«الرحيل أو الإصلاح الفوري، نظام مبارك زور الانتخابات، مبارك كلامه معسول وسلطان جائر استعان بالأقزام والبلطجية، ديمقراطية مبارك تثير الاشمئزاز».. مجموعة من الرسائل وجهها فريد الديب، محامي الرئيس الأسبق حسني مبارك، من خلال مقال كتبه في صحيفة «المصري اليوم» في 26 نوفمبر 2005، إبان توليه الحكم.
«الديب» أثار عاصفة من الجدل حوله بعد مهاجمته لثورة 25 يناير ووصفه لها بـ«مؤامرة وليست ثورة»
خلال أولى جلسات مرافعته عن موكله مبارك بقضية قتل المتظاهرين والفساد المالي
إلا أن مقاله الذي حمل اسم «أأمنتم مَنْ في السماء أن يخسف بكم الأرض؟»
جاء مناقضًا لما قاله خلال المرافعة.
فريد الديب حذر نظام مبارك في مقاله: «ما الذي بقي لكم أيها الحكام حتي ترحلوا أو تصلحوا فوراً دون إبطاء؟».
«اختفي المعارضون الصادقون عن الساحة بعد أن شغل الحكام أنفسهم بمحاربتهم حربًا ضروسًا
حكامنا اليوم، إذ يصدعون رؤوسنا بضجيج شديد عن الديمقراطية، وهم أبعد ما يكونون عنها
فهم يلتفون حول الديمقراطية الحقة، ولا يرون غيرهم أجدر بالحكم
يطلقون الكلب المسعور (البلطجية) على المعارضين والشرفاء
فيوسعهم شتمًا وإسفافا، فيؤثرون السلامة وصون الكرامة عن المضي في طريق المعارضة النبيلة
ويقبعون في بيوتهم».
كتبها فريد الديب في مقاله ووصف ديمقراطية مبارك بأنها مثيرة لـ«للاشمئزاز»
بينما قال في المرافعة أن مبارك أجرى عملية «إصلاح سياسي تدريجي بتشجيع الحراك السياسي
الذي أسفر عن ظهور أكثر من 24 حزبًا في عهده بعد أن كانت 5 أحزاب فقط مطلع توليه الحكم».
ويضيف فريد الديب أن مبارك حقق «إصلاح اقتصادي واسع في مجالات البنية الأساسية والتعليم والصحة والإسكان استطاعت النهوض بمصر»، وفي 2005 كتب: «وقفنا إلى جانبهم وناصرناهم لعلهم يصلحون، فإذا بهم يفسدون.. خدعونا كثيرًا بكلام معسول، بينما تنضج أعمالهم بكل ما هو غير معقول وغير مقبول».
وفي مرافعته، قال فريد الديب إنه لم يحدث أن تستر مبارك طوال عهده في يوم من الأيام على فساد أو انحراف لأي شخص أو مسؤول مهما كبر منصبه، فيما اعتبر في مقاله أن مبارك استعان بالبلطجية والأقزام الصغار
وأشار وقتها إلى أن المعارضين «لا يستطيعون مقاضاة البلطجي المحتمي بحصانة، لا يتم رفعها عنه أبدًا ـ بتعليمات من السلطان ـ مهما كانت الأسباب».
ودافع «الديب» عن مبارك خلال محاكمته بأنه دعم استقلال القضاء بإصدار قانون السلطة القضائية وإعادة مجلس القضاء الأعلى وإضفاء الحصانة القضائية.. وعدم التدخل في شؤون وأحكام القضاء، بينما قال في 2005 إنه حين «اختفي ذوو القامات العالية، بعد أن استبدل حكامنا بهم الأقزام الصغار، ثم وعندما فشل البلطجية في تحقيق الهدف المنشود لجأ الطغاة إلى التزوير».
آنذاك، أشاد محامي الرئيس الأسبق، في مقاله بـ«المصري اليوم»، بكشف المستشارة نهى الزيني، رئيس هيئة النيابة الإدارية وقتها، لتزوير الانتخابات في البحيرة لصالح الدكتور مصطفى الفقي، كونها كانت مشرفة على إحدى لجانها: «الله قيض امرأة فاضلة تساوي ألف ألف رجل لتفضحهم، هذه المرأة الفاضلة هي الدكتورة نهي الزيني… أوردت فيه شهادتها على ما جري أمامها من تزوير مؤسف في اللحظات الأخيرة بواسطة من وصفتهم ـ بحق ـ بالقضاة المنبطحين لاستبدال الساقط بالناجح.. جهارًا نهارًا وعلي رؤوس الأشهاد».
ووجه فريد الديب حديثه للدكتور مصطفي الفقي وقتها قائلا: «وأقول له بكل الصدق إن الكثرة من الناخبين، لم تُعرِض عن إعطائك أصواتها كراهية في شخصك أو استهانة بقدرك، وإنما أولوك ظهورهم (للرمز الذي تمثله ولم يلقوا منه سوي التمويه والكذب».. وحاليًا يصف «الديب» الرافضين لعودة الحزب الوطني المنحل بـ«العربجية».
واختتم مقاله في «المصري اليوم» عام 2005، بالدفاع عن حقوق الإنسان والحريات وانتقاد «الشعارات الكاذبة للنظام» ومحاكم أمن الدولة، وأنهاه بـ«لا أجد ما يصدق عليكم إلا ما قاله شاعر النيل حافظ إبراهيم: وماذا في صحائفكمسوي التمويه والكذب، حصائد ألسن جرتإلي الويلات والحرَب، وللعلم… الحرَب معناها الهلاك».