الأحد , ديسمبر 22 2024
محمد عربى عابدين

سياسة الاختلاف أم سياسة الاقتتال .

بقلم– محمد عربي عابدين
عندما ننظر الي حالنا اليوم في مصر او حتي في بعض الدول العربية من الاختلاف الذي تحول الي خلاف الذي تحول الي صراع الذي تحول الي كره وحقد وغل ، ومحاولة الاتيان علي الاخضر واليابس بمجرد انني اخالفك الرأي ، أريد تدميرك والرقص علي جثتك بمجرد اني أختلف معك ، سواء اختلاف فكري او سياسي أو ايدلوجي ، أو يكون الخلاف وليد رغبات نفسية لتحقيق غرض ذاتي أو أمر شخصي وقد يكون الدافع للخلاف رغبة التظاهر بالفهم أو العلم أو الفقه. ، يا سادة سياسة الاختلاف شيء صحي عندما نتبع آداب الاختلاف ، ولكن سياسة الضد والخصام والنزاع هي القادرة علي تدمير الامم ،، بالأمس سألني شخص وتنتابه حالة من العصبية انت ضمن اي فريق ( فريق السيسى ام فريق الاخوان ) فأجبته لماذا ؟ فقال لأنك لا تشتم ولا تسب هذا او ذاك ، وتنتقد الاثنين وتمدح الاثنين في مواقف معينة ، وان لك اصدقاء من الجانبين ، حدد موقفك مع من بالضبط ،،،، فانابتني حالة من الاشمئزازً للمستوي الذي وصلنا اليه ، مستوي ان لم تكن توافقني الرأي فأنت عدوي ، وصل بنا حال الاختلاف الي الكره الذي وصل بنا الي التشفي في المصائب والتشفي في قتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق ، وصل الحال بنا الي الفرح في الكوارث التي تحل بنا ، وصل الكره الي حال الرغبة في تدمير الدولة حتي اتشفي في من اختلف معه ، الاختلاف جعل الناس لا تري مميزات من تختلف معه ، وجعلها لا تري اي عيوب في من تتفق معه ، جعلها من تتفق معه تجعله اله لا يخطيء ابداً ،،
في الزمن الماضي عندما اراد الاحتلال السيطرة علي الدول العربية قسمها الي دويلات صغيرة ، واستطاع تقسيمها لسبب بسيط جدا وهو حَوَّل الاختلاف الي خصام ثم حولها الي كره وحقد ،، انظروا الي فقدان الاندلس ، انظروا حروب الصليبين انظروا الي حروب التتار ، فاي عدو سياسته ( فَرِّقْ تسد )
وها الآن اري المتطرفين فكريا في مصر ( من الفريقين ) يريدون تقسيم مصر ولكن دون ان يعوا ذلك أو عن غير قصد ، ولكن طريقتهم واسلوبهم يؤدوا الي ذلك ،،
يا سادة لقد حذرنا الدين الاسلامي من الاختلاف الذي يصل لحد الخصام والنزاع يقول ربنا سبحانه وتعالي في كتابه الحكيم ” ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ” الانفال: 26
ولقد حذرنا الله تعالى من السقوط في علل اهل الاديان السابقة، وقص علينا تاريخهم للعبرة والحذر، فقال:
«ولاتكونوا من المشركين، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا. كل حزب بما لديهم فرحون»«الروم:31ـ32».
واعتبر الاختلاف الذي يسبب الافتراق والتمزق ابتعادا عن أي هدي للنبوة او انتساب لرسولها صلى الله عليه وسلم حين قال تعالى
“ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء….”(الانعام:159)
يا سادة لقد أتقنا فن الاختلاف وافتقدنا آدابه والالتزام باخلاقياته، فكان أن سقطنا فريسة التآكل الداخلي والتنازع الذي اورثنا هذه الحياة الفاشلة ، يا سادة لقد اختلف السلف الصالح رضوان الله عليهم، لكن اختلافهم في الرأي لم يكن سببا لافتراقهم، انهم اختلفوا لكنهم لم يتفرقوا، لان وحدة القلوب كانت اكبر من ان ينال منها شيء، انهم تخلصوا من العلل النفسية وان اصيب بعضهم بخطأ الجوارح، وكان الرجل الذي بشر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة بطلعته عليهم واخبرهم انه من اهل الجنة، هو الذي استكنهوا امره وعمله فتبين انه لاينام وفي قلبه غل على مسلم… اما نحن اليوم فمصيبتنا في نفوسنا وقلوبنا
لذلك ادعوا الجميع الي التوحد ونبذ الخلاف وتطهير القلوب من الغل والحقد والكره لبناء وطن قوي ، وحتي نكون خير داع لديننا ، قبل ان نصل لمرحلة لا ينفع ندم .

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.