفوسكم بأيديكم، فقد حذر من أنذر.. فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا برد الجواب قبل أن تضرب الحرب نارها، وترمي نحوكم شرارها، فلا تجدون منا جاهاً ولا عزاً ولا كافياً ولا حرزاً، وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم منكم خالية، فقد أنصفناكم إذ راسلناكم، وأيقظناكم إذ حذّرناكم، فما بقي لنا مقصد سواكم )
1-ان التتار وداعش جيوش غير منظمة ولكنهم مجموعة من قطاع الطرق والمرتزقة ، ، فقد كان التتار مجموعة من الرعاه ، اعتمدوا في حياتهم ومعيشتهم علي الرعي وكذلك داعش مجموعة من الافراد انشأتها المخابرات الامريكية ، وكانوا متفرقون في الدول ، يبغون في الارض فسادا ، وللاسف الاثنين يتحدثون باسم الله وانهم جند الله في الارض
2- كذلك من اوجه الشبه الحملة الاعلامية الكبيرة في تصوير هذه العصابات انها قوة لا تقهر ، فكان التتار يبعثون برسلهم الي الدول الاسلامية ليبثوا بين اهلها وامرائها وملوكها أفعال التتار من قتل وسحل واغتصاب النساء وقتل الاطفال واقتلاع الزرع والحرث ، ولا يتركون علي الارض من اخضر ولا يابس ، وكانت هذه الاخبار تُبْث لهزيمة اعدائها نفسيا قبل الدخول معها في معارك ، فكان جيش اي دولة اسلامية يستسلم بدون قتال أو بمقاومة ضعيفة عن استحياء ، فكانت الجيوش الاسلامية تهزم قبل دخول الحرب ، وها الآن داعش تبث الرعب في قلوب الاهالي ويساعدها الاعلام ووسائل التواصل بين الناس في نشر افعال داعش بقتل الرجال واغتصاب النساء وقطع رؤوس البشر والتمثيل بها واخذ النساء سبايا واماء ( عبيد ) ، فهزمت جيش المالكي بدون اي مقاومة والفرار مع ترك اسلحتهم لداعش بعد هزيمتهم نفسياً
3 – تفكك الدول الاسلامية فقد كانت الدول الاسلامية وقت التتار عبارة عن دويلات صغيرة متشرذمة وكان العداء والتناحر بين امراء الدول الاسلامية هي السمة السائدة في هذا العصر ، ونلاحظ الآن ايضا الصراعات الداخلية في الدول العربية ، والعداء الواضح بين بعض قادة الدول العربية والاسلامية
4- من اوجه التشابه ايضا والمهم
ان التتار وداعش جيوش قوية لا تقهر اعلاميا فقط ، بدليل ان اول معركة حقيقية قادها التتار انهزم هزيمة نكراء في معركة عين جالوت علي يد سيف الدين قطز امير مصر في هذا الوقت رغم ضعف الجيش المصري والتناحر بين الامراء في مصر علي السلطة ، وها داعش حاليا لا شيء ولكن اذا وجدت مقاومة حقيقية
5- الظلم الذي تتعرض له الشعوب علي يد الحكام ، فمنهم من رأي في التتار المنقذ من الظلم ، والآن يوجد من يري في داعش الخلاص من الظلم
وفي نهاية المقال هناك نصيحة للاعلام
لا تبثوا الرعب في نفوس الشعوب عن طريق بثكم لصور داعش وهي ترتكب ابشع الجرائم وذلك حتي لا تهزموا شعوبكم نفسيا ، قبل خوضهم حرب حقيقيةتحرير

 

 

 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.