الثلاثاء , نوفمبر 12 2024
نوري إيشوع

والدتنا و القرون المقطوعة…؟

بقلم المحامي نوري إيشوع
قتل، ذبح و تشريد، إضطهاد و نحر الأبرياء و سحل العظام بالسيف و الحديد، آسر عذارى و المحصنات و بيعهن في أسواق النخاسة كالعبيد، سرقة بيوت المساكين في وضح النهار، سلب ممتلكات و قطع رؤوس ودفن الأطفاء الأحياء على إيادي أعداء الإنسانية الأقذار، كل هذا يحصل أمام مرآى دول العالم، دعاة الحرية و موطن الأحرار! اللعنة عليكم و الى يوم القيامة لبست أثواب العار!

ذكرتني هذه الأخبار الحزينة و المؤلمة، بقصة النعجة و أولادها و الذئب، يحكى في قديم الزمان كانت تعيش نعجة مع أولادها الثلاث في راحة و سلام في أطرافِ وادٍ بعيد، تحرسها و ترعاها و تحميها و تعطف عليها بكل ما لديها من حنان و قوة، في أحد الأيام كشفت الأم بان حليبها لم يعد يكفي لإشباع صغارها، فكرت باللجوء الى الجوار لتأمين طعاماً لهم و لكن في نفس الوقت كانت تخاف على صغارها من الذئب المتوحش ذو الأنياب الماكر الجبار، خطرت ببالها فكرة ألا هي تلقين أولادها كلمة للسر تبقى بينها و بينهم حفاظا على سلامتهم وأن لا يفتحوا الباب لإي طارق كائنٍ كان إلا اذا ردد كلمة السر.

كررت الأم كلمة السر على أطفالها و أوصدت الباب خلفها و أحكمت إغلاقه و ذهبت للبحث عن قوت اليوم، مرت اسابيع على تلك الحال و في كل مرة قبل إغلاق الباب تذكر الأم أطفالها بكلمة السر

ولكن لسوء الحظ كان الذئب الشرير هذه المرة مختبأً بالقرب من المكان و سمع ما دار بين الأم النعجة و النعاج الصغار، ابتعدت النعجة عن المكان و هي لا تعلم بما يخبئه داعش و الذئب وأعوانه الأشرار، أسرع الذئب الجائع الى قرع باب النعاج مقلداً صوت الأم طالبا فتح الباب ولكن كما علمتهم أمهم، طلبوا من الطارق كلمة السر فرددها الذئب بكل ثقة ففتحوا له الباب، فانقض على النعاج الغضة وأراد أفتراسها و لكن لحسن الحظ هرعت الأم النعجة الى البيت بعد أن أحست بالخطر على أطفالها فهجمت على الذئب و نطحته بقرونها الحادة عدة نطحات قاتلة فاردته قتيلاً و سلمت و سلم النعاج من شره للأبد.

أما نحن السريان بشكل خاص و المسيحيين بشكل عام، والدتنا قرونها مقطوعة طوعا، و كلما إينعت تلك القرون ذهبت بنفسها أو أرسلها القيمين عليها الى الجزار ليقطعها من جديد، لنكون و تكون اللقمة السائغة لكل الذئاب.
منذ قرن تحديداً، اي منذ مئة عام، نفس الذئب الذي يكرر كلمة سر أمنا هو نفسه الذي أرتكب بحقنا أفظع جريمة لا أخلاقية في العصرين القديم و الحديث، قتل دون رحمة و أغتصاب قاصرات و قتل الأطفال الذكور، قتل شيوخ

و رجال و بقر بطون نساء حوامل، , آسر نساء محصنات و تبني فتيات رضع لتربيتهن تبية إسلامية بنية الأسلمة

و الزواج من رجال يكبرهن بعشرات السنين! قام هذا الوحش الكاسر بتهجيرنا و تشريدنا و قلع جذورنا الى الأبد! هدم كنائسنا، حرق دور عبادتنا، سلب أملاكنا و نهب بيوتنا و أحرقها دون رحمة
من كانوا هؤلاء السفاحون؟ هم فراخ ذئاب اليوم سلالة أجداد غول و أغولو و أردوغان و أزلامهم البكوات الأكراد الذين ضربوا رؤوسنا بيدٍ من حديد.

رعاتنا الأمناء و مطارنتنا الأجلاء، الى متى تستغلون طاعتنا و تسخرون من عقولنا؟
إلى متى تقدموننا أضاحي العيد لأولاد الشر و رعاته؟

إلى متى تقودوننا الى المجهول كالقطعان التائعة لتتلقفنا وحوش الغاب و نكون الوليمة الشهية للسفاح الذي لا يتوانى عن حز رقابنا بسيفه القاطع؟

الى متى تقررون مصيرنا دون الأخذ بعين الأعتبار كرامتنا، شرفنا و عرضنا الذي هتكه أجداد هؤلاء الذئاب التي تلبس لباس الحملان و هم ذئاب خاطفة من آل عثمان و أبن وهاب الكلب الجبان؟

إلى متى نخاف من إعلان الحق و قول كلمة لا و ألف لا للإبادة الجماعية، ما دام الأمر جلل و يتعلق بوجودنا القومي و الإنساني و يطال أغلى ما عندنا، الشرف و الكرامة؟

الى متى تهرولون وراء الكراسي و السلطة و الجاه و المال حتى لو بعتمونا بأرخص الأثمان و أرسلتمونا للذبح؟
أليست النعجة أم الصغار الثلاث هي أكثر ذكاءً و نخوة و صدقاً منكم و منا!

يا حضرات، تركيا و من يدور في فلكها من العربان و الغرب السعيد، هم الذئب الشرير الذي لا يشبع من الدم، هم المثال القبيح في الخيانات لا بل هم أم الخيانات. لن تبدأ إلا برؤوسكم أولاً؟؟!!

هل نسيتم وضع إيديهم على أراضي دير مار كبرييل الذي يعتبر رمزا دينيا من رموزنا و شاهدا حياً على وجودنا المتجذر في التاريخ، في تركيا بشكل خاص و في المنطقة كاملة بشكل عام! هل تناسيتم قرارات محاكم الدولة بضم الدير بناءً على قرارات مبنية على وثائق مزورة وشهود زور و الصادرة ليلة أمس و المدعومة من نفس المسؤولين الذين تجلسون معهم على طاولة واحدة و قد تحنون لهم رؤوسكم أو هاماتكم إيضا؟

أرفعوا أصواتكم عالياً، أقرعوا أبواب الشرفاء الذين بيدهم القوة و السلطة مع انهم قلة، إشحذوا همم رجالنا و أولادنا بقرارت صريحة و جريئة، للدفاع عن انفسهم و عوائلهم و أملاكهم و كرامتهم.

شاهد أيضاً

نعم للتنوير

بقلم مينا عماد من المحتمل ان نشهد في الأيام القادمة توسع ، وتغيير لكثير من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.