الثلاثاء , نوفمبر 19 2024

بائعة الهوى بقلم ….. اشرف دوس .

أشرف دوس
أشرف دوس

اسمها((أسماء)) وهو ليس الاسم الحقيقي فلها عشرات الأسماء تستطيع بفراستها وغريزتها الأنثوية قراءة أي شخص قبل أن تتحدث معه قضت سنوات في حياة الليل اقتحمت هذا العالم الغامض عندما كان عمرها 18 عاما قابلت خلال هذا الفترة مئات الشخصيات وامتلأت ذاكرتها بأدق الأسرار.
كانت كلماتها الواثقة تخرج من بين شفتيها ثم بدأت تحكي بصراحة قائلة
أنا ضحية صرامة والدي لقد نشأت في أسرة شديدة الالتزام الأب صارم جدًا جعل من المنزل معسكراً كل شيء يسير بنظام لا أحد يستطيع مخالفة الأوامر، وعندما بلغت المرحلة الثانوية تفجرت أنوثتي وبدأت أسعد بمغازلة الشبان في الحي وربما نما إلى علم والدي ذلك فأراد أن يحرمني منها. وأجبرني على ارتداء ثياب خاصة، ولم أستطع مناقشته في الأمر رغم ضيقي الشديد بهذه الثياب الفضفاضة بينما زميلاتي يرتدين أحدث خطوط الموضة والملابس الضيقة والقصيرة.
حاولت إقناعه برغبتي في التخلي عن هذه الملابس فعاقبني بعلقة ساخنة تركت آثارها في جسمي لمدة عشرة أيام كاملة هذه العلقة كانت النقطة الفاصلة في حياتي.
لحظة طيش تملكتني فسرقت نقودًا كثيرة من دولاب ملابس أبي وهربت إلى الشارع بالملابس التي يريدها أبي وتحتها الملابس الضيقة والمثيرة التي أحبها وبعد أن ابتعدت عن المنزل نزعت الملابس الخارجية ومشيت في الشارع بلا هدف كنت سعيدة بحريتي وعندما شعرت بالجوع دخلت إلى مطعم فاخر وهناك تعرفت على شاب عربي وسيم يبدو عليه الثراء دعاني لمشاركته الطعام فقبلت من دون تردد.
دار بيننا حديث طويل وخرجنا معنا للسهر في أحد النوادي الليلية وكانت المرة الأولى التي أرى فيها هذا العالم المثير على الطبيعة وداخل هذا الملهى شربت الكحول وعرفت التدخين لأول مرة في حياتي ووجدتني أرقص على أنغام الموسيقي الذي أجيده منذ الطفولة ثم فوجئت بسائحة من بلد عربي تقترب مني أعطتني رقم تليفونها وطلبت مني الاتصال بها لعمل (بزنس ) مشترك لم أدرك لحظتها ما تقصده لكني رحبت بالأمر على سبيل المغامرة.
دعاني الشاب العربي للمبيت في شقته فوافقت بشرط الاحتفاظ بعذريتي رحب بشدة وقضينا ليلة سعيدة وأعطاني 1000 دولار وطلب مني الانصراف كان هذا الملبغ هو أول مكاسبي من عالم الهوى واكتشفت لحظتها أنني أملك مؤهلات نفيسة تقدر بآلاف الدولارات وفور خروجي اتصلت بالفتاة العربية وذهبت لمقابلتها في شقتها واستفدت منها الكثير فهي لا تتعامل إلا مع رجال الأعمال والسياح العرب والأجانب ودربتني على أساليب التعامل مع الزبائن.
تعلمت على يديها كل فنون هذا العمل وكيف أعطي ؟ ومتي أمتنع؟ وماذا أطلب؟ وانطلقت في هذا العالم المثير بسرعة الصاروخ وحققت مكاسب لم أتصورها وقضيت فترة طويلة وتعرفت خلالها على بعض الشخصيات المهمة. واكتشفت أن الرجال أي رجل كائن غامض مليء بالمتناقضات ومهما بلغ من النفوذ والجبروت فإنها يتحول أمامي إلى شخص ضعيف يفقد نفوذه وهيبته وعقله يتحول إلى طفل صغير يتذلل ويتوسل في خضوع غريب.

 

 

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.